ما هي ملابس النساء في الحج؟
أجمع أهل العلم على أنّ المرأة في إحرامها ليست معنيَّةً في تحريم المخيط المحرّم على الرجال، فلا إحرام للمرأة في لباسها، بل إحرامها في وجهها وكفّيها كما أمر النبيّ -صلى الله عليه وسلم، وسيأتي الإشارة إلى ذلك وتوضيحه لاحقاً، وبناءً على ذلك فللمرأة في الحجّ أن تلبس ما تشاء من الثياب الشرعية؛ كالجلباب، أو اليانس، أو نحوه من اللّباس التي تتوفّر فيها الضوابط الشرعية.[١]
وهذا يعني أنّ لباس المرأة في الحجّ هو اللباس الشرعي العادي الساتر الذي يُمكنها أن تُصلّي به، ولا يوجد ألوان معيّنة للباسها في الحجّ، بل تلبس ما شاءت من الألوان غير الملفتة، فبعض النساء تلبس الأسود، وبعضهنّ من بلادٍ أخرى تلبس الأخضر الغامق أو الأبيض أو الرّمادي ونحوه من الألوان.[٢]
أمّا فيما تعارف بين النّاس بأنّ المرأة تلبس الأبيض في الحجّ فهو ممّا لا يُشترط، ولم يرد فيه تخصيص لها في حجّها، بل بعض أهل العلم يرون أنّ الأفضل للمرأة أن لا تلبس الأبيض؛ لأنّه مظنّة الكشف عمّا تحته، ولأنه ليس من لباس نساء السلف في الحجّ، ولكن لا حرج عموماً بلبسه إذا كان ثخيناً لا يشفّ عمّا تحته،[٣] ولو أرادت المرأة استبدال لباسها بشيءٍ جديد في ليلة الإحرام فلا حرج في ذلك مطلقاً.[٤]
شروط لباس المرأة في الحج
يُشترط في لباس المرأة في الحجّ ما يُشترط في لباسها عموماً من الضوابط الشرعية، فينبغي أن يكون ساتراً لجميع بدنها، ولا يكشف العورة، وليس زينةً في نفسه، ويجب أن يكون واسعاً غير ضيِّقٍ يُفصّل أعضاء بدنها أو يصف مفاتنها، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا).[٥][٦]
ما لا يجوز للمرأة لبسه في الحج
يحرم على الحاجّ أن يتطيّب بعد إحرامه بالورس والزعفران وجميع ما يُقصد منه الطِّيب، ويدخل في هذه الحُرمة الرجل والمرأة على حدّ السواء، لأنّ الطيب من محظورات الإحرام،[٧] كما لا يجوز للمرأة أن تنتقب وتلبس القفّازين أثناء إحرامها، ويدل على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (... ولَا تَلْبَسُوا شيئًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ، ولَا الوَرْسُ، ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ).[٨][٩]
وهذا يدلّ على عدم جواز تغطية وجهها بالبرقع والنقاب، فإن رأت الرجال أو مرّت من جانبهم جاز لها أن تُسدل شيئاً على وجهها حتى تُغطّيه دون أن تلبس النقاب، وقيل أيضاً: إن كانت جميلة فخشيت الفتنة فلها أن تغطّي وجهها بثوبها لتستره عن رؤية الرجال، فإن زادت على ذلك بالنقاب وانتفعت به فعليها الفدية، والأصل في عدم جواز لبس القفازين أيضاً قول النبي الكريم، وخاصة أن اليدين ليست عورة، فيلزم كشفهما.[٩]
المراجع
- ↑ محمد محيي الدين حمادة، الحج من نظم الإمام العمريطي الشافعي في نهاية التدريب في نظم غاية التدريب، صفحة 87. بتصرّف.
- ↑ "لباس الإحرام للمرأة"، موقع الشيخ يوسف القرضاوي، اطّلع عليه بتاريخ 23/3/2023. بتصرّف.
- ↑ "30 نصيحة للمرأة في الحج والعمرة"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 23/3/2023. بتصرّف.
- ↑ "حكم استبدال ملابس الاحرام أثناء الإحرام"، موقع الشيخ ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 23/3/2023. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية:59
- ↑ محمد التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 94، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ ابن العطار، العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام، صفحة 948، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1838، صحيح.
- ^ أ ب القاضي عبد الوهاب، المعونة على مذهب عالم المدينة، صفحة 526، جزء 1. بتصرّف.