يعد صيام عشر ذي الحجة من جملة أنواع صيام النافلة، الذي جاءت الشريعة الإسلامية بالحثّ عليه، ورغّبت في المحافظة على الإكثار من صيامه، لِما يترتّب على صيامه من عظيم الأجر والثواب، ومما جاء في فضل عشر ذي الحجة وفضل العمل الصالح فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ)،[١] وقد وضع الشارع لكل عبادةٍ من العبادات مجموعةً من الشروط، لا بدّ أن تتحقق لتصحّ العبادة وتقبل، ومن ذلك عبادة الصيام، وفي هذا المقال سيتم بيان شروط صيام عشر ذي الحجة.
شروط صيام عشر ذي الحجة
لا بدّ من الإشارة أولاً إلى أن صيام عشر ذي الحجة ليس له شروطٌ يختص بها، وإنما شروط صيامها كسائر أنواع الصيام، وفيما يلي بيان هذه الشروط:[٢]
الإسلام
حيث إن الإسلام شرطٌ لجميع العبادات، فلا يُقبل الصيام من الكافر ولا يصحّ منه.
العقل والبلوغ
حيث إن العقل والبلوغ شرطٌ لأداء الأوامر والتكاليف الشرعية، فلا صيام على من فقد عقله ولا على الذي لم يصل إلى سنّ البلوغ.
القدرة على الصيام
فلا بدّ لمن يريد الصوم أن يكون قادراً عليه يستطيع تحمّله، فمن لم يستطع الصوم فلا حرج عليه، كالمريض والكبير في العمر.
الخلو من الحيض والنفساء
حيث لا بدّ من تيقّن الطهارة من دم الحيض والنفاس، فلا يصحّ صوم المرأة الحائض والنفساء ولا يقبل منهما.
العبادات التي يستحب فعلها في عشر ذي الحجة
يستحب للمسلم الإكثار من الأعمال الصالحة في هذه الأيام لنيل الثواب والأجر، وهناك الكثير من العبادات التي يمكن للمسلم أداؤها غير عبادة الصيام، كالصلاة والصدقة وقراءة القرآن، ومن أبرز الأعمال الصالحة التي تؤدى في هذه الأيام ما يلي:[٣][٤]
الذكر
يستحب للمسلم في هذه الأيام أن يُكثر من ذكر الله تعالى، كالتكبير، والتسبيح، والتهليل، والتحميد، ومطلق الذكر، قال الله تعالى في كتابه: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ)،[٥] ويقصد بالأيام المعلومات عشر ذي الحجة، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في هذه الأيام: (ما مِن أيَّامٍ أَعظَمَ عِندَ اللهِ، ولا أَحَبَّ إلَيهِ مِنَ العملِ فيهِنَّ مِن هذِه الأَيَّامِ العَشرِ؛ فأَكثِرُوا فيهِنَّ مِنَ التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحميدِ).[٦]
العمرة والحج
حيث إن عبادتي العمرة والحج من أفضل العبادات إلى الله تعالى، ويترتب على فعلهما عظيم الأجر والثواب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ).[٧]
الأضحية
يشرع للمسلم أن يضّحي في يوم النحر، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، فهي سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحبّ الاقتداء به، فجاء في الحديث: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا).[٨]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:969، صحيح.
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 82-92. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى واستشارات الإسلام اليوم، صفحة 334-337. بتصرّف.
- ↑ "عشر ذي الحجة فضائلها والأعمال المستحبّة فيها "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 6/3/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية:28
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5446، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1773، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5565، صحيح.