الفرق بين شروط الحج وواجباته
- شروط الحج: هي مجموعة من الصفات والأمور التي يجب أن تتوفر في من يريد أداء فريضة الحج، وإن فقد أحد هذه الأمور سقط وجوب الحج في حقّه، حتى تتحق فيه كاملة.[١]
- واجبات الحج: هي مجموعة من الأعمال التي يجب على الحاج الإتيان به في حجه، ويحرم عليه تركها، ويأثم على ذلك، إلا إن ترك الواجب لعذرٍ معتبرٍ في الشرع، وفي حال ترك الواجب بعذر، صحّ حجه ولم يبطل، ويلزمه الفدية وهي الذبح، لجبر الخلل والنقص الذي حصل في حجه بتركه الواجب.[٢]
شروط الحج
شروط وجوب الحج خمسة، بيانها كما يلي:[٣][٤]
الإسلام
فالإسلام شرط لوجوب العبادة وصحتها، فلا يجب الحج من الكافر، ولا يقبل منه.
التكليف
فالعقل والبلوغ شرطان لوجوب التكاليف والأوامر الشرعية على المسلم، فلا يجب الحج على من فقد عقله، ولا على من لم يصل إلى سنّ البلوغ، فالمجنون والصبي الصغير غير مطالبيْن بالحج، وإن قام المجنون بأداء الحج فلا يصح منه ولا يقبل، وإن قام به الصبي الصغير قُبل منه، واعتبرت تطوعاً، وعليه حجة الإسلام عندما يبلغ.
الحرية
فالحرية شرط لوجوب الحج؛ لأن العبد المملوك إنما هو قائم على خدمة سيده، ووقته ملكٌ لسيده، فلا يجب عليه الحج، وإن أداه صحّ منه، واعتبرت تطوعاً، ويلزمه حجة الإسلام عند عتقه.
الاستطاعة
والاستطاعة هي القدرة على أداء فريضة الحج ومناسكه وأعماله، وتشتمل على ثلاثة شروط:
- الاستطاعة البدنية: وذلك بأن يكون قادراً على تحمّل أداء الحج وأعماله وقادراً على تحمّل أعباء السفر ومشقته، ذهاباً وإياباً، حيث يكون صحيح البدن سليماً.
- الاستطاعة المالية: وذلك بأن يملك المال الكافي لنفقات الحج، ذهاباً وإياباً، فيملك تكاليف نفقته ومؤونته، وطعامه وشرابه، ولا بدّ أن تكون نفقة الحج زائدة عن حاجاته الأساسية، وعن ديونه، وعن نفقاته الواجبة، كمّن تلزمه النفقة عليهم، كالأهل والأولاد.
- الاستطاعة الأمنية: وذلك بأن يضمن أمن طريق سفره في الحج؛ ذهاباً وإياباً، فلا يخشى على نفسه وماله وأهله أن يصيبهم أي مكروه أو أذى في طريقه.
ويزيد على هذه الشروط الثلاثة في الاستطاعة شرطان يختصّان بالمرأة المسلمة، وهما:
- وجود المحرم: والمحرم هو زوجها، أو أحد أقاربها ممّن يحرم عليهم الزواج بها على وجه التأبيد، كأبيها، أو أخيها، أو ابنها، سواء بالنسب أو الرضاع، ومن يحرم عليها أيضاً بسبب المصاهرة، مثل زوج ابنتها، فلا بدّ للمرأة التي تريد أداء الحج أن يرافقها أحد محارمها.
- انتفاء العدة: يجب على المرأة إذا أرادت الذهاب إلى الحج ألا تكون في فترة العدة، سواء من طلاقٍ أو وفاةٍ، لعدم جواز خروجها في فترة العدة.
واجبات الحج
واجبات الحج سبعة، بيانها كما يلي:[٥][٦]
الإحرام من الميقات
يجب على من أداء فريضة الحج أن يُرحم من الميقات المكاني المعتبر شرعاً، الذي حدده النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه، فقد وقّت عليه الصلاة والسلام خمسة مواقيت مكانية، فجاء في الحديث: (وَقَّتَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأهْلِ المَدِينَةِ ذا الحُلَيْفَةِ، ولِأَهْلِ الشَّأْمِ الجُحْفَةَ، ولِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنازِلِ، ولِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، فَهُنَّ لهنَّ، ولِمَن أتَى عليهنَّ مِن غيرِ أهْلِهِنَّ لِمَن كانَ يُرِيدُ الحَجَّ والعُمْرَةَ)،[٧] حيث اتفق الفقهاء على أنه يجب على كل من يريد الحج ألا يتجاوز الميقات إلا وهو محرم، فإن أخره ولم يحرم من الميقات ولم يعد إليه ليُحرم منه، وجب عليه الفدية وهي الذبح.
المبيت بمزدلفة
اتفق الفقهاء على أنه يجب على الحاج بعد الانتهاء من الوقوف بعرفة أن يتوجه إلى مزدلفة ليبيت فيها ليلة النحر؛ وهي ليلة العاشر من ذي الحجة، ويبدأ وقت المبيت فيها بعد غروب شمس يوم عرفة إلى ما قبل طلوع الشمس، فقال تعالى: (فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ)،[٨] والمشعر الحرام هي مزدلفة.
رمي الجمرات
يجب على الحاج أن يقوم برمي الجمرات في أربعة أيام؛ يوم النحر؛ وهو العاشر من ذي الحجة، وأيام التشريق؛ الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحجة، فيقوم في النحر برمي جمرة العقبة، وتسمى الجمرة الكبرى، حيث يرميها سبع حصيات، ويقوم في كل يوم من أيام التشريق الثلاثة برمي سبع حصيان في كل جمرة من الجمرات الثلاثة على الترتيب؛ الصغرى، ثم الوسطى، ثم العقبة.
نحر الهدي
يجب على الحاج الذي أحرم متمتعاً أو قارناً أن يقوم بالذبح؛ شكراً لله عزّ وجل أن وفقه لأداء نسكي الحج والعمرة في سفرٍ واحدٍ، حيث قال تعالى: (فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ).[٩]
الحلق أو التقصير
اتفق فقهاء الحنفية والمالكية والحنابلة أن الحلق أو التقصير واجب من واجبات الحج، يجب الإتيان به، وخالفهم الشافعية الذين قالوا أن الحلق أو التقصير ركن من أركان الحج، قال تعالى: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ)،[١٠] والحلق بالنسبة للرجل أفضل من التقصير، للحديث الصحيح: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: اللَّهُمَّ ارْحَمِ المُحَلِّقِينَ قالوا: والمُقَصِّرِينَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: اللَّهُمَّ ارْحَمِ المُحَلِّقِينَ قالوا: والمُقَصِّرِينَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: والمُقَصِّرِينَ)،[١١] وأما المرأة فيشرع لها التقصير.
المبيت بمنى
يجب على الحاج بعد أن ينتهي من أعمال الحج يوم النحر؛ من رميٍّ، وذبحٍ، وحلقٍ أو تقصيرٍ، وطوافٍ، أن يبيت في منى أيام التشريق بلياليها، وهذا عند جمهور الفقهاء من المالكية، والشافعية، والحنابلة، حيث ذهب الحنفية إلى القول أن المبيت في منى أيام التشريق سنةٌ من سنن الحج، وليس بواجبٍ.
طواف الوداع
وهذا الطواف هو آخر عملٍ يقوم به الحاج من أعمال الحج، حيث يقوم الحاج بتوديع البيت الحرام بهذا الطواف، وقد اتفق الفقهاء من الحنفية، والشافعية، والحنابلة أن طواف الوداع واجبُ من واجبات الحج، وقال المالكية أن سنة من سنن الحج.
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 27. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 53. بتصرّف.
- ↑ "شروط وجوب الحج"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2022. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2076-2093. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 66-88. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 54-57. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1526، صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية:198
- ↑ سورة البقرة، آية:196
- ↑ سورة الفتح، آية:27
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1727، صحيح.