أقوال العلماء في يوم الحج الأكبر

تعدد آراء أهل العلم في تحديد يوم الحج الأكبر، وفيما يلي بيان آرائهم:


القول الأول: يوم الحج الأكبر يوم النحر

يوم الحجّ الأكبر هو يوم النَّحر، كما تظافرت على ذلك الأحاديث الصحيحة المرويّة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-،[١] أي اليوم العاشر من ذي الحجّة، لِما في ذلك اليوم من أعمالٍ عظيمةٍ للحجّ، ففي ليلته يقف الحجّاج بعرفة، ثمّ المبيت في المشعر الحرام، ثمّ ما يقع في نهاره من رمي جمرة العقبة، ونحر الهَدْي، والطواف والسعي، والحلق والتقصير، وهو اليوم المقصود في قول الله -تعالى-: (وَأَذانٌ مِنَ اللَّـهِ وَرَسولِهِ إِلَى النّاسِ يَومَ الحَجِّ الأَكبَرِ أَنَّ اللَّـهَ بَريءٌ مِنَ المُشرِكينَ وَرَسولُهُ فَإِن تُبتُم فَهُوَ خَيرٌ لَكُم وَإِن تَوَلَّيتُم فَاعلَموا أَنَّكُم غَيرُ مُعجِزِي اللَّـهِ وَبَشِّرِ الَّذينَ كَفَروا بِعَذابٍ أَليمٍ)،[٢] واستدلالاً ببعض الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، والتي منها:[٣]

  • أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: (قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمِنًى: (أتَدرُونَ أيُّ يومٍ هذا؟ قالوا: اللهُ ورَسولُه أعلَمُ. فقال: فإنَّ هذا يومٌ حرامٌ. أفتَدرونَ أيُّ بلَدٍ هذا؟ قالوا: اللهُ ورَسولُه أعلَمُ. قال: بَلَدٌ حَرامٌ. أفتَدرُون أيُّ شَهرٍ هذا؟ قالوا: اللهُ ورَسولُه أعلَمُ. قال: شَهرٌ حرامٌ. قال: فإنَّ اللهَ حَرَّم عليكم دِماءَكم وأمواَلكم وأعراضَكم كحُرمةِ يَومِكم هذا، في شَهرِكم هذا، في بَلَدِكم هذا). وقال هِشامُ بنُ الغازِ: أخبَرَني نافِعٌ عن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما: وَقَف النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يومَ النَّحرِ بينَ الجَمَراتِ في الحَجَّةِ التي حَجَّ بهذا، وقال: (هذا يومُ الحَجِّ الأكبَرِ)، فطَفِقَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: (اللَّهمَّ اشهَدْ). ووَدَّع النَّاسَ، فقالوا: هذه حَجَّةُ الوَداعِ).[٤]
  • أخرج البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (بَعَثَنِي أبو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فِيمَن يُؤَذِّنُ يَومَ النَّحْرِ بمِنًى: لا يَحُجُّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، ولَا يَطُوفُ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ، ويَوْمُ الحَجِّ الأكْبَرِ يَوْمُ النَّحْرِ، وإنَّما قيلَ الأكْبَرُ مِن أجْلِ قَوْلِ النَّاسِ: الحَجُّ الأصْغَرُ، فَنَبَذَ أبو بَكْرٍ إلى النَّاسِ في ذلكَ العَامِ، فَلَمْ يَحُجَّ عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ الذي حَجَّ فيه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُشْرِكٌ).[٥]


القول الثاني: يوم الحج الأكبر يوم عرفة

قال عددٌ من الصحابة والعلماء أنّ يوم الحجّ الأكبر يوم عرفة، ومن الذين قالوا بذلك: ابن عباس، وعمر، وسعيد بن المسيّب، وابن الزبير، وعطاء ومجاهد، واستدّلوا على قولهم بما ورد عن عبد الرحمن بن يعلى الديلي -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (الحجُّ عرفاتٌ، الحجُّ عرفاتٌ، الحجُّ عرفاتٌ. أيامُ مِنى ثلاثٌ فمنْ تعجّلَ في يومينِ فلا إِثْمَ عليهِ ومن تأخّرَ فلا إثْمَ عليهِ، ومن أدركَ عرفةَ قبلَ أن يَطلعَ الفجرُ فقد أدركَ الحجّ).[٦][٧]


القول الثالث: يوم الحج الأكبر أيام التشريق

روى ابن جريج عن مجاهد أنّ يوم الحجّ الأكبر هي أيام التشريق التي يكون فيها الحجّاج في مِنى، وهو قول سفيان الثوري أيضاً.[٧]


المراجع

  1. النووي، المجموع شرح المهذب، صفحة 223. بتصرّف.
  2. سورة التوبة، آية:3
  3. محمد صالح المنجد، "يوم الحج الأكبر"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 3/3/2022. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1742، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:3177، صحيح.
  6. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي، الصفحة أو الرقم:2975، حسن صحيح.
  7. ^ أ ب فريق الموقع، في تفسير القرآن الكريم/المسألة الثانية: (في تحديد يوم الحج الأكبر):/i543&d855397&c&p1 "الحج الأكبر"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 3/3/2022. بتصرّف.