معنى العُصبة في اللغة هو الجماعة، وهي عددٌ من الأشخاص بين ثلاثة إلى عشرة، وقيل بين عشرة إلى خمسة عشر، وقيل إلى أربعين، وقيل إلى سبعين،[١][٢]



كم عدد عصبة النساء للعمرة؟

لم يحدد الفقهاء عدد عصبة النساء التي يجوز للمرأة أن تسافر معهن لأداء الحج أو العمرة، وقد اكتفى بعض الفقهاء بذكر الوصف أو الهدف المطلوب من هذه العصبة، وهو توفر الأمن والحماية للمرأة من الرجال الأشرار،[٣] وذكر بعض الفقهاء بأن العدد المطلوب هو الذي يصدُّ الطامعين في النساء بسبب كثرتهن، وأقله أن يكون ثلاث نسوة أو أربع،[٤] وأجاز بعض الفقهاء أن تسافر المرأة للحج والعمرة مع امرأة واحدةٍ ثقةٍ إذا كان الطريق آمناً،[٥] وقال بعضهم بأن ذلك غير جائز وأن العدد شرطٌ لا بد منه.[٦]


حكم سفر المرأة للعمرة مع عصبة النساء

اتفق الفقهاء على عدم جواز سفر المرأة وحدها دون وجود مَحرمٍ مُرافقٍ لها في سفرها، إذا كان هذا السفر سفراً غير واجب، والسفرُ الواجب هو سفر حجة الفرض فقط، حيث لا يجوز للمرأة أن تسافر لحجة التطوع دون محرم باتفاق الفقهاء جميعاً، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بامْرَأَةٍ، ولا تُسافِرَنَّ امْرَأَةٌ إلَّا ومعها مَحْرَمٌ، فَقامَ رَجُلٌ فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، اكْتُتِبْتُ في غَزْوَةِ كَذا وكَذا، وخَرَجَتِ امْرَأَتي حاجَّةً، قالَ: اذْهَبْ فَحُجَّ مع امْرَأَتِكَ".[٧][٨]


وإذا لم تجد المرأةُ محرماً يسافر معها فلا يجب عليها الحج عندئذٍ حتى تجد محرماً، وقد أجاز المالكية والشافعية سفر المرأة لحجة الفرض دون محرم بشرط أن تسافر مع عُصبة النساء الثقات، أي مع مجموعة من النساء الموثوقات وأن تكون صحبتهن مأمونةً أثناء السفر، وأوجبوا على المرأة الحج عند توفر هذه العصبة،[٩] وبما أن العمرة واجبةٌ عند الإمام الشافعي فيجوز للمرأة عنده أن تسافر لأداء عمرة الفرض مع عُصبة النساء الثقات.[١٠][١١]


الحكمة من عدم جواز سفر المرأة وحدها

دلت الأحاديث الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- على حُرمة سفر المرأة وحدها دون محرمٍ معها، وهي أحاديث كثيرة، منها قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ أنْ تُسافِرَ مَسِيرَةَ يَومٍ ولَيْلَةٍ ليسَ معها حُرْمَةٌ"،[١٢] والحكمة من هذا التحريم هو صيانة المرأة وحمايتها من كل ما قد يهددها من أخطار، فقد كرّم الإسلامُ المرأة وجعلها مُصانةً محفوظةً مخدومةً، وأمر بحُسن معاملتها وإكرامها.


والسفر فيه من المشاق والمتاعب والأخطار الشيء الكثير، وهو قطعةٌ من العذاب كما جاء في الحديث، والمرأة فيه تحتاج إلى من يساعدها ويؤدي لها حاجاتها ويحميها من كل طامعٍ متربصٍ، لذلك أمرها الإسلام بألا تسافر إلا بصحبة رجلٍ من محارمها، لأن غير المحرم مهما كان ذا خلقٍ ودينٍ وأمانة معرضٌ للفتنة وطمع النفس ووساوس الشيطان، فلا أسرع من تقلب القلوب وتغير الأحوال.[١٣]





المراجع

  1. أحمد رضا، معجم متن اللغة، صفحة 118. بتصرّف.
  2. إبراهيم الحربي، غريب الحديث، صفحة 305. بتصرّف.
  3. برهان الدين ابن فرحون، إرشاد السالك إلى أفعال المناسك، صفحة 227. بتصرّف.
  4. الدميري، النجم الوهاج في شرح المنهاج، صفحة 413. بتصرّف.
  5. النووي، المجموع شرح المهذب، صفحة 430. بتصرّف.
  6. ابن الصلاح، شرح مشكل الوسيط، صفحة 285. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3006، حديث صحيح.
  8. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 206. بتصرّف.
  9. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 207. بتصرّف.
  10. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 323. بتصرّف.
  11. أحمد حطيبة، الجامع لأحكام العمرة والحج والزيارة، صفحة 18. بتصرّف.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1088، حديث صحيح.
  13. سعيد بن وهف القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 101. بتصرّف.