يعد الذبح أحد مناسك الحج الذي شرعه الله تعالى، وقد سمّيت الذبيحة في القرآن الكريم الهدْي؛ لأن الذبيحة تُذبح وتُهدَى تقرباً إلى الله تعالى، والهدْي الذي يقدمه الحاج في حجه لا بدّ أن يكون من بهيمة الأنعام؛ الإبل والبقر والغنم، ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أن الأصل في مشروعية شعيرة ذبح الهدي الاقتداء والامتثال بأبينا إبراهيم عليه السلام عندما أمره الله تعالى بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، فاستجاب لأمر الله، إلا أن الله تعالى فداه بذبحٍ عظيمٍ، وهو من باب شكر الله تعالى على نعمه العظيمة، ومنه أن منّ الله عليه بأن وفقه لأداء مناسك الحج.[١]


عدد الذبائح في الحج

ينقسم الذبح في الحج إلى قسميْن، الواجب والتطوع، وينقسم الواجب إلى خمسة أنواع، وبيان ذلك كما يأتي:[٢][٣]


الهدي الواجب

وهو الذي يجب على الحاج أن يذبح، ويلزمه أن يقدّم هدياً، وذلك لوجود سبب يلزمه ذلك، وبيام أنواعه الخمسة كما يلي:[٤]

  • الهدي الواجب للشكر: وهو الهدي الذي يجب في حق الحاج القارن والمتمتع؛ شكراً لله تعالى أن منّ عليه بأداء نسكيْن في سفر واحد، حيث إن القارن والمتمتع يؤديان نسكي العمرة والحج بسفر واحد، حيث قال تعالى: (فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ).[٥]
  • الهدي الواجب لمن فعل محظوراً: وهو الهدي الذي يجب في حق الحاج الذي ارتكب محظوراً من محظورات الإحرام التي يمنع من فعلها غير الجماع، كالتطيب وحلق الشعر.
  • الهدي الواجب لمن ترك واجب من الواجبات: وهو الهدي الذي يجب في حق الحاج الذي ترك واجباً من واجبات الإحرام؛ كترك رمي الجمرات، وترك المبيت بمنى ومزدلفة، وغير ذلك من واجبات الحج، قال ابن عباس رضي الله عنه: "مَنْ نَسِيَ مِنْ نُسُكِهِ شَيْئاً ، أَوْ تَرَكَهُ ، فَلْيُهْرِقْ دَماً".
  • الهدي الواجب لجبر الخلل: وهو الهدي الذي يجب في حقّ الحاج الذي ارتكب جناية في الحرم؛ كقتل الصيد، وقطع الشجرة، ولمن مُنع من إكمال أداء مناسك الحج، وهو ما يُسمى بالإحصار، حيث قال تعالى: (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ).[٥]
  • الهدي الواجب للنذر: وهو الهدي الذي يجب في حقّ الحاج الذي ينذر بالذبح تقرباً إلى الله تعالى عند البيت الحرام، قال تعالى: (وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ).[٦]


هدي التطوع

وهي الذبيحة التي يستحبّ للحاج ذبحها، من غير وجود سببٍ يوجد الذبح عليه، وتكون في حقّ الحاج المفرد، ويسنّ له ذلك تقرباً إلى الله عزّ وجلّ، واقتداء بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أهدى مئة من الإبل في حجة الوداع، حيث أخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (أَهْدَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِئَةَ بَدَنَةٍ، فأمَرَنِي بلُحُومِهَا، فَقَسَمْتُهَا ثُمَّ أمَرَنِي بجِلَالِهَا فَقَسَمْتُهَا، ثُمَّ بجُلُودِهَا فَقَسَمْتُهَا)،[٧]


المراجع

  1. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 75. بتصرّف.
  2. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 76-77. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 232. بتصرّف.
  4. "الهدي الواجب على الحاج ، ومكان ذبحه"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 8/3/2022. بتصرّف.
  5. ^ أ ب سورة البقرة، آية:196
  6. سورة الحج، آية:29
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:1718، صحيح.