أعمال يوم عرفة للحاج

يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجّة، وهو يومٌ عظيمٌ يغفر الله -تعالى- فيه الذنوب، ويعتق الرّقاب من النار، ويجتمع فيه الحجّاج على صعيدٍ واحد، يدعون الله -تعالى-، ويُلبّون، ويرجون رحمته، ونذكر أعمال هذا اليوم فيما يأتي:


الوقوف بعرفة

الوقوف في عرفة هو ركنُ هذا اليوم، ولا يتمّ حجّ المسلم إلا به، وإن فات عليه الوقوف بعرفة فات حجّه، ونذكر أبرز الأحكام المتعلّقة بالوقوف في عرفة وكيفيّته فيما يأتي:[١]

  • يخرج الحاجّ في صباح يوم عرفة من مِنى بعد أن تطلع الشمس.
  • يُسنّ أن يمكث في نمرة غربيّ المسجد، ويظلّ فيها إلى زوال الشمس -أي ميلها عن منتصف السماء-.
  • إذا زالت الشمس دخل الحاجّ إلى عرفة، وصلّى الظهر والعصر جمعاً وقصراً مع الإمام إن تمكّن من ذلك بعد حضوره للخطبة التي يوضّح فيها الإمام أعمال هذا اليوم وما بعده.
  • ثمّ يذهب إلى موقف عرفة، ويرتفع من الوادي إلى أنْ يتجاوز العلامات المنصوبة هناك، والتي تحدّد مكان ابتداء الموقف، ويقف عندما يتجاوزها.
  • يبقى في موقف عرفة إلى غروب الشمس، سواءً كان فيها واقفاً أم ماشياً، جالساً أم مضطجعاً إذا احتاج لذلك.
  • بعد غروب الشمس يفيض الحاجّ منها إلى مزدلفة.
  • على الحاجّ في حالة السعة أن يجمع في وقوفه بعرفة بين النهار والليل، فإنْ ترك الجمع بينهما بأن وقف فيها نهاراً فقط فعليه دمٌ عند جمهور الفقهاء؛ لتركه واجباً من واجبات الحج، وحجّه صحيح، ويرى الإمام مالك أنّ من ترك الوقوف في عرفة ليلاً -أي بعد الغروب- ووقف نهاراً فقط أنّ حجّه باطل، وعليه إعادته في العام المقبل.


استثمار الوقت في الطاعة

يُستحبّ في هذا اليوم المبارك للحاجّ ولغيره استثمار الوقت بالذكر، والدعاء، والطاعة، والعبادة، والاجتهاد في ذلك، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أَنا والنَّبيُّونَ من قبلي: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شَيءٍ قديرٌ).[٢][٣]


ويُستحبّ للمسلم أن يستفرغ طاقته بالإضافة للذكر بدعاء الله -تبارك وتعالى-، والوقوف بين يديه، والتضرّع واللجوء إليه، وسؤاله خيريّ الدنيا والآخرة، وأن يدعو وهو موقنٌ بالإجابة لنفسه، ولأهله، ولأحبّته، وللمسلمين، ولسائر مَن أحسن إليه.[٣]


فضل يوم عرفة

يوم عرفة يومٌ عظيمٌ عند الله -سبحانه-، فيه يعتق الله رقاب مَن اختارهم، فيُعتقهم من النّار، وفيه يُباهي الله -عز وجل- ملائكة السماء بعباده المؤمنين الذين اجتمعوا في صعيدٍ واحدٍ يدعونه ويُخلصون أعمالهم له، وليطّلع القارئ فيما يأتي على نفحات وبركات هذه الأحاديث النبوية الشريفة في بعض فضائل هذا اليوم المبارك:[٤]

  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ)؟[٥]
  • قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ يباهي بأَهْلِ عرفاتٍ أَهْلَ السَّماءِ، فيقولُ لَهُم: انظُروا إلى عبادي جاءوني شُعثًا غبرًا).[٦]
  • يُستحبّ لغير الحاج صيام يوم عرفة، فقد ثبت في فضله قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ)،[٧] أمّا الحاج فلا يُسنّ له الصيام في قول عامة أهل العلم؛ حتى يتقوّى في هذا اليوم على الطاعة والعبادة.

المراجع

  1. محمد أمان الجامي، الحج عرفة، صفحة 151-152. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم:3585، حسنه الألباني.
  3. ^ أ ب عبد الكريم العمري، تسهيل المناسك، صفحة 78. بتصرّف.
  4. عبد العزيز آل الشيخ، جامع خطب عرفة لعبد العزيز آل الشيخ، صفحة 133. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1348، صحيح.
  6. رواه ابن خزيمة، في صحيح ابن خزيمة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:4/449، أخرجه في صحيحه.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:1162، صحيح.