عدد أشواط طواف الوداع سبعة أشواط، كما هو الحال في جميع أنواع الطواف، حيث يبدأ الحاج طواف الوداع بجعل الكعبة على يساره، مبتدئاً بالحجر الأسود ومنتهياً إليه، في كل شوط من الأشواط السبعة، ولا بدّ للحاج أن يحافظ على طهارة بدنه وثوبه ومكان طوافه، وأن يكون طوافه خارج الحِجر، لأنه يعدّ جزءاً من الكعبة، وأن يراعي الآداب الشرعية، بعدم المزاحمة والنظر إلى المحرمات، وغير ذلك، كما يستحب للحاج بعد الانتهاء من الأشواط السبعة أن يصلي ركعتين خلف مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام، يقرأ بعد سورة الفاتحة في الركعة الأولى سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية سورة الإخلاص. [١][٢]


طواف الوداع


تعريف طواف الوداع

طواف الوداع هو الطواف الذي يؤديه الحاج بعد الانتهاء من جميع أعمال الحج ومناسكه، فهو آخر الأعمال الذي يؤديه الحاج في حجّه قبل أن يغادر مكة المكرمة، وقد سمّي طواف الوداع بهذا الاسم؛ لأنه توديعُ للبيت الحرام والأماكن المقدسة،[٣] ويسمى أيضاً بطواف الصدر؛ لصدور الناس بعد أدائه من مكة المكرمة، أي خروجهم،[٤] ويسمى أيضاً بطواف آخر العهد؛ لأنه يكون آخر عهد الحاج بالبيت الحرام.[٥]


حكم طواف الوداع

تعددت آراء الفقهاء في حكم طواف الوداع بين الوجوب والسنية على قوليْن اثنيْن، وبيان ذلك على النحو الآتي:[٦]

  • الحنفية والشافعية والحنابلة: قالوا أن طواف الوداع واجب من واجبات الحج، يلزم الحاج الإتيان به، فإن تركه وجب عليه الذبح، واستدلوا على ذلك بالأحاديث النبوية التي تدلّ على وجوبه، منها أمر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (لا يَنْفِرَنَّ أَحَدٌ حتَّى يَكونَ آخِرُ عَهْدِهِ بالبَيْتِ).[٧]
  • المالكية: قالوا أن طواف الوداع سنة من سنن الحج، واستدلوا على سنيته أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أسقطه عن الحائض، دون لزوم الذبح عليها، ولو كان واجباً لما أجاز لها تركه، فقد رخصّ لأم المؤمنين صفية رضي الله عنها بترك طواف الوداع؛ لأنها حاضت قبل البدء بطوافه، حيث جاء في الحديث الصحيح عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (حَاضَتْ صَفِيَّةُ بنْتُ حُيَيٍّ بَعْدَ ما أَفَاضَتْ، قالَتْ عَائِشَةُ: فَذَكَرْتُ حِيضَتَهَا لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَحَابِسَتُنَا هي؟ قالَتْ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّهَا قدْ كَانَتْ أَفَاضَتْ وَطَافَتْ بالبَيْتِ، ثُمَّ حَاضَتْ بَعْدَ الإفَاضَةِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: فَلْتَنْفِرْ).[٨]


وقت طواف الوداع

اتفق الفقهاء أن وقت طواف الوداع يكون بعد الانتهاء من جميع أعمال الحج، إلا أنه قد اختلفت أقوالهم في بعض تفصيلات ذلك:[٩]

  • المالكية والشافعية والحنابلة: قالوا أن وقته يكون بعد الانتهاء من جميع الأعمال والعزم على السفر، بحيب يباشر بالسفر بعد الطواف، ولا بأس بانشغاله بتجهيزات وأسباب السفر، مثل الشراء ونحوه، أما إن أطال مدة الإقامة وانشغل بأمور غير أمور السفر، يلزمه إعادة الطواف.
  • الحنفية: قالوا أن وقته يكون بعد الانتهاء من جميع الأعمال ويمتد حتى السفر، فلا يشترط أن يسافر مباشرة، فلو بقي عدة أيام بعد الطواف وطالت إقامته، صحّ طوافه ولا يلزمه إعادته.


المراجع

  1. "أحكام الطواف"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 1/3/2022. بتصرّف.
  2. ابن النقيب، عمدة السالك وعدة الناسك، صفحة 134. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، مجلةالبحوث الإسلامية، صفحة 288. بتصرّف.
  4. أحمد حطيبة، شرح كتاب الجامع لأحكام العمرة والحج والزيارة، صفحة 17. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 57. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 57-58. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1327، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1211، صحيح.
  9. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2208-2209. بتصرّف.