آداب الحج والعمرة

آداب الحج والعمرة

يقول -سبحانه- في كتابه العزيز: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)؛^[١]ومن هنا يتضح للمسلم الغاية والمقصد من أداء مناسك الحج والعمرة؛ لذا ينبغي عليه مراعاة شرف الزمان وشرف المكان، بالخضوع والتذلل لله -سبحانه-، والقيام بالطاعات على سبيل التعظيم والإجلال، والحرص على الإخلاص في القول والعمل، مع مراعاة الآداب التي تتعلق بالتعامل مع المسلمين المُحرمين، المشاركين في أداء هذه المناسك المباركة، ويمكن بيان بعض الآداب المتعلقة بالحج والعمرة على النحو الآتي:^[٢]

• إخلاص النية لله -سبحانه-.
• الإكثار من ذكر الله -تعالى-؛ بالتسبيح والاستغفار والتلبية، ونحو ذلك.
• استثمار الأوقات بالعبادات والطاعات، والابتعاد عن اللهو وتضييع الأوقات.
• حفظ اللسان من كثرة القيل والقال، والغيبة والنميمة، وكثرة الإفراط بالمزاح، والاستهزاء بخلق الله -تعالى-.
• غض البصر عن المحرمات والعورات.
• تدبر القرآن الكريم وتلاوة آياته.
• الحرص على أداء الصلوات المفروضة، والتطوع لله -تعالى-.
• كفّ الأذى عن الناس، بالحفاظ على نظافة المكان، وترك التدافع والمزاحمة أثناء أداء المناسك.
• ترك الجدال، واستخدام الأسلوب اللين مع الحكمة والموعظة الحسنة مع الناس.
• تحمّل الأذى وكظم الغيظ، والعفو عن الناس.

وقد ركّز بعض العلماء على عدد من الآداب الجليلة؛ التي قد يغفل الناس عنها، ومن هذه الآداب:^[٣]

• مرافقة أهل الصلاح.
• استخدام السواك، والحرص على طهارة الثوب والجسد.
• حجب النساء عن الرجال، بالفصل بين أماكن تواجدهنّ.
• الحرص على عدم تخطي رقاب المصلين أثناء المرور، مع الحرص على عدم المرور بين يدي المصلين أيضاً أثناء أداء الصلوات.
• الجلوس في أقرب مكان متاح لتجنب إلحاق الأذى والضرر بالآخرين.
• التلطف والرفق مع الآخرين.
• الحرص على الدعاء النافع الحسن؛ الذي لا يدعو لقطيعة رحم أو ضرر.
• توجيه الدعاء لله -تعالى- وحده، لا إلى الأموات ولا الأنبياء؛ كأن يدعو المسلم -والعياذ بالله-: "يا فلان أعطني..ارزقني..اشفني"؛ فهذا يُبطل العمل لأنّه من الشرك.

آداب السفر للحج والعمرة

يُستحب للمسافر الذي يرغب بالتوجه إلى الديار المباركة لأداء مناسك الحجّ والعمرة الالتزام ببعض الآداب، والحرص على بعض التوجيهات، وهي كثيرة عديدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يأتي:^[٤]

• الاستخارة؛ بأن يستخير المسافر الله -سبحانه- في الوقت، والطريق، والراحلة، والرفقة قبل الإقدام على السفر.
• أخذ مشورة من يثق برأيه ودينه.
• التفقّه بأحكام الحج والعمرة ومناسكهما؛ والسؤال عن كل ما يجهله المسلم من هذه الأحكام.
• التوبة إلى الله -تعالى- من جميع الذنوب والمعاصي، وردّ الحقوق للعباد أو توكيل من ينوب عنه في ذلك؛ للتحلل من حقوق الناس، والإقبال على الله -تعالى- بأحسن حال.
• أن يكون المال حلالاً طيباً خالية من أيّ شبهة محرمة؛ فالله -تعالى- طيب لا يقبل إلا الطيّب.
• يُستحب للمسافر كتابة وصيته؛ فالآجال بيد الله -تعالى- وحده.
• يُستحب أن يوصي أهله بالتقوى، والتمسك بدين الله -سبحانه-.
• الحرص على توديع الأهل والأقارب، ومن لهم مكانة عنده.
• أن يحرص ألا يكون معه في سفره كلاب أو مزامير أو أجراس منهي عنها.
• إن كان للرجل عدّة نساء؛ يستحب أن يقرع بينهنّ لاختيار رفيقته في السفر، كما كان يفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع زوجاته.
• يُستحب الخروج للسفر أول النهار.
• الحرص على دعاء الخروج، ودعاء السفر، وبعض الأذكار والأوراد المأثورة في ذلك.
• يُستحب للمسافرين في جماعة أن يُؤمروا عليهم أحد أفرادهم؛ فذلك أحسن لجمع شملهم وتوجيههم.
• الإكثار من الدعاء أثناء السفر؛ فدعاء المسافر مظنة إجابة.
• الحرص على النزول والخروج ضمن جماعات؛ ينضم بعضها إلى بعض.

آداب العودة من الحج والعمرة

إذا عاد الحاج أو المعتمر أو حتى المسافر من السفر؛ استحب له التحلي ببعض الآداب المتعلقة بذلك؛ وفيما يأتي ذكر بعضٍ منها:^[٥]

• التكبير، وقول ما سنّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك: (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ، وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللَّهُ وعْدَهُ، ونَصَرَ عَبْدَهُ، وهَزَمَ الأحْزَابَ وحْدَهُ).^[٦]
• إعلام الأهل بموعد القدوم، وعدم مباغتتهم في ذلك.
• أن يحرص على القدوم في النهار أو منتصفه أو آخره، وأن يتجنب القدوم على أهله ليلاً فيفزعهم.
• يُستحب عند الوصول النزول عن المسجد، وأداء ركعتين لله -تعالى-؛ شكراً على التمام والسلامة.
• أن يحافظ على الأذكار المأثورة من دعاء دخول المنزل، ودعاء وصول الوطن، ونحوها من الأدعية.
• أن يكون حاله بعد العودة أفضل مما كان عليه؛ فقد عدّ العلماء ذلك من علامات القبول.

مواضيع أخرى:

الحكمة من مشروعية الحج

ما هي مستحبات العمرة؟