هل على الحاج أضحية؟
تعدّدت آراء الفقهاء في حكم الأضحية على الحاج، وبيان أقوالهم فيما يأتي:[١]
- الحنفية
لا تجب الأضحية على الحاج المسافر، ولكنّها تجب على أهل مكّة ولو حجّوا.
- المالكية
لا تجب الأضحية على الحاجّ باعتبار حجِّهِ لا لكونه مسافراً.
- الشافعية
يرى الشافعية استحباب الأضحية للحاج ولغيره.
- الحنابلة
قالوا بجواز الأضحية للحاج.
- بعض أهل العلم
يرى بعض أهل العلم عدم مشروعية الأضحية للحاج، وممّن قال بذلك ابن تيمية وتلميذه ابن القيم -رحمهما الله-.
هل على الحاج هدي؟
الهدي ثلاثة أنواع، وهي:[٢]
- الهدي الواجب بسبب عملٍ في الحجّ أو العمرة: ومنه هدي المتمتّع والقارن، ومنه أيضاً الهدي الواجب بسبب ترك واجبٍ من واجبات الإحرام والحج والعمرة.
- الهدي المنذور: وهو هديٌ واجبٌ بسبب النّذر.
- هدي التطوّع: وهو الهدي الذي يتبرّع به المُحرم دون أن يكون واجباً عليه.
ويبدأ وقت ذبح الهدي في يوم النّحر، ويُسنّ أن يكون بعد الانتهاء من الرّمي وقبل الحلق أو التقصير، لقول الله -تعالى-: (وَلَا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ)،[٣] وهذا يدلّ على أنّ الحلق يكون في يوم النّحر بعد أن يبلغ الهدي محلّه، ويستمرّ وقت ذبح الهدي إلى اليومين الواقعين بعد يوم النّحر، ويجوز للمتمتّع والقارن أن يأكلا من هدْيِهِما، أمّا الهدي الذي يكون بسبب ترك واجبٍ أو نسك أو تأخير عملٍ فلا يجوز الأكل منه.[٤]
ويجدر بالذّكر أنّ التطوّع بالهدي سنّة مستحبّة للمفرد والمتمتع والقارن، وللحاجّ ولغيره، وإذا كان المتمتع أو القارن غير قادرٍ على الهدي لأنّه لا يملك ثمنه، أو لأنّه لم يجد هدياً في السوق؛ فعليه أن يصوم عشرة أيام؛ ثلاثة في الحجّ وسبعة عندما يرجع، لقول الله -تعالى-: (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ).[٥][٤]
هل على غير الحاج أضحية؟
تعدّدت آراء الفقهاء بحكم الأضحية على غير الحاج، وبيان أقوالهم فيما يأتي:[٦]
- رأي جمهور الفقهاء
الأضحية سنَّةٌ مؤكّدة، وهو قول المالكية والشافعية والحنابلة، واستدلّوا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا)،[٧] ونجد في هذا الحديث أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- فوّض الأضحية بإرادة صاحبها، ولو كانت واجبةً لَذَكر ذلك صراحةً.
ويدلّ على عدم وجوبها أيضاً أنّ أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- لم يُضحِّيا في كل الأعوام، فقد كانت تمرّ السنة والسنتان دون أن يُضحِّيا؛ خوفاً أن يُرى ذلك واجباً، وهذا يؤكّد على أنّهما يعلمان بعدم وجوب الأضحية، ولا يوجد مخالفٍ لهما من الصحابة.
- الحنفية
يرى الحنفية وجوب الأضحية على القادر، لقول الله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[٨] والأمر يدلّ على الوجوب، ومعنى الآية: صلِّ صلاة العيد وانحر الأضحية أو الهدي، واستدلّوا كذلك بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من كانَ لَه سَعةٌ ولم يضحِّ فلا يقربنَّ مصلَّانا)،[٩] والوعيد لا يكون إلا على ترك واجب.
المراجع
- ↑ "هل الأضحية واجبة على الحاج؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 21/6/2023. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 626، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:196
- ^ أ ب "ذبح الهدي"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 21/6/2023. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:196
- ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 119-120، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1977، صحيح.
- ↑ سورة الكوثر، آية:2
- ↑ رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2549، حسنه الألباني.