ما هي شروط محرم المرأة في الحج؟

اشترط أهل العلم للمحرم الذي يرافق المرأة في الحج أن يكون مسلماً، بالغاً، عاقلاً، ثقة، مأموناً، لكي يحصل به المقصود وهو حمايتها ورعايتها والقيام بشؤونها، وقالوا أنه يجب أن يكون المحرم زوجها، أو أن يكون من محارمها الذين يحرم بالتأبيد الزواج بها، بسبب القرابة، أو الرضاع، أو المصاهرة،[١] وذهب الشافعي إلى عدم اشتراط العدالة في المحرم، فإذا كان له غيرة تمنعه أن يرضى بالزنا، فذلك يكفي ولو كان فاسقاً ولم يكن ثقة؛ لأن الوازع الطبيعي أقوى من الوازع الشرعي.[٢][٣]


وقال الحنفية والشافعية، وظاهر مذهب المالكية إلى جواز أن يكون المحرم مميزاً مراهقاً قريباً من سنّ البلوغ، تأمن المرأة على نفسها معه، فاعتبروا المراهق المميز كالبالغ، وأنه يصلح أن يكون محرماً، أما الحنابلة فلا بدّ أن يكون المحرم بالغاً، فالبلوغ شرط عندهم، قال ابن قدامة -رحمه الله-: قيل لأحمد فيكون الصبي محرَماً ؟ قال: لا، حتى يحتلم؛ لأنه لا يقوم بنفسه؛ فكيف يخرج مع امرأة، وذلك لأن المقصود بالمحرم حفظ المرأة ولا يحصل إلا من البالغ العاقل".[٤]


ما حكم حج المرأة من غير محرم؟

اتفق الفقهاء على أنه لا يجوز للمرأة أن تذهب للحج من غير محرم، إن كان الحج تطوعاً ونافلة؛ فيجب أن يرافقها محرمها في سفرها لحج التطوع؛ استدلالاً بالحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام البخاري قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تُسَافِرِ المَرْأَةُ إلَّا مع ذِي مَحْرَمٍ، ولَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إلَّا ومعهَا مَحْرَمٌ، فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي أُرِيدُ أنْ أخْرُجَ في جَيْشِ كَذَا وكَذَا، وامْرَأَتي تُرِيدُ الحَجَّ، فَقالَ: اخْرُجْ معهَا).[٥][٦]


وتعددت آراء الفقهاء في حكم سفرها للحج من غير محرم، إن كان الحج هي حجة الإسلام الفريضة؛ فذهب الحنفية والحنابلة إلى عدم الجواز، وقالوا بوجوب مرافقة محرمها معها في حج الفريضة؛ للأدلة الواردة في عموم النهي عن سفر للمرأة بدون محرم، ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بامْرَأَةٍ، ولا تُسافِرَنَّ امْرَأَةٌ إلَّا ومعها مَحْرَمٌ)،[٧] وقال المالكية والشافعية أنه يجوز للمرأة أن تذهب لأداء حجة الفريضة، من غير محرم، بشرط أن تسافر مع مجموعة نساء ثقات، وتكون رفقتهنّ مأمونة أثناء السفر.[٨]


شروط حج المرأة مع عصبة النساء

إن جوز ومشروعية سفر المرأة لأدائها حجة الإسلام إن كانت مع عصبة النساء دون مرافقة محرمٍ لها مقيدٌ بمجموعةٍ من الشروط يجب أن تتحقق، وهذه الشروط هي:[٩]

  • أن يكون الطريق آمناً.
  • أن تكون الفتنة مأمونة.
  • أن يكون سفرها برفقة مأمونة من النساء الثقات.
  • أن تقيم برفقة مأمونة من النساء المشهورات بالتقوى والخلق القويم.
  • أن يكون سفرها في وسائط النقل ومعها رفقة مأمونة من النساء.
  • أن تكون ملتزمة باللباس الشرعي؛ بأن يكون محتشماً ساتراً لأجزاء جسمها، فضفاضاً واسعاً.
  • أن تكون ملتزمة بالأخلاق والآداب الإسلامية


المراجع

  1. "المَبْحَثُ الثَّامِنُ: اشتراطُ المَحْرَمِ"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 7/7/2022. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 36-37. بتصرّف.
  3. نور الدين عتر، الحج والعمرة في الفقه الإسلامي، صفحة 27-28. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 340. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1862، صحيح.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 206. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3006، صحيح.
  8. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 206-207. بتصرّف.
  9. "حكم سفر المرأة دون محرم"، الإفتاء الأردني، اطّلع عليه بتاريخ 7/7/2022. بتصرّف.