كيفية الاغتسال للإحرام في الحج

يُسن عند لإحرام لأداء مناسك الحجّ والعمرة الاغتسال؛ وذلك لأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- تجردّ لإهلاله واغتسل بشهادة الصحابة -رضوان الله عليهم-، وبهذا قال جمهور الفقهاء،[١] كما أنّ استحباب غسل الإحرام يُقاس على استحباب غسل الجمعة؛ فيُظهِر الحاج مزيداً من النّظافة والطّهارة، خاصّة أنّ جموع المسلمين تكثُر في مثل هذه المواطن، ومن هنا ذهب الجمهور إلى أنّ علة الغسل هي الاجتماع.[٢]


أمّا عن كيفيّة الاغتسال للإحرام، فليس لها كيفيّة خاصة أو شروط محدّدة تختلف فيها عن باقي أنواع الغسل المشروعة؛ ولكنّ يُستحب للمُحرم اتباع طريقة النبي -صلى الله عليه وسلم- في الغسل؛ والتي يمكن تلخيصها على النحو الآتي:[٣]

  • البدء بالنية والتسمية.[٤]
  • غسل العورة، وتطهير اليدين بعدها بشيء من الصابون.
  • الوضوء كما لو أراد المُحرم الصلاة.
  • سكب الماء على الشِقّ الأيمن، ثم سكبه على الشِقّ الأيسر.
  • سكب الماء على الرأس ثلاث مرات.
  • تعميم الماء بعد كل ذلك على جميع البدن، مع غسل الرجلين.


كما يصحّ أن يبدأ المُحرم غسله بتعميم الماء أولاً على بدنه مع النيّة، فهذه كيفيّة الإجزاء؛ إذ ثبت في الصحيح عن أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها- أنّها سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن فك ضفائرها عند الغسل؛ فقال لها: (لا، إنَّما يَكْفِيكِ أنْ تَحْثِي علَى رَأْسِكِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ ثُمَّ تُفِيضِينَ عَلَيْكِ المَاءَ فَتَطْهُرِينَ).[٥][٦]


أمّا عن كيفيّة الاستحباب، فقد ثبتت في رواية عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-، حيث قالت: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يُفْرِغُ بيَمِينِهِ علَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ المَاءَ فيُدْخِلُ أصَابِعَهُ في أُصُولِ الشَّعْرِ، حتَّى إذَا رَأَى أنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ، ثُمَّ أفَاضَ علَى سَائِرِ جَسَدِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ).[٧][٨]


الاغتسال في حق الحائض والنفساء

ذهب جمهور الفقهاء إلى استحباب اغتسال الحائض والنفساء للإحرام؛ وذلك استدلالاً بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- لأسماء بنت عميس -رضي الله عنها- أن تغتسل لإحرامها بالعمرة، مع أنّها كانت نفساء، وينبغي التنبيه إلى أنّ هذا الاغتسال إنّما هو من باب الطهارة والنظافة، والحائض والنفساء أولى بهما من غيرهما؛ وهذا الغُسل لا يعني إباحة الصلاة والعبادات التي يُشترط فيها الطهارة؛ كالطواف ونحوه.[٩]


سنن الاغتسال

يُستحب للمحرم أن يأتي بالسنن الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أثناء الاغتسال للإحرام؛ ومن هذه السنن ما أشرنا إليه سابقاً؛ كالوضوء وإزالة الأذى عن الفرج، والتيامن، وإمرار الماء على الرأس والبدن ثلاثاً، مع إعادة غسل الرجلين في مكان آخر غير مكان الاغتسال، كما يُسنّ التطيّب ووضع المسك والدّهن بعد الاغتسال، وقبل عقد نيّة الإحرام.[١٠]وتجدر الإشارة إلى استحباب قصّ الشارب، وأخذ شعر الإبط والعانة، وقصّ الأظفار، قبل الغسل للإحرام، وقبل عقد النيّة به.[١١]

المراجع

  1. محمد بن علي بن آدم الأثيوبي، ذخيرة العقبى في شرح المجتبى، صفحة 30، جزء 24. بتصرّف.
  2. عطية سالم ، شرح بلوغ المرام لعطية سالم، صفحة 2، جزء 31. بتصرّف.
  3. محمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 13، جزء 7. بتصرّف.
  4. حمد الحمد، شرح زاد المستقنع، صفحة 148، جزء 8. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم المؤمنين أم سلمة، الصفحة أو الرقم:330، صحيح.
  6. دبيان الدبيان، موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 570، جزء 11. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:316، صحيح.
  8. مجموعة من المؤلفين، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 29-30، جزء 1. بتصرّف.
  9. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 83، جزء 2. بتصرّف.
  10. أبو المنذر المنياوي، التحرير شرح الدليل كتاب الطهارة، صفحة 154. بتصرّف.
  11. درية العيطة، فقه العبادات على المذهب الشافعي، صفحة 238، جزء 2. بتصرّف.