شروط المبيت بمزدلفة

يجب على الحاجّ أن يبيت بمزدلفة ليلة العاشر من ذي الحجة إلى فجر اليوم الحادي عشر؛ لمبيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها إلى الفجر، كما يجوز لأهل الأعذار من المرضى وكبار السن ونحوهم الارتحال إلى منى بعد منتصف الليل، وبهذا يكون ضابط المبيت في مزدلفة؛ والذي يمكن تلخيصه بما يأتي:[١]

  • يتحصّل المبيت بمزدلفة من ليلة العاشر من ذي الحجة إلى فجر اليوم التالي، وهو الأفضل والأكمل للحجّاج لما فيه اتباع لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم-.
  • يجوز لأهل الأعذار والنساء الانتقال من مزدلفة إلى منى بعد منتصف الليل؛ إذ عليهم المبيت في مزدلفة ليلة العاشر من ذي الحجة، ولهم الانتقال إلى منى بعد منتصف الليل، وقبل غيبوبة القمر.[٢]


حكم المبيت بمزدلفة

تعدد أقوال العلماء في حكم المبيت بمزدلفة على النحو الآتي:[٣]

  • واجب من واجبات الحج؛ ولكن لا يجب بتركه دم، وهو قول الحنفية.
  • سنة مؤكدة، ويجب بتركه دم؛ وهو قول المالكية.
  • واجب من واجبات الحج؛ ومن تركه كان عليه دم، وهو قول الشافعية والحنابلة وأكثر أهل العلم.
  • ركن من أركان الحج، وهو قول عند الشافعية، ومأثور عن عدد من الصحابة -رضوان الله عليهم-.


الحكمة من المبيت بمزدلفة

جعل الله -سبحانه- لأداء مناسك الحجّ والعمرة حكماً كثيرة قد ندرك بعضها، وقد لا ندركه؛ ويمكن استنتاج الحكمة من المبيت بمزدلفة بالنقاط الآتية:

  • اتباعاً للنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ ففي الحديث: (لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هذِه).[٤]
  • الاقتراب من منى؛ وتسهيل وصول الحجاجّ لأداء بقيّة الشعائر.[٥]
  • طلب الراحة بعد مشقة الوقوف بعرفة؛ فقد ثبت عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّه قال: (إن النبي -صلى الله عليه وسلم- أَتَى المُزْدَلِفَةَ، فَصَلَّى بهَا المَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بأَذَانٍ وَاحِدٍ وإقَامَتَيْنِ، وَلَمْ يُسَبِّحْ بيْنَهُما شيئًا، ثُمَّ اضْطَجَعَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ).[٦][٧]
  • تعظيم شعائر الله -تعالى- فإنّ ذلك من تقوى القلوب.


حدّ مزدلفة

ذهب أهل العلم إلى أنّ حدّ مزدلفة هو ما كان بين المأزمين ووادي محسر، فبأيّ بقعة داخلهما كان المبيت تحقق هذا الواجب؛ وذلك لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (نَحَرْتُ هَاهُنَا، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ، فَانْحَرُوا في رِحَالِكُمْ، وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وَجَمْعٌ -أيّ مزدلفة- كُلُّهَا مَوْقِفٌ).[٨][٩]


أسماء مزدلفة

تعدّ مزدلفة أحد الأماكن في مكة المكرمة، التي يتوجه إليها الحجّاج بعد الإفاضة من عرفات، وتبعد عن المسجد الحرام بنحو (10) كيلو متراً،[١٠] ولقد أطلق عليها عدداً من الأسماء في القرآن الكريم والسنة النبوية على النحو الآتي:

  • مزدلفة؛ وهي من زَلَف أيّ اقترب، سمّيت بذلك لأنّها تقرب من منى، التي يتوجه إليها الحجّاج بعد المبيت بمزدلفة.[٥]
  • المشعر الحرام؛ وهو جميع مزدلفة، وذلك لقوله -تعالى-: (فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ).[١١][١٢]
  • جمع؛ وذلك لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ)،[٨] وذلك لأنّ الحجّاج يجمعون فيها صلاتي المغرب والعشاء، وقيل لأنّ الحجّاج يجتمعون فيها.[٩]

المراجع

  1. عبد الله بن محمد البصيري، الحج والعمرة والزيارة، صفحة 242. بتصرّف.
  2. عبد الكريم بن صنيتان العمري، تسهيل المناسك، صفحة 74. بتصرّف.
  3. عبد الله الطيار، وبل الغمامة في شرح عمدة الفقه لابن قدامة، صفحة 133، جزء 3. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1297، صحيح.
  5. ^ أ ب الزرقاني، محمد بن عبد الباقي، شرح الزرقاني على الموطأ، صفحة 506، جزء 2. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1218، صحيح.
  7. عبد الكريم الخضير، شرح بلوغ المرام عبد الكريم الخضير، صفحة 24، جزء 69. بتصرّف.
  8. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1218، صحيح.
  9. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 249، جزء 2. بتصرّف.
  10. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 18583، جزء 11. بتصرّف.
  11. سورة البقرة، آية:198
  12. عبد الله بن جاسر، مفيد الأنام ونور الظلام في تحرير الأحكام لحج بيت الله الحرام، صفحة 46، جزء 2. بتصرّف.