عدد أشواط طواف الإفاضة سبعة، حيث إنّ عدد أشواط جميع أنواع الطواف هي سبعة أشواط، فيبتدئ المسلم طوافه من الحجر الأسود وينتهي عنده بحيث يجعل الكعبة عن يساره، ويجب عليه ستر عورته والحفاظ على طهارة بدنه وثوبه ومكان طوافه، كما ويجب أن يكون الطواف داخل المسجد الحرام وخارج الكعبة، ويُستحب للمسلم صلاة ركعتين حال الانتهاء من الطواف، فيقرأ في الركعة الأولى بعد سورة الفاتحة سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية يقرأ سورة الإخلاص.[١]


طواف الإفاضة

تعريفه

الإفاضة لغة: هو الزحف والدفع في المسير بشكل كبير، وأصل الإفاضة الصبّ، وأمّا طواف الإفاضة اصطلاحاً: فهو الطواف الذي يؤديه الحاج يوم النحر في مكة المكرمة بعد الإفاضة إليها من منى، فيطوف فيها ثم يرجع إلى منى، وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ طواف الإفاضة يسمّى بأسماء أخرى ومنها: طواف الزيارة وذلك لأنّ الحاج يأتي إلى مكة لأداء الطواف لا للإقامة فيها ثم يعود إلى منى، وطواف الصدر لأنّ هذا الطواف يكون بعد الرجوع من منى ويُطلق ذلك على طواف الوداع أيضاً، وطواف الركن أو الفرض أو الواجب وذلك باعتبار حكمه.[٢]


حكمه

اتفق الفقهاء على أنّ طواف الإفاضة ركن من أركان الحج فلا يتمّ الحج إلّا به، وممّا استدلوا به على ذلك قول الله -تعالى-: (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)،[٣] وما ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- من أن صفية أم المؤمنين -رضي الله عنها- قد حاضت بعد أن أفاضت يوم النحر فأراد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- منها ما يريد الرجل من أهله فقالت عائشة -رضي الله عنها-: (يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّهَا حَائِضٌ، قالَ: حَابِسَتُنَا هي؟ قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أفَاضَتْ يَومَ النَّحْرِ، قالَ: اخْرُجُوا)،[٤] فدلّ ذلك على أنّ طواف الإفاضة ركن ويجب الإتيان به ومن تركه وعاد إلى بلده وجب عليه العودة محرماً والإتيان به، ولا يجزئه غير ذلك.[٥]


وقته

تعددت آراء العلماء في أول وقت طواف الإفاضة على قولين: كما يأتي:[٦]

  • الحنفية والمالكية ورواية عن الإمام أحمد: قالوا أنّ وقت طواف الإفاضة يبتدئ من طلوع فجر يوم النحر، وممّا استدلوا به على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هذِه)،[٧] حيث طاف -صلّى الله عليه وسلّم- طواف الإفاضة يوم النحر.
  • الشافعية والحنابلة: قالوا أنّ وقت طواف الإفاضة يبتدئ بعد منتصف ليلة النحر، وذلك لمن وقف بعرفة، وممّا استدلوا به على ذلك ما ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: (أرسَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأمِّ سلَمةَ ليلةَ النَّحرِ، فرَمَتِ الجَمرةَ قبل الفجرِ، ثم مَضَتْ فأفاضَتْ).[٨]


أمّا وقت انتهاء طواف الإفاضة فقد اتفق جمهور العلماء على عدم وجود وقت معين لانتهاء وقت طواف الإفاضة، إلّا أنّه تعددت آراؤهم في كون وجوب الدم على من أخّر الطواف، فذهب جمهور العلماء إلى عدم وجوب الدم على من أخر الطواف وإن عاد إلى وطنه قبل أدائه لزمه العودة والإتيان به، وقد ذهب الإمام أبو حنيفة ومالك إلى القول بوجوب الدم على من أخّر الطواف.[٩]


المراجع

  1. ابن النقيب، عمدة السالك وعدة الناسك، صفحة 134. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 293. بتصرّف.
  3. سورة الحج، آية:29
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1733 ، صحيح.
  5. وهبة الزحيلي، الفقه الاسلامي وادلته، صفحة 2205. بتصرّف.
  6. "طواف الافاضة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 6-12-2021. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1297 ، صحيح.
  8. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1942 ، صحيح.
  9. "وقت طواف الإفاضة"، اسلام ويب، 31-1-2001، اطّلع عليه بتاريخ 6-12-2021. بتصرّف.