ما هي جمرة العقبة الكبرى؟

تقع جمرة العقبة الكبرى في آخر منى تجاه مكة،[١] فإذا وصل الحاج إلى مِنى يُستحبّ أن لا يفعل شيئاً قبل أن يرمي جمرة العقبة؛ لأنّها بمثابة تحية منى، ولا يرمي الحاجّ غيرها في يوم النحر.[٢]


وقد سُمّيت جمرة العقبة بذلك لأنّها تقع في عقبة مأزم منى، ويقع خلفها وادٍ بايع الأنصار فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- بيعة العقبة، وبجانبه أيضاً طريقٌ يُسمّى بالعقبة، ومن هنا أخذت جمرة العقبة اسمها.[٣]


وجملة ما يرميه الحاج من الحصى هو سبعون حَصاة، ومنها جمرة العقبة الكبرى التي تكون في يوم النحر بسبع حصى، وهي موضوع هذا المقال، أمّا بقية الحصى فيرميها الحاج في أيام التشريق الثلاث بثلاث جمار، أي يرمي في كلّ مرةٍ من المرات الثلاث سبع حصى، فيكون ما رماه في اليوم الواحد: واحد وعشرون حصاة.[٤]


كيفية رمي جمرة العقبة الكبرى وآدابه

إذا وصل الحاج إلى مِنى فيُشرع له أن يفعل ما يأتي:[٣]

ويدل على ذلك ما ثبت عن ابن عباس -رضي الله عنه-: (أنَّ أُسَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه كانَ رِدْفَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن عَرَفَةَ إلى المُزْدَلِفَةِ، ثُمَّ أَرْدَفَ الفَضْلَ مِنَ المزْدَلِفَةِ إلى مِنًى، قالَ: فَكِلَاهُما قالَ: لَمْ يَزَلِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُلَبِّي حتَّى رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ).[٥]


  • ثانياً: رمي جمرة العقبة

وكيفية ذلك بأن يجعل الكعبة عن يساره، ومِنى عن يمينه، وجمرة العقبة أمامه، ثمّ يرمي سبع حصيّات متتابعات مع رفع اليد والتكبير عند رمي كل حصاة، والانتباه إلى وقوع الحصى داخل الحوض.


وقد جاء عن عبد الرحمن بن يزيد: "أنه حجَّ مع عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، فرآه يرمي الجمرة الكبرى بسبع حصيات [يُكبِّر مع كل حصاة]، فجعل البيت عن يساره، ومنى عن يمينه".


وبعد أن يرمي حصى جمرة العقبة لا يقف عندها، فقد قال بعض أهل العلم: "لا يُشرع الدعاء بعد الرمي إلا إذا كان بعده رمي"، وجمرة العقبة ليس بعدها رمي، فلا يُشرع الوقوف للدعاء بعدها أو قبلها، وإنّما يقف الحاج بعد الجمرة الوسطى والصغرى.[٦]


وقت رمي جمرة العقبة الكبرى

لا خلاف بين العلماء في أنّ الوقت الأفضل لرمي جمر العقبة الكبرى هو: ضحى يوم النحر،[٧] ولا يُستحبّ رميها إلا بعد طلوع الشمس، فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ قدَّمَ ضعَفةَ أَهْلِهِ، وقالَ: لا تَرموا الجَمرةَ حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ).[٨][٩]


ويجوز للحاج أن يرمي جمرة العقبة قبل طلوع الشمس وبعد الفجر باتفاق الفقهاء، ويُجزئ عند جمهور الفقهاء -مالك والشافعي وأحمد- أن يرميها بعد النصف الثاني من ليلة النحر، بينما قال الحنفية بوجوب إعادة رميها بعد الفجر أو طلوع الشمس لمن فعل ذلك.[٩]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 258، جزء 2. بتصرّف.
  2. صديق حسن خان، رحلة الصديق إلى البلد العتيق، صفحة 109. بتصرّف.
  3. ^ أ ب سعيد القحطاني، رمي الجمرات في ضوء الكتاب والسنة وآثار الصحابة رضي الله عنهم، صفحة 9-10. بتصرّف.
  4. ابن رشد الحفيد، بداية المجتهد ونهاية المقتصد، صفحة 118، جزء 2. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1544، صحيح.
  6. محمد الشنقيطي، شرح زاد المستقنع، صفحة 13، جزء 124. بتصرّف.
  7. الشوكاني، نيل الأوطار، صفحة 79، جزء 5. بتصرّف.
  8. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:893، صححه الألباني.
  9. ^ أ ب أحمد حطيبة، شرح كتاب الجامع لأحكام العمرة والحج والزيارة، صفحة 7، جزء 20. بتصرّف.