رمي الجمرات هي أحد عمال التي يؤديها الحاج أثناء حجه، إذ هو واجب من واجبات الحج، الذي يلزم الحاج بتركه الذبح، ويقوم الحاج برمي الجمرات في يوم النحر وفي أيام التشريق الثلاثة؛ وهي اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، فيقوم في يوم النحر برمي جمرة العقبة سبع حصيات، وفي أيام التشريق يرمي في كل يوم منها الجمرات الثلاث؛ الصغرى، والوسطى، والكبرى،[١] ويشترط في الرمي مجموعة شروط، سيتم بيانها في هذا المقال.


شروط رمي الجمرات في الحج

فيما يلي بيان الشروط التي يجب أن تتحقق ليصح الرمي:[٢][٣]


أن يسبقه الإحرام بالحج

فيشترط لصحة رمي الجمرات أن يكون مسبوقاً بالإحرام؛ وذلك لأن الإحرام شرط لصحة جميع أعمال الحج، فلا يصحّ للحاج أن يرمي الجمرات من غير أن يكون قد أحرم بالحج من قبل.


أن يسبقه الوقوف بعرفة

حيث يشترط لصحة رمي الجمرات أن يكون مسبوقاً بالوقوف بعرفة؛ وذلك لأن الوقوف بعرفة ركن من أركان الحج، وإن فاته الوقوف بعرفة فاته الحج، فلا يصحّ للحاج أن يرمي الجمرات ولم يكن قد وقف بعرفة من قبل، فإن رمي الجمرات مترتب على الوقوف بعرفة.


أن يكون المرميّ به حجراً

حيث يشترط أن يكون رمي الجمرات بالحجارة، أو بالحصى؛ وهي الأحجار الصغيرة، فلا يصح الرمي بالطين، أو المعادن، أو التراب، وهذا مذهب الجمهور من المالكية، والشافعية، والحنابلة، بينما ذهب الحنفية إلى صحة رمي الجمرات بكل ما هو من جنس الأرض وأصلها، فيصح الرمي بالطين، والتراب، والحجارة، والجصّ، أما المعادن، والذهب، والفضة، فلا يصحّ عندهم.


أن يرمي في كل جمرة سبع حصيات

حيث يشترط لصحة رمي الجمرات أن يرمي الحاج في كل جمرة من الجمرات الثلاث سبع حصيات، وذلك في جميع أيام الرمي.


أن يرمي الحصيات متفرّقات

حيث يشترط لصحة رمي الجمرات أن يرمي الحاج الحصيات السبع متفرقات، فيرمي حصاة حصاة، فلا يصح رمي الحصيات السبع دفعة واحدة، أو يرمي حصاتين أو أكثر معاً، وإن فعل ذلك، بحيث قام برمي أكثر من حصاة دفعة واحدة اعتبرت حصاة واحدة.


أن تقع الحصى داخل الجمرة

حيث يشترط لصحة رمي الجمرات أن تقع جميع الحصيات داخل حوض الجمرات، فلا يصح الرمي إن وقعت خارج الحوض، وهذا شرط المالكية، والشافعية، والحنابلة، ووسّع الحنفية في ذلك، فقالوا إن وقعت خارج الحوض قريبة منه صحّ الرمي، أما إن وقعت بعيدة لم يصحّ


أن يقصد الحاج الرمي

يشترط لصحة رمي الجمرات أن يقصد الحاج الرمي، فلو رمى الحصاة ووقعت في حوض الجمرة من غير قصد الرمي منه لم يصحّ رميه، كمن ضرب شخصاً ووقعت الحصاة في الحوض لم يصحّ.


أن تُرمى الحصى ولا توضع

يشترط لصحة رمي الجمرات أن يرمي الحاج الحصى رمياً، فلا يصح وضعها وضعاً.


أن يرميَ الجمرات الثلاث على الترتيب

فيشترط الترتيب في رمي الجمرات الثلاث في كل يوم من أيام التشريق الثلاثة، فيبدأ الحاج الرمي بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، فإن عكس الترتيب أو أخلّ به وجب عليه الإعادة، فمن رمى العقبة ثم الوسطى ثم الصغرى، وجب عليه إعادة رمي الوسطى والعقبة، وهذا مذهب الجمهور، وذهب الحنفية إلى القول أن الترتيب سنة، فلو أخلّ بالترتيب لم يجب عليه الإعادة، مع استحباب الإعادة.


أن يقع الرمي في وقته

  • وقت الرمي يوم النحر: قال الحنفية والمالكية أن وقت الرمي يوم النحر من طلوع فجره إلى غروب شمسه، وقال الشافعية والحنابلة أن وقته من منتصف ليلة النحر حتى غروب الشمس.
  • وقت الرمي أيام التشريق: اتفق الفقهاء على أن وقت الرمي في كل يوم من أيام التشريق يبدأ من زوال الشمس؛ أي عند دخول وقت صلاة الظهر، وينتهي عند غروب الشمس، وذهب الحنفية إلى جواز تأخير الرمي إلى الليل قبل طلوع الفجر، وقال المالكية أن تأخير الرمي إلى الليل يعتبر قضاءً، ويجب عليه الذبح إن أخرّه، وقال الشافعية أن من ترك رمي يوم تداركه في باقي أيام الرمي.


المراجع

  1. "الرمي.. حكمه.. شروطه.. وكيفيته"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 6/3/2022. بتصرّف.
  2. "المبحث الخامس: شروطُ الرَّميِ"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 6/3/2022. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 151-159. بتصرّف.