مشروعية التكبير في ذي الحجة

يعد التكبير من الأعمال والعبادات العظيمة التي يشرع فعلها في أيام ذي الحجة، حيث يستحب الإكثار من التكبير ومداومة المحافظة عليه في أيام ذي الحجة، وأن يجهر صوته به،[١] وذلك ابتداء من أول الشهر حتى نهاية اليوم الثالث عشر من الشهر، وهو آخر أيام التشريق، قال الله -تعالى-: (لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)،[٢] والأيام المعلومات هي العشر الأولى من ذي الحجة، وقال -تعالى-: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ)،[٣] والأيام المعدودات هي أيام التشريق؛ الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة.


وتعد أيام العشر من ذي الحجة أيام معظمة عند الله -تعالى- أقسم بها في كتابه: (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ)،[٤] فهي أفضل أيام السنة وأعظمها، والعمل في هذه الأيام محبوبٌ إلى الله -سبحانه وتعالى- لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ)،[٥] ومن العمل الصالح في هذه الأيام التكبير. [٦]


صيغة التكبير

تعددت آراء العلماء في صفة التكبير على أقوال، وهي:[٧]


صيغة التكبير عند الحنفية والحنابلة

ذهب الحنفية والحنابلة إلى أن صيغة التكبير هي: "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد"، وقال الحنفية بجواز الزيادة على هذه الصيغة بقول: "الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله والله أكبر، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد، وسلم تسليماً كثيراً".


صيغة التكبير عند المالكية والشافعية

ذهب المالكية والشافعية إلى أن صيغة التكبير هي: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر"، وقال المالكية بجواز الزيادة على هذه الصيغة بقول: "لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد"، وقال الشافعية باستحباب الزيادة بقول: "الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله والله أكبر، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد، وسلم تسليماً كثيراً".


وقت التكبير وأنواعه

إن التكبير في أيام ذي الحجة عند العلماء على نوعين، وهما:[٨]


التكبير المطلق

هو التكبير الذي لا يتقيد بشيء، فيُسن دائماً في جميع الأوقات، وفي أي مكان، وعلى كل حال، فيبدأ من دخول شهر ذي الحجة؛ بغروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة، وينتهي في آخر يوم من أيام التشريق؛ بغروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة.[٨]


التكبير المقيد

هو التكبير المقيد بأدبار الصلوات المكتوبة، حيث يشرع قوله بعد الانتهاء من أداء الصلاة، وتعددت آراؤهم في وقت ابتدائه وانتهائه، وبيان ذلك كما يلي:[٩][١٠]

  • الحنفية: قال أبو حنفية أن التكبير يبدأ من فجر يوم عرفة إلى عصر يوم النحر، وقال أبو يوسف ومحمد الشيباني أنه يبدأ من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق.
  • المالكية والشافعية: قالوا إن التكبير يبدأ من ظهر يوم النحر إلى صبح آخر يوم من أيام التشريق.
  • الحنابلة: قالوا إن التكبير يبدأ من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق.


المراجع

  1. سليمان بن قاسم العيد، محاضرات وكلمات توجيهية، صفحة 5-6. بتصرّف.
  2. سورة الحج، آية:28
  3. سورة البقرة، آية:203
  4. سورة الفجر، آية:1-2
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:969، صحيح.
  6. "التكبير المطلق والمقيد في أيام ذي الحجة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2022. بتصرّف.
  7. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1407. بتصرّف.
  8. ^ أ ب "ما هو التكبير المطلق والمقيد ومتى يبدأ ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2022. بتصرّف.
  9. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1408-1411. بتصرّف.
  10. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 325. بتصرّف.