طواف التطوع
هو الطواف الذي ليس من مناسك الحج والعمرة، والذي لا يختص بوقتٍ معينٍ، فيصح فعله في أي وقت بنية التطوع لله -تعالى-، ويصح في أوقات كراهة الصلاة كما ذكرَ جمهورُ الفقهاء، ولكنّه لا يصح إلا إذا كان الشخص بريء الذمة من سائر الفرائض، أي أن يكون قد أداها وليس عليه شيءٌ منها، ويصحُ طواف التطوع من كل مسلمٍ عاقلٍ طاهرٍ مميزٍ، ولا يشترط له البلوغ، فيصحُ من الصغار بشرط الطهارة، ويدخل في طواف التطوع طواف تحية المسجد الحرام، وهو مستحبٌ لكل من دخل المسجد الحرام، لأن تحية المسجد الحرام هي الطواف.[١]
عدد أشواط طواف التطوع
من شروط وواجبات الطواف عموماً أن يكون عدد أشواطه سبعة أشواط، وأن يقوم الطائف بإكمالها جميعاً حتى يعتبر طوافه صحيحاً،[٢] وقد اتفق الفقهاء على ذلك بلا خلاف،[٣] والشوط هو الدوران حول الكعبة بشكل كامل، ويبدأ من الحجر الأسود وينتهي به وتكون الكعبة عن يساره،[٤]وقد اتفق الفقهاء أيضاً على أن من طاف حول الكعبة تطوعاً يستحب له أن يُكمل سبعة أشواط، ولكنهم اختلفوا في صحة طواف التطوع إذا كان أقل من سبعة أشواط، فذهب المالكية والشافعية إلى أن طواف التطوع لا يصح ولا يُجزئ إلا إذا كان سبعةَ أشواطٍ وليس أقل من ذلك، وذهب الحنفية والحنابلة إلى أنه لا يُشترط في طواف التطوع أن يكون سبعة أشواطٍ، وأنّه يصحُ أقلَّ من ذلك، وُيثاب فاعله مهما طاف، حتى لو طاف شوطاً أو شوطين، ولكن الأفضل لمن ليس لديه عذر هو الخروجُ من الخلاف وإتمامُ الطواف سبعاً حتى ينالَ الأجرَ كاملاً.[٥]
فضل الطواف
الطواف عبادةٌ عظيمةٌ في الإسلام، وقد أمر الله -تعالى- أبا الأنبياء إبراهيمَ -عليه السلام- بتطهير البيت الحرام للطائفين، مما يدل على فضل هذه العبادة وشرفها عند الله، قال -تعالى-: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)،[٦] وقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- الأجر الكبير الذي أعده الله -تعالى- للطائف حول الكعبة، فقال: "مَن طافَ بالبيتِ وصلَّى رَكعتَينِ كانَ كعتقِ رقبةٍ"،[٧] أي أن أجر الطائف كأجر من أعتق رقبةً في سبيل الله، وهو أجرٌ عظيمٌ جداً، كما جاء في الحديث: "مَن أعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً، أعْتَقَ اللَّهُ بكُلِّ عُضْوٍ منه عُضْوًا مِنَ النَّارِ، حتَّى فَرْجَهُ بفَرْجِهِ"،[٨] ومما ورد في فضل الطواف أيضاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله عن استلام الكعبة والحجر الأسود: "إنَّ استلامَهما يَحُطُّ الخطايا"،[٩] أي أن الطواف حول الكعبة يمحو الذنوب ويكفر السيئات.[١٠]
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 123-124. بتصرّف.
- ↑ أحمد حطيبة، الجامع لأحكام العمرة والحج والزيارة، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 124. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 46-47. بتصرّف.
- ↑ لجنة الإفتاء (18/10/2017)، "حكم الطواف أقل من سبعة أشواط تطوعاً"، دار الإفتاء، اطّلع عليه بتاريخ 3/3/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية:26
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2411 ، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:6715، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1139 ، صحيح لغيره.
- ↑ مسائل متفرقة في الحج (15/10/2015)، "فضل الطواف بالبيت الحرام"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 3/3/2022. بتصرّف.