ما هو ميقات أهل المدينة؟

ميقات أهل المدينة

حدّد النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه ميقات ذو الحليفة لأهل المدينة؛ ليحرموا منه إن أرادوا نسك العمرة أو الحج، كما أنه ميقات كل من مرّ بالمدينة المنورة من غير أهلها، وكانت في طريقهم،^[١] جاء في الحديث الصحيح في بيان المواقيت المكانية للإحرام منها بالحج أو العمرة قول ابن عباس -رضي الله عنهما-: (وَقَّتَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأهْلِ المَدِينَةِ ذا الحُلَيْفَةِ، ولِأَهْلِ الشَّأْمِ الجُحْفَةَ، ولِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنازِلِ، ولِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، فَهُنَّ لهنَّ، ولِمَن أتَى عليهنَّ مِن غيرِ أهْلِهِنَّ لِمَن كانَ يُرِيدُ الحَجَّ والعُمْرَةَ، فمَن كانَ دُونَهُنَّ، فَمُهَلُّهُ مِن أهْلِهِ، وكَذاكَ حتَّى أهْلُ مَكَّةَ يُهِلُّونَ مِنْها).^[٢][٣]

وميقات ذو الحُلَيفة (بضم الحاء وفتح اللام) موضعٌ قريبٌ من المدينة المنورة، يقع جنوبها في أول طريق المدينة إلى مكة المكرمة، بينه وبين المدينة نحو ستة أميال؛ أي (13 كيلو متر تقريباً)، وبينه وبين مكة المكرمة ما يقارب مائتا ميل؛ (أي 420 كيلو متر تقريباً)، إذ إنه أبعد المواقيت المكانية عن مكة المكرمة، حيث إنه يبعد عن مكة المكرمة عشر مراحل تقريباً بسير الإبل؛ أي سفر عشرة أيام بسير الإبل، خلافاً للمواقيت الأخرى، فتحتاج مسير مرحلتين تقريباً للوصول إلى مكة.^[٤][٥]

وذو الحليفة عبارة عن قرية صغيرة، وموضع ماء من مياه بني جشم،^[٦] وقد سمّي بذلك نسبة لكثرة الشجر فيها، والذي يسمى بشجر الحلفاء، فكلمة حليفة تصغير حلفاء، وهو شجر معروف هناك، واشتهر تسمية ميقات ذي الحليفة في الوقت الحاضر (آبيار أو آبار علي)؛ نسبة إلى بئر موجود عليه اسمه بئر علي؛ منسوب إلى الصحابي -علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، كما يسمى عند بعضهم بالحسا.^[٧][٨]

وميقات ذو الحليفة هو الذي أحرم منه النبي -صلى الله عليه وسلم- لحجة الوداع، كما ورد عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه صلّى فيه صلاة الظهر، ثم أحرم للحج، فذهب أهل العلم إلى استحباب أداء صلاة الفريضة قبل أن يحرم بالعمرة أو الحج إن كان وقت فريضة، أو يصلي ركعتين ينوي بها سنة الوضوء ثم يحرم.^[٩][٦]

مواقيت البلدان الأخرى

وقّت النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي ذكر سابقاً موضع الإحرام للحج والعمرة لجميع الجهات المحيطة بمكة المكرمة، وبحسب المنطقة أو المكان الذي يأتي منه المسلم، فذكر أن ذا الحليفة موضع إحرام أهل المدينة، وآتياً بيان المواقيت الأخرى المذكورة في الحديث:^[١٠][١١]

• ميقات الجحفة: لأهل الشام الذين لا يمرون بالمدينة، وأهل مصر، وبلدان إفريقيا الشمالية والغربية؛ كأهل المغرب، وكل من مرّ عليه من غيرهم، ويحرمون الناس في الوقت الحالي من قرية قريبة منها تسمى رابغ.
• ميقات قرن المنازل: لأهل نجد، وأهل الطائف، وأهل الخليج، ومن مرّ به، ويسمى الآن السيل الكبير.
• ميقات ذات عرق: لأهل العراق، وإيران، ومن يحاذيهم من جهة المشرق، وهذا الميقات مهجور حالياً؛ لعدم وجود الطرق عليه، ويحرم أهل المشرق والعراق ونحوهم من قرن المنازل أو من ذي الحليفة.^[١٢]
• ميقات يلملم: لأهل اليمن، وأهل الهند والصين، ونحوهم من مناطق جنوب آسيا.

ومن الجدير بالذكر أن هذه المواقيت المذكورة سابقاً هي للأفاقي؛ الذي يقيم خارج مكة المكرمة، أما أهل المكة الذين يقيمون فيها فميقاتهم للحج مكة، فيحرمون منها، وأما ميقاتهم للعمرة هي مناطق الحلّ خارج حدود الحرم؛ كمنطقتي التنعيم والجعرانة، ونحوهما، وبالنسبة لأهل الحلّ الذي يقيمون داخل المواقيت الخمسة خارج الحرم فميقاتهم للحج والعمرة هو الحلّ؛ أي من أماكنهم.^[١١]