الأيام المعدودات
يقول -سبحانه وتعالى- في ذكر الأيام المعدودات التي تتعلق بتمام المناسك: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)؛[١] ولا خلاف بين أهل العلم على أنّ الأيام المعدودات هي أيام التشريق الثلاثة؛ والتي توافق اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر؛ من شهر ذي الحجّة.[٢]
إذ ثبت في السنة النبويّة عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-؛ أنّه قال: (الأيَّامُ المعلوماتُ أيَّامُ العشرِ، والمعدوداتُ أيَّامُ التَّشريقِ)؛[٣][٤]كما يطلق عليها اسم أيام منى؛ فتكون هذه الأسماء الثلاثة -الأيام المعدودات وأيام التشريق وأيام منى- واقعة عليها؛ وتختص هذه الأيام بأنّها أيام أكل وشرب، وإظهار المسلم للفرح والسرور، مع ذكر الله -تعالى- والإكثار منه في كل أحواله؛ سواء أكان للحاجّ أو لغيره.[٥]
الأيام المعلومات
فرّق أهل العلم بين الأيام المعدودات التي هي أيام التشريق، وبين الأيام المعلومات التي وردت في قوله -تعالى-: (لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)؛[٦] وقد تعددت الآراء حول المقصود بهذا الأيام المعلومات؛ ويمكن بيان ذلك على النحو الآتي:[٧]
- ذهب الحنفيّة إلى أنّ الأيام المعلومات هي: يوم عرفة، ويوم النحر، ويوم الحادي عشر من شهر ذي الحجة.
- ذهب المالكيّة إلى أنّ الأيام المعلومات هي: يوم النحر ويومان بعده؛ وهما الحادي والثاني عشر من شهر ذي الحجة.
- ذهب الشافعيّة والحنابلة؛[٨] إلى أنّ الأيام العشر من ذي الحجة، مع يوم النحر هي الأيام المعلومات.
- بينما ذهب بعض الصحابة إلى القول بأنّ الأيام المعلومات أربعة: يوم عرفة، ويوم النحر، ويومان بعده. وقد نتج عمّا سبق تعدد آراء الفقهاء أيضاً في عدد أيام النحر التي يجوز ذبح الهديّ والأضحيات فيها.
- قال بعض أهل العلم -في رأي مخالف للمشهور- أنّ الأيام المعلومات هي ذاتها الأيام المعدودات.[٤]
الأشهر المعلومات
يُقصد بالأشهر المعلومات أشهر الحجّ؛ التي تُقام فيها شعائر هذه الفريضة؛ يقول -سبحانه وتعالى-: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗوَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)،[٩] وأشهر الحجّ هي: شوال وذو القعدة، وذو الحجة؛ تحديداً الأيام العشر الأولى منه، وآخرها طلوع الفجر ليلة النحر.[١٠]
وعلى هذا يكون التقدير في الآية الكريمة -على رأي بعض أهل العلم- أنّ أشهر الحجّ أشهر معلومات، وقال آخرون إنّ التقدير للآية هو: "الحجّ حجّ أشهر معلومات"، والمعنى الناتج عن كل ذلك أنّ الإحرام لأداء نُسُك الحجّ لا يكون إلا في هذه الأشهر، ولا يجوز أن يكون في غيرها، كما كان في الجاهليّة.[١٠]
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية:203
- ↑ صالح المغامسي، آيات الحج في القران الكريم، صفحة 2، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:969، أخرجه البخاري معلقا بصيغة الجزم وصححه البيهقي وابن حجر.
- ^ أ ب محمد الأمين الشنقيطي، أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، صفحة 118، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ عبد الكريم بن صنيتان العمري، تسهيل المناسك، صفحة 91. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية:28
- ↑ العمراني، البيان في مذهب الإمام الشافعي، صفحة 430، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 320، جزء 7.
- ↑ سورة البقرة، آية:197
- ^ أ ب أحمد حطيبة ، كتاب الجامع لأحكام العمرة والحج والزيارة، صفحة 9، جزء 8. بتصرّف.