الإفراد في الحج

الإفراد في الحج هو أن يحرم المسلم بالحج وحده من الميقات المكاني، فيقول: "لبيك اللهم حجاً"،[١][٢] وقد دلّ على مشروعيته ما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (خَرَجْنا مع رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَمِنَّا مَن أهَلَّ بعُمْرَةٍ، ومِنَّا مَن أهَلَّ بحَجَّةٍ، ومِنَّا مَن أهَلَّ بحَجٍّ وعُمْرَةٍ، وأَهَلَّ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحَجِّ).[٣]


صفة الحج للمفرد

يؤدى حج الإفراد بالقيام بالأعمال التالية:[٤][٥]


الإحرام

يقوم الحاج عند وصوله الميقات المكاني الذي حددته الشريعة الإسلامية بالإحرام بالحج مفرداً، فينوي الدخول في نسك الحج وحده، بقوله: "لبيك اللهم حجاً"، ويستحب له أن يقوم بسنن الإحرام؛ كالاغتسال، والتطيب، وصلاة ركعتين، ويقوم الرجل بارتداء ملابس الإحرام، ويسنّ للمحرم بعد إحرامه الإكثار من ترديد التلبية.


طواف القدوم

يتوجه الحاج بعد وصوله مكة المكرمة إلى بيت الله الحرام ليطوف حول الكعبة، وهو طواف القدوم في حقّ المنفرد، ويشترط أن يكون حال الطواف متوضئاً، ويستحب أن يستلم الحجر الأسود ويقبِّله، فإن لم يمكنه ذلك استلمه بيده، وقَبَّل يده، فإن لم يمكنه ذلك يشير إليه بيده، ولا يقبِّلها، ويفعل ذلك عند كل شوط، كما ويستحب استلام الركن اليماني، فإن لم يتمكن من استلامه يشير إليه، وعند الانتهاء من الطواف يسنّ له أن يصلي ركعتين خلف مقام سيدنا إبراهيم -عليه السلام-.


السعي

وهو سعي الحج بالنسبة للمفرد، فيبدأ سعيه من الصفا وينتهي عند المروة، ويجوز له أن يؤخره فيقوم به بعد طواف الإفاضة في يوم النحر، ويستحب الإكثار من الذكر والدعاء، والتلبية والثناء أثناء السعي.


الوقوف بعرفة

وهو ركن من أركان الحج، حيث يقف الحاج على أرض عرفة، ويصلي الظهر والعصر قصراً وجمع تقديم، ويسنّ له التضرّع إلى الله تعالى وإظهار الذلّ والحاجة إليه، والإكثار من الذكر، والدعاء، وقراءة القرآن، والتلبية، والانشغال بمختلف أنواع الطاعات التي تقربه إلى ربه.


المبيت بمزدلفة

يتوجه الحاج مع غروب شمس يوم عرفة إلى مزدلفة، فيصلي المغرب والعشاء جمع تأخير مع قصر العشاء، ويبيت ليلته فيها، ويقوم فيها بأداء صلاة الفجر من يوم النحر، ويسنّ له بعد أدائها استقبال القبلة والوقوف والدعاء، والتكبير والتهليل، حتى ينطلق إلى منى قبل طلوع الشمس، كما ويستحب له أن يلتقط حصيات الرمي من الطريق ليرمي به الجمرات.


يوم النحر

يقوم الحاج في هذا اليوم بفعل أكثر من عمل، فعند وصوله منى يشرع في رمي جمرة العقبة، فيرميها بسبع حصيات، يقطع التلبية ويكبر مع كل حصاة، ثم يقوم الرجل بحلق شعره أو تقصيره، أما المرأة فيشرع لها التقصير، ومما تجدر الإشارة إليه أنه ليس على الحاج المفرد ذبح الهدي، فهو ليس واجباً في حقه، وإنما يسنّ له، ثم بعد ذلك يتوجه إلى مكة ليطوف طواف الإفاضة وهو ركن من أركان الحج، ويسعى إن أخرّ السعي، ثم يعود إلى منى.


رمي الجمرات

يبت الحاج ليالي أيام التشريق الثلاثة في منى، ويقوم فيها برمي الجمرات الثلاث، فيرمي في كل يوم من أيام التشريق الجمرات الثلاث على الترتيب؛ الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، كل واحدة سبع حصيات.


طواف الوداع

وهو آخر عمل يقوم به الحاج من أعمال الحج، حيث يتجه بعد الانتهاء من الرمي في أيام التشريق إلى مكة المكرمة، فيطوف طواف الوداع توديعاً للبيت الحرام قبل مغادرته مكة، وبهذا يكون المسلم قد أدى حجه مفرداً.


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 100. بتصرّف.
  2. أحمد عبد القادر، فقه الحج والزيارة، صفحة 23. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4408، صحيح.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 45-48. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 184-187. بتصرّف.