ما هي شروط ذهاب المرأة للعمرة بدون محرم؟

إن جواز ومشروعية ذهاب المرأة للعمرة بدون محرمها عند من قال بذلك من أهل العلم مقيدٌ بشروط يجب أن تتوفر ليحلّ ذهابها، وهذه الشروط هي:[١]

  • أن يكون طريق العمرة ذهاباً وإياباً آمناً.
  • أن تكون الفتنة مأمونة؛ فلا تخشى المرأة على نفسها من ذلك.
  • أن تكون المرأة ملتزمة باللباس الشرعي والأخلاق والآداب الإسلامية.
  • أن يكون سفرها بواسطة وسائل النقل.
  • أن يكون سفرها برفقة مأمونة من النساء الثقات.
  • أن تقيم في سفرها مع رفقة مأمونة من النساء الثقات المشهورات بالتقوى والخلق القويم.


كم عدد رفقة النساء للعمرة؟

لم يرد في كتب الفقه تحديد عدد معين لعصبة النساء التي يجوز للمرأة الذهاب للعمرة معهنّ من غير محرم عند من قال بجواز ذلك، وقد ذكر بعض أهل العلم أن المطلوب من عصبة النساء توفر الأمن والحماية وأن تتحفّظ معهنّ من شرّ الرجال دون تحديد عدد معين،[٢] وقال بعضهم أن أقل عدد لعصبة النساء ثلاث نسوة سواها، فهو العدد المطلوب للتصدي لأهل الشرّ من الرجال،[٣] وأجاز بعض أهل العلم أن تسافر المرأة للعمرة مع امرأة واحدة ثقة إذا كان الطريق آمناً،[٤] وقال بعضهم أن العدد شرط؛ لأنهنَّ إذا كنَّ عدداً تيسَّرت أمورهنَّ.[٥]


ما حكم ذهاب المرأة للعمرة دون محرم؟

اتفق جمهور الفقهاء على عدم جواز سفر المرأة من دون محرم إذا كان السفر غير واجب مثل حجة التطوع؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تُسَافِرِ المَرْأَةُ إلَّا مع ذِي مَحْرَمٍ، ولَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إلَّا ومعهَا مَحْرَمٌ، فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي أُرِيدُ أنْ أخْرُجَ في جَيْشِ كَذَا وكَذَا، وامْرَأَتي تُرِيدُ الحَجَّ، فَقالَ: اخْرُجْ معهَا)،[٦][٧] وتعددت آراؤهم في حكم سفرها من غير محرم إذا كان السفر واجباً، مثل حجة فريضة الإسلام، فقال الحنفية والحنابلة بعدم الجواز، وذهب الشافعية والمالكية إلى جواز ذلك، بالشروط التي تمّ ذكرها؛ بأن يرافقها عصبة نساء ثقات، وتكون الرفقة مأمونة.[٨]


أما بالنسبة للعمرة، فقد اختلف الفقهاء في حكمها، فقال الحنفية والمالكية أنها سنة مؤكدة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعليهِ فلا يجوز ذهاب المرأة للعمرة من غير محرم، وقال الشافعية والحنابلة بوجوب العمرة على المسلم مرة واحدة في العمر مثل الحج، وعليهِ قال الشافعية بجواز ذهابها للعمرة من غير محرم مع عصبة نساء ثقات، وتكون صحبتهنّ مأمونة أثناء السفر، فيجزئ عندهم رفقة نساء ثقات عوضاً عن المحرم،[٩] أما الحنابلة فهم لم يجوّزوا للمرأة ذهابها للحج الواجب دون محرم، وكذا العمرة الواجبة.[١٠]


المراجع

  1. "حكم سفر المرأة دون محرم"، الإفتاء الأردني، اطّلع عليه بتاريخ 22/8/2022. بتصرّف.
  2. برهان الدين إبراهيم بن فرحون، إرشاد السالك إلى أفعال المناسك، صفحة 227. بتصرّف.
  3. كمال الدين الدميري، النجم الوهاج في شرح المنهاج، صفحة 413. بتصرّف.
  4. النووي، المجموع شرح المهذب، صفحة 340. بتصرّف.
  5. ابن الصلاح، شرح مشكل الوسيط، صفحة 285-286. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1862، صحيح.
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 206. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 206-207. بتصرّف.
  9. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 323. بتصرّف.
  10. "المَبْحَثُ الثَّامِنُ: اشتراطُ المَحْرَمِ"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 22/8/2022. بتصرّف.