موقع الركن اليماني

يعدّ الركن اليَماني الركن الجنوبي الغربي للكعبة المشرفة، وهو يوازي الركن الذي يُوجد به الحجر الأسود -الجنوبي الشرقي-؛ لذا فهو يسبق الحجر الأسود أثناء الطواف، وسمّي الركن اليَماني بهذا الاسم لأنه يقع جهة اليمين، وتجدر الإشارة أنّ الركن اليَماني يوازيه من البلاد الجزء الجنوبي من أفريقيا والبحر الأحمر، وجزء من المحيط الأطلسي؛ فكلّ جهة تستقبل ركنها.[١]


فضائل الركن اليماني

كان الركن اليماني إحدى القواعد التي رفعها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام-؛ حيث قال -تعالى- في ذلك: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)،[٢][٣] وقد ثبت في السنة النبويّة عدّة أحاديث تبيّن فضل هذا الركن، نذكر منها:[٤]

  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ مسحَ الحجرِ الأسودِ، والركنَ اليمانيِّ، يَحُطَّانِ الخطايا حطًّا).[٥]
  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الركنَ والمقامَ ياقوتتان من الجنَّةِ، طمس اللهُ تعالى نورَهما، ولو لم يَطمِسْ نورَهما لأضاءَتا ما بين المشرقِ والمغرب).[٦]
  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (يأتي الرُّكنُ اليماني يومَ القيامةِ أعظمَ من أبي قُبَيسٍ؛ له لسانان وشَفتان).[٧][٨]
  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وُكِلَ بِه -أي الرُّكنُ اليمانِيُّ- سبعونَ ملَكًا من قالَ: "اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ ربَّنا آتِنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرةِ ، حَسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ"؛ قالوا آمينَ).[٩][١٠]
  • ما ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: (كانَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- لا يدَعُ أن يستلمَ الرُّكنَ اليمانيَ والحجَرَ في كلِّ طَوفَةٍ).[١١][١٢]


استلام الركن اليماني

اتفق الفقهاء على أنّ استلام الركن اليماني بالطواف سنّة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ وذلك بمسحه بالكفين أو بالكف اليمين اقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتحصيلاً للأجر والثواب بذلك؛ فإذا تعذّر استلام الركن للزحام ونحوه يمكن للمُحرم أن يشير إليه بيده، وأفتى بعض العلماء بجواز استلام الركن اليماني بعود أو محجن أو ما بما يُمسك باليد للوصول إليه.[١٣]


ومن الجدير بالذكر أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لمّا استلم الركن اليماني لم يُقبّله؛ إنّما قبّل الحجر الأسود فقط؛ لذا قال الإمام النووي -رحمه الله-: "ويستحب استلامُ الحجر الأسود وتقبيله، واستلام اليماني وتقبيل اليد بعده عند محاذاتهما في كل طوفة"،[١٣]كما يُستحب أن يقول المسلم بين الركن اليماني والحجر الأسود: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[١٤][١٥]


وينبغي التنبيه إلى أنّ النساء يُستحب لهنّ استلام الركن اليماني؛ على أن لا يكون ذلك بمزاحمة الرجال وكشف العورات والتدافع؛ فقد ورد أنّ مولاة لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أتتها فقالت: (يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ طُفْتُ بِالْبَيْتِ سَبْعًا وَاسْتَلَمْتُ الرُّكْنَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا)، فقالت لها عائشة -رضي الله عنها- منكرة عليها فعلها أشدّ الإنكار: (لَا آجَرَكِ اللهُ لَا آجَرَكِ اللهُ تُدَافِعِينَ الرِّجَالَ، أَلَا كَبَّرْتِ وَمَرَرْتِ؟).[١٦][١٧]



مواضيع أخرى:

عدد أشواط طواف التطوع

دعاء الطواف

المراجع

  1. "الركن اليماني"، الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، اطّلع عليه بتاريخ 11/1/2023. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية:127
  3. الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، صفحة 155، جزء 1. بتصرّف.
  4. سامي محمد، العمل الصالح، صفحة 221.
  5. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:959، صحيح.
  6. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1633، صححه الألباني.
  7. رواه الإمام أحمد، في المسند، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:187، صححه المنذري.
  8. أبو عبد الله الفاكهي، أخبار مكة الفاكهي، صفحة 93، جزء 1.
  9. رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2957، قال القاري إسناده ضعيف لكنه قوي حيث يعمل به في فضائل الأعمال.
  10. صديق حسن خان، رحلة الصديق إلى البلد العتيق، صفحة 26.
  11. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1876، حسنه الألباني.
  12. عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود للعباد، صفحة 35، جزء 220.
  13. ^ أ ب محمد محيي الدين حمادة، الركن الخامس، صفحة 171-172. بتصرّف.
  14. سورة البقرة، آية:201
  15. عبد العزيز السلمان، الأسئلة والأجوبة الفقهية، صفحة 296، جزء 2. بتصرّف.
  16. رواه البيهقي، في السنن الكبرى، عن أم منبوذ بن أبي سليمان، الصفحة أو الرقم:9268، إسناده حسن.
  17. سعد البريك، دروس الشيخ سعد البريك، صفحة 17، جزء 163. بتصرّف.