معلومات عن رمي الجمرات أيام التشريق

إنّ رمي الجمرات الثلاث من أبرز أعمال الحاجّ في أيام التشريق، وهي اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجّة، وسيتمّ فيما يأتي ذكر أهم المعلومات عن كيفية رمي الجمرات في أيام التشريق:[١]

  • يبدأ الحاج برمي الجمرات الثلاث في اليوم الحادي عشر من ذي الحجة بعد الظهر، ويبدأ بالصغرى ثمّ الوسطى، والجمرة الأولى تلي مسجد الخيف، وهي أبعد الجمرات عن مكة.[٢]
  • يرمي كلّ جمرةٍ بسبع حصيّات، ويكبّر مع كلّ حصاة.
  • بعد كلّ الجمرة الأولى -السبع حصيات الأولى- يتقدّم الحاجّ ويستقبل القبلة، ويدعو الله -تعالى- كثيراً ويُطيل في ذلك إن استطاع، وكذلك بعد الجمرة الثانية.
  • ثمّ يأتي إلى جمرة العقبة، ويرمي سبع حصيّات، ولا يقف بعدها حتى يدعو كما سبق.
  • إذا وقعت الحصى خارج المرمى فلا تُحتسب، ولا بدّ أن يعيد بدلاً ممّا وقع منها خارج المكان المحدّد.
  • في اليوم الثاني عشر من ذي الحجّة -ثاني أيام التشريق- يفعل الحاج كما فعل في اليوم السابق، وإن نوى التعجّل جاز ذلك، قال -تعالى-: (فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى)،[٣] وإن تأخّر فبات ليلة الثالث عشر في منى فهو أفضل.
  • إن تأخّر الحاجّ إلى اليوم الثالث عشر في مِنى فإنّه يرمي الجمرات الثلاث كما فعل في اليومين السابقين.


حكم رمي الجمرات أيام التشريق

يجب على الحاج أن يرمي الجمرات في أيام التشريق، فالرمي في أيام التشريق واجبٌ من واجبات الحج عند جمهور العلماء، فقد ثبت عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّه قال: (رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَرْمِي علَى رَاحِلَتِهِ يَومَ النَّحْرِ، ويقولُ: لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هذِه).[٤][٥]


وإذا لم يرمِ الحاج الجمرات في أيام التشريق فتجب عليه الفدية وهي دم، يقول الشنقيطي -رحمه الله-: "اعلم أن الرمي في أيام التشريق واجب يجبر بدم عند جماهير العلماء، على اختلافٍ بينهم في تعدد الدماء فيه وعدم تعددها".[٤][٥]


وقت رمي الجمرات في أيام التشريق

اتّفق الفقهاء على عدم صحة رمي الجمرات قبل زوال الشمس في أيام التشريق، فالرمي يكون بعد الزوال،[٦] وزوال الشمس هو ميلها عن منتصف السماء إلى جهة الغرب،[٧] ويدلّ على ذلك قول جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: (رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ رمى جمرةَ العقبةِ ضحًى، وأمَّا بعدَ ذلِكَ، فبعدَ زوالِ الشَّمسِ).[٨]


ولو كان رمي الجمرات في أيام التشريق جائزاً قبل الزوال لفعله النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويجدر بالذكر أنّ تأخير رمي كل يومٍ إلى اليوم الذي يليه جائزٌ إذا دعت الحاجة إلى ذلك، مع أهمية رمي الجمرات بالترتيب، فلو أخّر الحاج الرمي إلى اليوم الثالث فإنّه يبدأ برمي اليوم الأول، ثم الثاني، ثمّ الثالث، وقال بذلك الشافعية والحنابلة.[٩]


وينتهي وقت رمي الجمرات عند غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، وهو آخر أيام التشريق، فإذا جاء هذا الوقت لم يصحّ الرمي أداءً ولا قضاءً، وقد نقل النووي وابن عبد البر -رحمهما الله- وغيرهما الإجماع على ذلك.[١٠]

المراجع

  1. كمال ابن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 180، جزء 2. بتصرّف.
  2. سعيد بن وهف القحطاني، رمي الجمرات في ضوء الكتاب والسنة وآثار الصحابة رضي الله عنهم، صفحة 53-64. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:203
  4. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1297، صحيح.
  5. ^ أ ب سعيد بن وهف القحطاني، رمي الجمرات في ضوء الكتاب والسنة وآثار الصحابة رضي الله عنهم، صفحة 24-25. بتصرّف.
  6. "رمي الجمار أيام التشريق"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 4/9/2023. بتصرّف.
  7. "تعريف ومعنى زوال الشمس في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 4/9/2023. بتصرّف.
  8. رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:2496، صححه الألباني.
  9. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 310-312، جزء 2. بتصرّف.
  10. "رمي الجمار أيام التشريق"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 4/9/2023. بتصرّف.