الدعاء والذكر المأثور عند الصفا والمروة

ثبت أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ بآية الصفا والمروة عندما يرتقي على الصفا، وهي قول الله -سبحانه-: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ).[١]


ثمّ يستقبل القبلة، فيوحّد الله ويُكبّره، ويقول: (لا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهو علَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، لا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ، ثُمَّ دَعَا بيْنَ ذلكَ، قالَ مِثْلَ هذا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ)،[٢] فإذا وصل إلى المروة فعل مثل ذلك.[٣]


وهذا هو الثابت عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عند الصفا والمروة من الذكر والدعاء، ويُسنّ الاقتداء به، ومناجاة الله -تعالى- عند الصفا وعند المروة؛ لفعل النبيّ الكريم ذلك، ففي الحديث السّابق قال جابر: "... ثُمَّ دَعَا بيْنَ ذلكَ"، ولم تثبت صيغة دعاءٍ معيّنة في ذلك، فيُشرع للمسلم أن يدعو الله -تعالى بما فتح الله عليه من الأدعية المشروعة.


وقد نُقِل عن السّلف بعض الأدعية التي كانوا يدعون بها عند الصفا والمروة، فقد أخرج البيهقي قول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما كان يخطُبُ بالنّاس: "... إِذَا قُمْتُمْ عَلَى الصَّفَا فَكَبِّرُوا سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ، بَيْنَ كُلِّ تَكْبِيرَتَيْنِ حَمْدُ اللَّهِ، وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِ، وَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَدُعَاءٌ لِنَفْسِكَ، وَعَلَى الْمَرْوَةِ مِثْلُ ذَلِكَ"، وصحّحه الألباني.[٤]


أدعية مختارة أثناء السعي بين الصفا والمروة

يُشرع للمسلم أن يدعو الله -تعالى- ويُناجيه أثناء سعيه بين الصفا والمروة بما أحبّ من حاجاته، فلم يثبت عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنّه كان يدعو بأدعيةٍ مخصوصةٍ أثناء سعيه بين الصفا والمروة، فللمسلم أن يدعو الله ويُثني عليه ويذكره، ويدعو لنفسه ولأهله وللمسلمين، ويجمع في دعائه بين خيريّ الدنيا والآخرة.


وخير ما يدعو به المسلم هو الأدعية القرآنية الكريمة والنبوية الشريفة، لأنّها تشمل خيريّ الدنيا والآخرة، ونذكر بعض الأدعية المختارة التي يُمكن الدعاء بها أثناء السعي على سبيل المثال لا الإلزام فيما يأتي:


أدعية مختارة من القرآن

  • (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٥]
  • (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ).[٦]
  • (رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ).[٧]
  • (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ).[٨]
  • (رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا).[٩]
  • (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا).[١٠]
  • (رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).[١١]
  • (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي).[١٢]
  • (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ).[١٣]
  • (لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).[١٤]


أدعية مختارة من السنة

  • (اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي؛ فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ).[١٥]
  • (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ، والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[١٦]
  • (اللَّهمَّ رحمتَكَ أرجو فلا تكِلْني إلى نفسي طرفةَ عينٍ وأصلِحْ لي شأني كلَّه لا إلهَ إلَّا أنتَ).[١٧]
  • (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي).[١٨]
  • (اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ منَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ ما علمتُ منهُ وما لم أعلمْ، وأعوذُ بكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ ما علمتُ منهُ وما لم أعلمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألكَ عبدُكَ ونبيُّكَ، وأعوذُ بكَ من شرِّ ما عاذَ منه عبدُكَ ونبيُّكَ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قولٍ وعملٍ، وأعوذُ بكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا).[١٩]
  • (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ، وَالهَرمِ وَعَذَابِ القَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَولاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا).[٢٠]

المراجع

  1. سورة البقرة، آية:158
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1218، صحيح.
  3. سعيد بن وهف القحطاني، حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة، صفحة 135. بتصرّف.
  4. "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"، الخطباء، اطّلع عليه بتاريخ 26/3/2023. بتصرّف.
  5. سورة البقرة، آية:201
  6. سورة آل عمران، آية:8
  7. سورة آل عمران، آية:53
  8. سورة إبراهيم، آية:41
  9. سورة الكهف، آية:10
  10. سورة الفرقان، آية:74
  11. سورة التحريم، آية:8
  12. سورة طه، آية:25-28
  13. سورة النمل، آية:19
  14. سورة الأنبياء، آية:87
  15. رواه البخاري ، في صحيح البخراي ، عن شداد بن اوس ، الصفحة أو الرقم:6306، صحيح.
  16. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6363، صحيح.
  17. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان ، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم:970، أخرجه في صحيحه.
  18. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن طارق بن أشيم الأشجعي، الصفحة أو الرقم:2697، صحيح.
  19. رواه ابن حبان، في بلوغ المرام، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:458، صحيح.
  20. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2722، صحيح.