أعمال الحج

تتضمن عبادة الحج مجموعة من الأعمال، التي يجب على الحاج فعلها ليتمّ حجه على الصفة الصحيحة التي أمر الله بها، وليتم قبوله منه، وهذه الأعمال منها ما يفعلها الحاج قبل يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، ومنها ما يفعلها يوم التروية، ومنها ما يفعلها بعد يوم التروية؛ في يوم عرفة ويوم النحر، وأيام التشريق، وفيما يلي بيان جميع الأعمال التي تؤدى في جميع الأيام:[١][٢][٣]


ما يفعله الحاج قبل يوم التروية

يقوم الحاج بفعل هذه الأعمال قبل يوم التروية:

  • الإحرام: فيجب على كل من يريد أداء الحج أن يحرم من أحد المواقيت المكانية المحددة في الشريعة الإسلامية، والإحرام هو أن يعقد نية الدخول في نشك الحجّ، ولا بد أن يحرم بإحدى كيفيات الإحرام الثلاث، وهي:
  • الإفراد: وهو أن يحرم بالحج فقط، فيقول: لبيك اللهم حجاً، أو نحو ذلك.
  • التمتع: وهو أن يحرم بالعمرة فقط: فيقول: لبيك اللهم عمرة، أو نحو ذلك.
  • القران: وهو أن يحرم بالحج والعمرة معاً، فيقول: لبيك اللهم عمرة وحجاً معاً.
  • الطواف: فعند وصوله مكة المكرمة يقصد بيت الله الحرام؛ ليطوف حول الكعبة سبعة أشواط، ويعتبر هذا الطواف طواف القدوم بالنسبة للمفرد، وطواف العمرة بالنسبة للمتمتع، وأما القارن فهو بالنسبة له طواف القدوم عند الجمهور، وطواف العمرة عند الحنفية، وعليه طواف آخر للحج.
  • السعي بين الصفا والمروة: يقوم الحاج بعد انتهائه من الطواف بالسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط، مبتدئاً بالصفا ومنتهياً بالمروة، ويعتبر هذا السعي بالنسبة للمفرد سعي الحج، وبالنسبة للمتمتع سعي العمرة، وبالنسبة للقارن سعي الحج والعمرة عند الجمهور، وسعي العمرة عند الحنفية، وعليه سعي آخر للحج.
  • الحلق أو التقصير: يقوم الحاج المتمتع بعد انتهائه من السعي بحلق شعره أو تقصيره، ليتحلل من إحرامه بالعمرة، أما المفرد والقارن فيبقيان على إحرامها حتى يقومان برمي جمرة العقبة في يوم النحر.


ما يفعله الحاج يوم التروية

يبقى الحاج في مكة المكرمة حتى يأتي يوم التروية، ليقوم جميع المناسك وسائر أعمال الحج بعد ذلك، حيث يحرم المتمتع بالحج من مكانه، ويبقى القارن والمفرد على إحرامهما، وينطلق الحجاج قبل زوال الشمس، أي قبل دخول وقت صلاة الظهر، باتجاه منى، ويصلون فيها جميع الصلوات الخمس، مع صلاة فجر يوم عرفة، ويبيتون ليلتهم فيها اتباعاً للسنة.


ما يفعله الحاج يوم عرفة

  • يخرج الحاج من منى ملبياً مكبراً بعد أن تطلع شمس يوم عرفة، التاسع من ذي الحجة، متوجهاً إلى عرفة، فيبقى في نمرة حتى وقت الظهر، ونمرة هي مكان على حدود عرفة وليس منها، فإذا دخل وقت الظهر اتجه إلى عرفة، فيصلي الظهر والعصر جمعاً وقصراً جماعةً مع الإمام، فيجمع الظهر والعصر في وقت صلاة الظهر، ويقصرهما ركعتين ركعتين، وبعد ذلك يؤدي الحاج أعظم ركن في الحج وهو الوقوف بعرفة، حيث إن الحج لا يتم إلا به، ومقصود الوقوف بعرفة: هو تواجد الحاج في هذا اليوم في عرفة؛ سواء كان راكباً أو واقفاً أو جالساً.
  • ولا بد من الإشارة إلى أن عرفة كلها موقف باستثاء جزء منها يسمى ببطن عُرنة، ويسنّ للحاج في هذا اليوم أن يتضرع إلى الله عزّ وجل، ويُظهر افتقاره وحاجته إليه، ويُكثر من الذكر والاستغفار والتوبة، والصلاة على النبي، والتلبية، وقراءة القرآن، ويلحّ في الدعاء والثناء عليه، ويبقى على هذه الحال حتى غروب الشمس.


ما يفعله الحاج ليلة العاشر من ذي الحجة

ينطلق الحاج عند غروب شمس يوم عرفة إلى مزدلفة، دون أن يصلي المغرب، فيتوجه إليها ملبياً بسكينةٍ وطمأنينةٍ، حتى يصل إليها، فيصلي فيها المغرب والعشاء جمع تأخير، أي في وقت العشاء، ويقوم بقصر العشاء، فيصليها ركعتين، ويبيت الحاج ليلته فيها، ويقوم بأداء صلاة الفجر فيها، ويسنّ له أن يدعو الله ويكثر من الذكر والتلبية والتكبير والتهليل والتحميد، ويستحب له أن يجمع الحصيات التي سيرمي بها الجمرات يوم النحر وأيام التشريق، وعددها سبعون حصاة، فإن لم يستطع يجمع سبع حصيات، ليقوم برميها يوم النحر في جمرة العقبة.


ما يفعله الحاج يوم النحر

ينطلق الحاج من مزدلفة قبل طلوع الشمس، بكل سكينةٍ وهدوءٍ، مكثراً من التلبية والذكر والتكبير، قاصداً منى، فإذا وصلها قام بعدة أعمال، ولا بد من الإشارة إلى أن يوم النحر هو أكثر الأيام الذي يقوم به الحاج من أعمال، وهذه الأعمال هي:

  • رمي جمرة العقبة: وتعرف أيضاً باسم الجمرة الكبرى، حيث يرمي الحاج جمرة العقبة سبع حصيات، ويقطع التلبية عند ابتداء الرمي، ويكبر مع كل حصاة يرميها.
  • ذبح الهدي: وذبح الهدي واجبٌ في حق القارن والمتمتع، ومستحبٌ في حق المفرد.
  • الحلق أو التقصير: والحلق بالنسبة للرجال أفضل، أما المرأة فتقصّر من شعرها قدراً يسيراً.
  • طواف الإفاضة: فبعد أن ينتهي الحاج من جميع الأعمال السابقة، توجه إلى المكة المكرمة نحو البيت الحرام، ليطوف حول الكعبة طواف الإفاضة سبعة أشواط، وهو ركنٌ من أركان الحج، لا يصحّ الحج إلا به.
  • السعي: يسعى الحاج بين الصفا والمروة بعد الانتهاء من الطواف، وهذا في حق المتمتع، وحق المفرد والقارن إذا أخّرا السعي، أما إن قاما بالسعي بعد طواف القدوم، فلا سعي عليهما.


ما يفعله الحاج أيام التشريق

يرجع الحاج من مكة إلى منى، ليبيت فيها أيام التشريق الثلاثة؛ الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحجة، ويقوم في كل يوم من هذه الأيام الثلاثة برمي الجمرات الثلاث على الترتيب؛ الصغرى، ثم الوسطى، ثم العقبة، حيث يرمي في كل جمرة سبع حصيات، فيكون مجموع الحصيات التي يرميها في الجمرات الثلاث في كل يوم إحدى وعشرين حصاة.


آخر عمل يفعله الحاج

بعد انتهاء أيام التشريق، والانتهاء من الرمي، يتوجه الحاج من منى إلى البيت الحرام، ليقوم بآخر عمل من أعمال الحج، وهو طواف الوداع، وسمّي بذلك لأن الحاج يقوم فيه بتوديع البيت الحرام، فيطوف بالكعبة سبعة أشواط، وبهذا يكون قد أنهى أعمال الحج على أتم وجه قبل أن يغار مكة المكرمة.


المراجع

  1. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 305-317. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 45-48. بتصرّف.
  3. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2135-2136. بتصرّف.