كم عدد نسك الحج؟

يقصد بنسك الحج أعمال الحج وشعائره، وبيانها كما يلي:[١][٢]


الإحرام

وهو عقد النية للدخول في حرمة الحج، فينوي الحاج الدخول في نسك الحج، ويختار الكيفية التي يريدها في أدائه الحج؛ الإفراد، أو القران، أو التمتع، ويكون الإحرام في أحد المواقيت المكانية المحددة في الشريعة الإسلامية؛ ذي الحليفة، أو الجحفة، أو قرن المنازل، أو ذات عرق، أو يلملم، حسب الجهة والمنطقة التي يأتي منها.


ويستحب للحاج أن يقوم بفعل سنن الإحرام؛ كالاغتسال والتطيب، وقص الأظافر، وأداء ركعتي الإحرام، ونحوه، ويلبس الرجل ثياب الإحرام المخصصة؛ الإزار والرداء، وتلبس المرأة ما شاءت من الثياب، بشرط أن تكون ساترة، ويسنّ الإكثار من ترديد التلبية.


الطواف حول الكعبة

يتوجه الحاج فور قدومه مكة المكرمة إلى بيت الله الحرام ليطوف بالكعبة سبعة أشواط، ويعد هذا الطواف طواف القدوم للمفرد، وطواف العمرة للمتمتع، وأما القارن فعند الجمهور هو طواف القدوم، وعند الحنفية هو طواف العمرة، ويجب عليه أن يؤدي طوافاً آخر، ويقطع المتمتع التلبية عند بدء الطواف، أما القارن والمفرد فلا يقطعون التلبية إلا عند رمي جمرة العقبة، وينبغي للحاج التقيد والالتزام بشروط الطواف، كستر العورة، والطهارة، وجعل البيت على يساره، ونحوه.[٣]


ويسنّ له القيام بسنن الطواف، كاستلام الحج الأسود وتقبيله، واستلام الركن اليماني، والاضطباع للرجل، بأن يجعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن، ويضع طرفيْه على كتفه الأيسر، ويبقى كتفه الأيمن مكشوفاً، وكذا الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى؛ وهو أن يسرع في المشي، كما ويستحب الإكثار من الذكر والدعاء، وأداء ركعتي الطوف عند الانتهاء منه خلف مقام إبراهيم -عليه السلام-.[٤]


السعي بين الصفا والمروة

يقوم الحاج بعد الانتهاء من الطواف بالتوجه نحو المسعى، ليسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط، مبتدئاً سعيه من الصفا ومنتهياً بالمروة، ويكون هذا السعي سعي الحج للمفرد، وسعي العمرة للمتمتع، وأما القارن فهو بالنسبة له سعي الحج والعمرة عند الجمهور، وسعي العمرة عند الحنفية، ويجب عليه سعيٌ آخر، وينبغي للحاج التقيد بشروط السعي؛ كالبدء بالصفا والانتهاء بالمروة، وكونه سبعة أشواط، وأدائه بعد الطواف، ونحوه.[٥]


كما ويستحب فعل سنن السعي؛ كالطهارة، والإكثار من الذكر والدعاء، والمشي السريع بين الميلين الأخضرين للرجال، ونحوه.[٦] وبعد الانتهاء من السعي يحلق المتمتع شعر رأسه أو يقصره، للتحلل من إحرامه بالعمرة، حتى يأتي يوم التروية، فيحرم للحج، وأما القارن والمفرد فيبقيان على إحرامهما، ويقوم جميع الحجاج يوم التروية بالتوجه نحو منى، ويصلون فيها من صلاة الظهر حتى فجر يوم عرفة.


الوقوف بعرفة

يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، حيث يقف فيه الحجاج على أرض عرفات، وهي كلها موقف باستثناء جزء منها، وهو ما يعرف ببطن عُرنة، ويؤدون الظهر والعصر جمعاً وقصراً في وقت الظهر، وينبغي للحاج مراعاة أحكام الوقوف بعرفة وآدابه وسننه، فيتضرع إلى الله -عزّ وجل-، ويُظهر افتقاره وحاجته إليه، ويُكثر من الذكر والاستغفار والتوبة، والصلاة على النبي، والتلبية، وقراءة القرآن، ويلحّ في الدعاء والثناء عليه، ويستمر على ذلك حتى غروب الشمس.


المبيت بمزدلفة

يسير الحاج ملبياً بطمأنينة وسكينة عند غروب الشمس من عرفة إلى مزدلفة، وعند وصوله يصلي فيها المغرب والعشاء جمع تأخير، أي في وقت العشاء، ويقوم بقصر العشاء، فيصليها ركعتين، ويبيت ليلته فيها، ويصلي فيها فجر يوم النحر، ثم يقف يكبر ويهلل، ويدعو الله -تعالى- حتى ينطلق إلى منى، ويستحب له أن يجمع الحصيات التي سيرمي بها الجمرات من طريقه، فإن لم يستطع قام بجمع سبع حصيات ليرمي بها جمرة العقبة.


رمي جمرة العقبة

يبدأ الحاج عند وصوله منى بأول عمل من أعمال يوم النحر، وهو رمي جمرة العقبة، وتسمى بالجمرة الكبرى، فيرميها سبع حصيات، ويقطع التلبية عند ابتداء الرمي، ويكبّر مع كل حصاة.


نحر الهدي

وذبح الهدي واجب في حق المتمتع والقارن؛ لأدائهما نسكي الحج والعمرة في سفر واحد، أما المفرد فيستحب له أن يذبح ولا يجب.


الحلق أو التقصير

يقوم الرجل بحلق شعره أو تقصيره، والحلق في حقه أفضل، أما النساء فيشرع في حقهنّ التقصير فقط.


طواف الإفاضة

يتوجه الحاج بعد فعله هذه الأمور من منى إلى مكة المكرمة ليطوف بالبيت سبعة أشواط، ويسمى طواف الإفاضة أو طواف الزيارة، وهو ركن من أركان الحج، يجب على الحاج القيام به، ثم يقوم الحاج بالسعي بين الصفا والمروة لمن عليه السعي كالمتمتع، أو كان قد أخره كالقارن والمفرد.


رمي الجمرات الثلاث

يرجع الحاج من مكة المكرمة إلى منى، ويبيت فيها ليالي أيام التشريق الثلاثة، وهي الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجة، ويقوم في هذه الأيام الثلاثة برمي الجمرات الثلاث، الصغرى، والوسطى، والعقبة، على الترتيب، يرمي في كل يوم كل جمرة سبع حصيات، ويجوز للحاج أن يتعجل بالذهاب، حيث لا يبقى في اليوم الثالث من أيام التشريق، ويسقط عنه رمي هذا اليوم، بشرط أن يغادر حدود منى قبل غروب شمس اليوم الثاني من أيام التشريق عند الجمهور، وقبل فجر اليوم الثالث عند الحنفية.


طواف الوداع

يتوجه الحاج عند انتهاء أيام التشريق والانتهاء من الرمي إلى مكة المكرمة ليطوف بالبيت، وهو يعرف بطواف الوداع، وهو آخر عمل من أعمال الحج يقوم به الحاج، فيودّع به بيت الله الحرام قبل مغادرته مكة المكرمة والرجوع إلى بلده.


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 45-48. بتصرّف.
  2. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2135-2136. بتصرّف.
  3. "شروط الطواف وواجباته"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 21/8/2022. بتصرّف.
  4. "الفصل الثالث: سُنَنُ الطَّوافِ"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 21/8/2022. بتصرّف.
  5. "الفصل الخامس: شُروطُ السَّعيِ"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 21/8/2022. بتصرّف.
  6. "الفصل السابع: سُنَنُ السَّعيِ، وحكم السعي راكبا"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 21/8/2022. بتصرّف.