مناسك الحج بالتفصيل

فيما يلي بيان مناسك وأعمال الحج التي يقوم بها الحاج من بداية إحرامه حتى يتم الحج كاملاً:[١][٢]


الإحرام

يقوم الحاج بعقد نية الإحرام للدخول في نسك الحج، في أحد المواقيت المكانية المحددة في الشريعة الإسلامية، وهي خمسة مواقيت؛ ذو الحليفة، والجحفة، وقرن المنازل، ويلملم، وذات عِرق، فيقوم الحاج بتحديد الكيفية التي يريد الإحرام بها؛ الإفراد، أو التمتع، أو الحج، ويستحب له فعل سنن الإحرام؛ كالاغتسال، وتقليم الأظافر، والتطيب، وأداء ركعتي الطواف، ويسنّ له أيضاً ترديد التلبية والإكثار منها.


الطواف

يتوجه الحاج عند وصوله مكة المكرمة إلى البيت الحرام لأداء طواف القدوم بالنسبة للمفرد، ويعدّ طواف العمرة للمتمتع، وأما القارن فهو عند الجمهور طواف القدوم، وطواف العمرة عند الحنفية، وعليه طواف آخر للقدوم، ويقطع المتمتع التلبية عند بدء الطواف، ولا يقطعها المفرد والقارن إلا في يوم النحر عند رمي جمرة العقبة.


ويستحب للحاج فعل سنن الطواف؛ كاستلام الحجر الأسود عند بدء الطواف، ولمسه وتقبيله، وفعل ذلك في كل شوط عند المرور عليه، فإن لم يستطع أشار بيده، ويسنّ كذلك الإكثار من الذكر والدعاء، والاضطباع في جميع الأشواط للرجل؛ وهو جعل وسط الرداء تحت الإبط الأيمن، ووضع طرفيْ الرداء على الكتف الأيسر، وبقاء الكتف الأيمن مكشوفاً، كما ويسنّ للرجل الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى؛ وهو الإسراع في المشي، وعند الانتهاء من الطواف يسنّ له أداء ركعتين عند مقام سيدنا إبراهيم -عليه السلام-


السعي

يقوم الحاج بالسعي بين الصفا والمروة بعد الانتهاء من أداء الركعتين، مبتدئاً بالصفا، وهو سعي الحج عند المفرد، وسعي العمرة عند المتمتع، وأما القارن فههو سعي الحج والعمرة عند الجمهور، وسعي العمرة عند الحنفية، ويجب في حقه سعيٌ آخر للحج، ويستحب أثناء السعي الإكثار من الذكر والدعاء والتلبية.


وعند الانتهاء من السعي يتحلل المتمع من إحرامه بالعمرة فيقصّر شعره أو يحلقه، ويبقى المفر والقارن على إحرامها، ويبقى الحجاج في مكة حتى اليوم الثامن من ذي الحجة، فيحرم المتمتع للحج، ويتوجهون إلى منى، ويؤدون الصلوات المفروضة، من ظهر يوم الثامن حتى فجر يوم عرفة.


الوقوف بعرفة

يقف الحاج على أرض عرفات في اليوم التاسع من ذي الحجة، ويبقى في عرفة حتى غروب الشمس، ويقوم في هذا اليوم بأداء صلاة الظهر والعصر جمعاً وقصراً في وقت صلاة الظهر، ويعد الوقوف بعرفة أعظم ركن من أركان الحج، حيث يبطل الحج بفواته باتفاق الفقهاء، ويسنّ له في هذا اليوم الإكثار من الأعمال الصالحة؛ كالدعاء، والذكر، وتلاوة القرآن، والتضرع والتذلل لله -تعالى-، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن عرفة كلها موقف باستثناء جزء منها ويسمى بطن عُرنة.


المبيت بمزدلفة

يتوجه الحاج عند غروب شمس يوم عرفة إلى منطقة مزدلفة، وهي تقع بين مأزمى عرفة؛ وهو مضيق بين جبلين، وبين وادي محسر، ويؤدى صلاة المغرب والعشاء فيها في وقت العشاء، مع قصر العشاء، ويبيت ليلته فيها، ويصلي فجر يوم النحر فيها، ويستحبّ له أن يدعو ويهلل ويلبي حتى يتوجه إلى منى، كما ويسنّ له أن يجمع الحصيات التي سيرمي بها الجمرات في طريقه إلى منى.[٣]


رمي جمرة العقبة

عندما يصل الحاج إلى منى فإن أول عمل يقوم به هو رمي جمرة العقبة، فيرميها بسبع حصيات، حيث يقطع المفرد والقارن التلبية، ويكبر مع كل حصة يرميها.


نحر الهدي

يجب على الحاج المتمتع والقارن ذبح الهدي بعد رمي جمرة العقبة، قال -تعالى-: (فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ)،[٤] أما المنفرد فهو فالذبح سنة بالنسبة إليه.


الحلق أو التقصير

يقوم الحاج بحلق شعره أو تقصيره بعد الذبح، والحلق للرجل أفضل من التقصير، جاء في الحديث الصحيح: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: اللَّهُمَّ ارْحَمِ المُحَلِّقِينَ قالوا: والمُقَصِّرِينَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: اللَّهُمَّ ارْحَمِ المُحَلِّقِينَ قالوا: والمُقَصِّرِينَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: والمُقَصِّرِينَ)،[٥] أما المرأة فيشرع في حقها التقصير.


طواف الإفاضة

وهو طواف الركن في الحج باتفاق الفقهاء، ويسمى طواف الزيارة، حيث ينطلق الحاج بعد الانتهاء من الأعمال السابقة إلى مكة المكرمة ليطوف بالبيت سبعة أشواط، وبعد الانتهاء منه يقوم المتمتع بالسعي بين الصفا والمروة، وكذا المفرد والقارن إذا أخّرا السعي، أما إذا قاما به بعد طواف القدوم فلا سعي عليهما، وعليه فيسنّ للرجل أثناء طواف الإفاضة أن يضطبع ويرمل إن كان عليه سعيٌ بعده.


رمي الجمرات الثلاث

يجب على الحاج أن يبيت ليالي أيام التشريق الثلاثة في منى، وهي ليلة الحادية عشر، والثانية عشر، والثالث عشر من ذي الحجة، ويجب عليه أن يقوم في هذه الأيام الثلاثة رمي الجمرات الثلاث في كل يوم منها؛ الجمرة الصغرى، والوسطى، والعقبة، حيث يقوم برمي كل واحدة منها سبع حصيات على الترتيب، فيرمي كل يوم إحدى وعشرين حصاة.


طواف الوداع

وهو آخر عمل من أعمال الحج التي يقوم بها الحاج، فيتوجه الحاج بعد انتهائه من الرمي إلى مكة المكرمة ليطوف بالبيت طواف الوداع، وسمّي بذلك لأن الحاج يقوم فيه بتوديع البيت الحرام قبل مغادرته، فيطوف بالكعبة سبعة أشواط، وبهذا يكون قد أنهى أعمال الحج قبل أن يغار مكة المكرمة.


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 45-48. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 184-187. بتصرّف.
  3. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 67. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية:196
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1727، صحيح.