أعمال الحاج في أيام التشريق

إنّ أعمال أيام التشريق الواجبة تنحصر في أمرين، وهما: المبيت في مِنى، ورمي الجمرات الثلاثة،[١] وتوضيح هذه الأعمال وبيانها فيما يأتي:


أولاً: المبيت في مِنى

يجب على الحاجّ بعد الانتهاء من طواف الإفاضة والسعي إذا لم يسعَ من قبل أن يرجع إلى مِنى حتى يبيت فيها ليلة الحادي عشر وليلة الثاني عشر إذا كان متعجِّلاً، وحكم المبيت في مِنى في هذه الليالي هو الوجوب إلا لأهل الأعذار، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أذِن للرعاة والسّقاة بالمبيت في مكّة في هذه الأيام بسبب عذرهم.[٢]


أمّا غير المتعجّل فيُستحبّ له المبيت في مِنى ثالث أيام التشريق أيضاً، وهي ليلة الثالث عشر من ذي الحجة، تحصيلاً للأجر الكامل، واقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، أمّا مَن أراد التعجّل فعليه أن يبيت الليلتين الواجبتين، ثم يذهب قبل غروب الشمس، ويسقط عنه المبيت والرمي في الليلة الثالثة.[٣]


ثانياً: رمي الجمرات

يرمي الحاجّ الجمار في أيام التشريق على النحو الآتي:[٤]

  • يبدأ وقت رمي جمرة العقبة يوم النّحر من بعد منتصف الليل إلى فجر اليوم الحادي عشر، بينما يبدأ وقت رمي جمرات أيام التشريق الأخرى من طلوع الفجر إلى طلوع الفجر الذي يليه، تيسيراً على الحجّاج بسبب ما يحصل من زيادة الأعداد والتزاحم.


  • يبدأ الحاج برمي الجمرة الصّغرى، فيأتي إلى جهة الشمال، ويجعل البيت عن يمينه ومِنى عن شماله، ثمّ يرمي سبع حصيّات مع التكبير عند رمي كلّ حصاة.


  • بعد رمي الجمرة الصغرى يستقبل القبلة، ويدعو الله -تعالى- بما فاض به قلبه ولسانه.


  • ثمّ يذهب لرمي الجمرة الوُسطى، فيأتي إلى جهة الجنوب، ويجعل البيت عن يساره، ومِنى عن شماله، ويرمي سبع حصيّات مع التكبير، ثمّ يأخذ ذات الشّمال مستقبِلاً القبلة ويدعو.


  • ثمّ يذهب إلى جهة الجنوب ليرمي جمرة العقبة الكُبرى، فيجعل البيت عن يساره ومِنى عن يمينه، ويرمي سبع حصيات مع التكبير.


  • في اليوم الثاني عشر والثالث عشر يفعل كما فعل بالرمي في اليوم الأوّل تماماً.


  • على الحاجّ أن يرمي الجمرات بنفسه إلا إن كان من أهل الأعذار، فيجوز له حينها أن يوكّل مَن يرمي بالنيابة عنه، ولكن يرمي الوكيل عن نفسه أولاً، ثمّ يرمي عمّن وكّله.


استحباب الإكثار من الذكر أيام التشريق

يُستحبّ للحاج أن يُكثر من ذكر الله -تعالى- في أيام التشريق، فيذكره عقب صلوات الفريضة، وفي جميع أحواله، ويدلّ على استحباب ذلك ما يأتي:[٥]

  • قول الله -تعالى-: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى)،[٦] وذهب المفسّرون وأهل العلم إلى أنّ الأيام المعدودات هنا يُقصد بها أيام التشريق، وقد قال القرطبي -رحمه الله-: "لا خلاف بين العلماء أن الأيام المعدودات في هذه الآية هي أيام منى".


  • قول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ. وفي رواية : زاد فيه وذكرٍ لله).[٧]

المراجع

  1. علي بادحدح، دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح، صفحة 32، جزء 66. بتصرّف.
  2. سعيد بن وهف القحطاني، مرشد المعتمر والحاج والزائر في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 63. بتصرّف.
  3. "المبيت بمنى ليالي أيام التشريق"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 19/4/2023. بتصرّف.
  4. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 115، جزء 4. بتصرّف.
  5. عبد الكريم العمري، تسهيل المناسك، صفحة 91. بتصرّف.
  6. سورة البقرة، آية:203
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن نبيشة الخير الهذلي، الصفحة أو الرقم:1141، صحيح.