ماذا نقول عند رمي الجمرات؟
يستحب أن يكبّر الحاج مع كل حصاة يرميها في الجمرات الثلاث؛ العقبة والوسطى والصغرى باتفاق الفقهاء الأربعة، ففي يوم النحر يقوم الحاج برمي جمرة العقبة سبع حصيات؛ ويقوم بالتكبير مع كل حصاة، وكذا أيام التشريق الثلاثة يقوم الحاج برمي الجمرات الثلاث سبع حصيات في كل يوم منها، ويقوم بالتكبير مع كل حصاة، وقد استدلّ الفقهاء على استحباب التكبير عند رمي الجمرات لعدة أحاديث، منها:[١][٢]
- ما جاء في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: (حتَّى أَتَى الجَمْرَةَ الَّتي عِنْدَ الشَّجَرَةِ، فَرَمَاهَا بسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مع كُلِّ حَصَاةٍ منها، مِثْلِ حَصَى الخَذْفِ...).[٣]
- ما جاء في حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أفاضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ من آخرِ يومِهِ حينَ صلَّى الظُّهرَ ، ثمَّ رجعَ إلى منًى ، فمَكَثَ بِها لياليَ أيَّامِ التَّشريقِ يرمي الجمرةَ ، إذا زالَتِ الشَّمسُ كلُّ جمرةٍ بسبعِ حصياتٍ ، يُكَبِّرُ معَ كلِّ حصاةٍ...).[٤]
كما يستحب له أن يقول: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير. لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. لا إله إلا الله وحده صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، والله أكبر"،[٥]ومن الجدير بالذكر أنه لا شيء على الحاج إن ترك التكبير عند رمي الجمرات باتفاق أهل العلم؛ إذ إن التكبير سنة من سنن رمي الجمرات، مع أفضلية واستحباب اتباع السنة والاقتداء بأفعال النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجه.[٦]
صفة رمي جمرة العقبة يوم النحر
يقف الحاج أمام جمرة العقبة جاعلاً منى على يمينه والكعبة على يساره، فيقطع التلبية ويرمي الحصيات السبع متواليات بيده اليمنى مع رفعها وتكبيره عند كل حصاة يرميها، ويتأكد أن كل رمياتها وقعوا داخل الحوض وليس خارجها، وقال جمهور الفقهاء بجواز رمي جمرة العقبة ماشياً أو راكباً خلافاً للشافعية الذي قالوا بعدم جواز رميها راكباً، وبعد أن ينتهي من الرمي يمضي في طريقه ولا يبقى واقفاً عندها؛ لأنه لا رمي بعدها.[٧][٨]
صفة رمي الجمرات الثلاث أيام التشريق
يرمي الحاج الجمرات الثلاث أيام التشريق بالترتيب كل يوم من أيام التشريق؛ الصغرى ثم الوسطى ثم العقبة؛ فيقف مستقبلاً القبلة جاعلاً منى على يمينه والكعبة على يساره، فيرمي أولاً الصغرى بيده اليمنى سبع حصيات متواليات مع تكبيره مع كل رمية، ويتأكد من وقوع الحصيات داخل الحوض، ثم يمشي قليلاً، ويقف مستقبل القبلة، فيذكر الله -تعالى- ويدعوه طويلاً مع رفع يديه.[٩][١٠]
وبعد ذلك يرمي جمرة العقبة الوسطى، ويفعل كما فعل بالصغرى، ثم يقف أيضاً يدعو الله ويذكره، وبعد ذلك يرمي جمرة العقبة، ويفعل كما فعل بالصغرى والوسطى، إلا أنه لا يقف ويدعو الله ويذكره، بل يمشي في طريقه، ويفعل مثل ذلك في جميع أيام التشريق، وقال الجمهور بجواز أن يكون الحاج ماشياً أو راكباً أثناء الرمي أيام التشريق؛ إلا أن الشافعية قالوا أن يرمي ماشياً في جميع الأيام إلا يوم النفر، وهو ثاني أيام التشريق، فيسنّ أن يرمي راكباً إن أراد التعجل والنفر من منى إلى مكة.[١٠][٩]
المراجع
- ↑ سعيد بن وخف القحطاني، رمي الجمرات في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 60. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 74. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1218، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1973، حديث صحيح إلا قوله (حين صلى الظهر).
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2261. بتصرّف.
- ↑ "المبحث السادس: سُنَنُ الرَّمْيِ"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 11/12/2022. بتصرّف.
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، رمي الجمرات في ضوء الكتاب والسنة وآثار الصحابة رضي الله عنهم، صفحة 9-10. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2260-2262. بتصرّف.
- ^ أ ب أحمد حطيبة، شرح كتاب الجامع لأحكام العمرة والحج والزيارة، صفحة 4. بتصرّف.
- ^ أ ب سعيد بن وهف القحطاني، رمي الجمرات في ضوء الكتاب والسنة وآثار الصحابة رضي الله عنهم، صفحة 53-61. بتصرّف.