ميقات الجحفة
ميقات الجحفة هو أحد المواقيت المكانية التي حددها النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يجوز تجاوزها دون إحرام لكل من قصد الحج أو العمرة، وأراد أداء النسك؛ فأخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في ذكر المواقيت المكانية الخمسة: (وَقَّتَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأهْلِ المَدِينَةِ ذا الحُلَيْفَةِ، ولِأَهْلِ الشَّأْمِ الجُحْفَةَ، ولِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنازِلِ، ولِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، فَهُنَّ لهنَّ، ولِمَن أتَى عليهنَّ مِن غيرِ أهْلِهِنَّ لِمَن كانَ يُرِيدُ الحَجَّ والعُمْرَةَ، فمَن كانَ دُونَهُنَّ، فَمُهَلُّهُ مِن أهْلِهِ، وكَذاكَ حتَّى أهْلُ مَكَّةَ يُهِلُّونَ مِنْها).[١][٢]
الجحفة ميقات أهل الشام والمغرب ومصر
إن الجحفة هو ميقات المتوجهّين من بلاد الشام الذين لا يمرّون بالمدينة المنورة؛ من أهل الأردن وفلسطين ولبنان وسوريا، وميقات المتوجهّين من بلدان إفريقيا الشمالية والغربية؛ كأهل مصر وأهل المغرب العربي، وما وراءهم من البلدان وما يحاذيهم، كما يحرم من الجحفة أيضاً أهل شمال المملكة العربية السعودية، وساحل المملكة الشمالي، وهي ميقاتٌ لكل من مرّ عليها من غيرهم قاصداً الحج أو العمرة.[٣][٤]
سبب تسمية ميقات الجحفة بهذا الاسم
سمّيت الجحفة بهذا الاسم؛ لأن السيول اجتحفتها في الزمن الماضي وأخذ أهلها؛ فأصبحت خراباً، واندثرت معالمها، ولم يبق منها إلا آثارٌ ورسومٌ خفية لا تكاد تُعرف، وقد كانت تسمى قبل ذلك (مَهْيَعَةَ، أَوْ مَهِيعَةَ).[٥][٦]
موقع ميقات الجحفة، وبعدها عن مكة
إن ميقات الجحفة عبارة عن قرية كبيرة تقع في الطريق بين المدينة المنورة ومكة المكرمة في الشمال الغربي من مكة، في طريق القادمين من بلاد الشام، وتبعد عن مكة ثلاث مراحل، وقيل أكثر من ذلك؛[٧] نحو خمس أو ست مراحل؛ والمرحلة هي سير الإبل يوماً كاملاً؛ فإن كان بعدها عن مكة المكرمة ما يقدّر بخمس مراحل؛ فيُحتاج إلى خمس ليالٍ للوصول إلى مكة المكرمة بسير الإبل، وتقدّر بمسافة (186 كيلو متر).[٨][٩]
إحرام البعض من رابغ بدل الحجفة
يقرب من ميقات الجحفة قرية معروفة تسمى (رابغ)، فمن الناس من يحرم من جحفة، والبعض يحرم من رابغ؛ حيث اختار الناس رابغاً للإحرام منها بدل الجحفة من باب الاحتياط؛ لعدم التأكد والتيقن من مكان الجحفة تماماً بعد أن جحفها السيل وأصبحت خراباً، وقد نصّ أهل العلم على صحة الإحرام من رابغ بلا كراهة،[١٠] وتقع رابغ على يسار الذاهب إلى مكة المكرمة،[٥] قبل الجحفة بقليل على الغرب منها إلى جهة البحر، حيث تبعد عنها نحو نصف مرحلة أو ما يقارب من ذلك.[٤][٦]
مواضيع أخرى:
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1526، حديث صحيح.
- ↑ عبد الله بن مانع الروقي، شرح كتاب الحج من بلوغ المرام، صفحة 57. بتصرّف.
- ↑ محمد إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 242. بتصرّف.
- ^ أ ب سعيد بن وهف القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 172. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 112. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 64.
- ↑ صالح الفوزان، الملخص الفقهي، صفحة 410. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 24. بتصرّف.
- ↑ حمد الحمد، فقه الصيام والحج من دليل الطالب، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 578. بتصرّف.
