موقع الحجر الأسود

يقع الحجر الأسود في الركن الجنوبي الشرقي من الكعبة المشرفة من الخارج، وهو المكان الذي يبدأ عنده الطواف وينتهي، كما يرتفع الحجر الأسود عن الأرض بمقدار متر ونصف،[١] وهو حجر أسود اللون، ومحاط بتجويف من الفضة أشبه بمكان الشّرب، ويظهر مكان الحجر بيضاوياً؛ يرى الناظر منه ثماني قطع صغيرة متفاوتة الحجم، وأكبر قطعة فيهنّ قدر التمرة، أما باقي الحجر فهو داخل في بناء الكعبة المشرفة.[٢]


ومن الجدير بالذكر أنّ اللون الأسود هو الظاهر على الحجر، ولكنّ البياض هو الغالب على بقية الحجر الأسود؛ فقد ذكر بعض المؤرخين وصف الحجر الأسود كما شاهدوه بالقديم؛ بأنّه أسود عند الرأس فقط، وباقي الحجر على أصله من البياض، وطوله يُقدر بذراع.[٢]


هذا ويُسمّى الرّكن الذي يقع فيه الحجر بركن الحجر الأسود، ويليه الرّكن اليماني، ثم الرّكن الشامي، ثم الرّكن العراقي، وقد كان يُطلق على الزاوية التي تحاذي الحجر الأسود، والتي يقع فيها باب الكعبة المشرفة بالمقام الحنبلي؛ ويرتفع الحجر عن مكان الطواف بنحو ثلاثة أذرع تقريباً، وسبب وضع الحجر بهذا الموضع إبرازه وتمكين رؤيته للجميع.[٣]


الحجر الأسود من الجنة

ذكرت بعض الأحاديث النّبوية أنّ الحجر الأسود نزل على هذه الأرض من الجنّة، بحيث كان شديد البياض، ولكنّه صار أسوداً من خطايا البشر، ومن الآثار الدالة على ذلك ما يأتي:[٤]

  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (نزلَ الحجرُ الأسوَدُ مِنَ الجنَّةِ أشدَّ بياضًا منَ الثَّلجِ؛ فسوَّدتهُ خَطايا بَني آدمَ).[٥]
  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (نزلَ الحجرُ الأسوَدُ منَ الجنَّةِ وَهوَ أشدُّ بياضًا منَ اللَّبنِ فسَوَّدَتهُ خطايا بَني آدمَ).[٦]
  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (الرُّكنُ والمَقامُ ياقُوتَتانِ من يَواقيتِ الجَنَّةِ طَمَس اللهُ نُورَهُما، ولولا ذلكَ لَأضاءَتا ما بيْنَ المَشرِقِ والمَغرِبِ)،[٧] وفي رواية أخرى: (الحجرُ الأسوَدُ ياقوتةٌ بَيضاءُ من ياقوتِ الجنَّةِ، وإنَّما سوَّدتُهُ خطايا المشرِكينَ، يُبعَثُ يومَ القيامةِ مثلُ أُحُدٍ يشهدُ لمنِ استلمَهُ، وقبَّلَهُ مِن أَهْلِ الدُّنيا).[٨][٩]


نزول الحجر الأسود

قيل إنّ الحجر الأسود نزل من الجنة إلى الأرض مع نزول آدم -عليه السلام-؛ عندما بنت الملائكة البيت الحرام، وبقي الحجر الأسود في الكعبة المشرفة على مرّ الزمان، حتى جاء الطوفان وذهب بكل شيء، ولكنّ الله -سبحانه- حفظ الحجر في جبيل أبي قبيس؛ فلمّا بنى سيدنا إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- الكعبة المشرفة وضعا الحجر الأسود في مكانه،[١٠] وقيل أنزل الله -سبحانه- الحجر على مرأى سيدنا إبراهيم -عليه السلام- عندما بنى الكعبة المشرفة.[١١]


وقيل إنّ إبراهيم -عليه السلام- لمّا أتمّ بناء البيت الحرام إلا موضع الحجر، طلب من ابنه إسماعيل -عليه السلام- أن يأتيه بحجر يضعه في ذلك الموضع؛ فلمّا عاد وجد الحجر الأسود قد نزل مكانه، فسأل إسماعيل أباه إبراهيم -عليهما السلام- عمّن جاء به؛ فأخبره أنّ جبريل نزل به من السماء.[١٢]



مواضيع أخرى:

الطواف حول الكعبة

دعاء الطواف

المراجع

  1. محمد الطيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 33. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "الحجر الأسود"، الشؤون العامة للمسجد الحرام والمسجد النبوي، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2023. بتصرّف.
  3. أيوب صبري باشا، موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  4. ضياء الدين المقدسي، السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، صفحة 134-135، جزء 4. بتصرّف.
  5. رواه ابن خزيمة، في صحيح ابن خزيمة، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:382، أخرجه في صحيحه.
  6. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:877، حسن صحيح.
  7. رواه الحاكم، في المستدرك، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1700، رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما.
  8. رواه ابن خزيمة، في صحيح ابن خزيمة، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:382 ، أخرجه في صحيحه.
  9. سيد حسين العفاني، دروس الشيخ سيد حسين العفاني، صفحة 29، جزء 3. بتصرّف.
  10. عطية سالم، شرح بلوغ المرام لعطية سالم، صفحة 2، جزء 179. بتصرّف.
  11. ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 17، جزء 4. بتصرّف.
  12. أبو جعفر ابن جرير الطبري، تفسير الطبري جامع البيان، صفحة 70، جزء 3. بتصرّف.