هل يجوز وضع الفازلين للمعتمر؟
اتفق الفقهاء على أنه لا يجوز أن يضع المُحرم على جسمه دُهناً له رائحة العطر، كالزيوت والكريمات المرطبة والفازلين وما إلى ذلك، لأنه في هذه الحالة يأخذ حكم العطر، ووضع العطر غير جائزٍ للمحرم بالحج أو العمرة، لأنه من محظورات الإحرام، أما إذا كان الدُهن لا يحتوي على عطر فاستعماله جائز عند الشافعية والحنابلة،[١] واشترط الشافعية ألا يضعه المحرم على شعر رأسه أو لحيته،[٢] أما عند المالكية والحنفية فلا يجوز أن يضع المحرم أي نوع من أنواع الدهن على أي مكان في جسده على الإطلاق، حتى لو كان بلا عطر، إلا إذا كان يضعه للعلاج بسبب مرض ما، فيجوز عندها أن يضعه استثناءً.[٣]
ما هي محظورات الإحرام؟
هي الأمور التي لا يجوز للمُحرم أن يفعلها أثناء إحرامه بالحج أو العمرة، فإذا فعل شيئاً منها أثناء الحج أو العمرة فهو آثم إذا كان عالماً بحرمة فعله وعامداً فيه، وتجب عليه الفدية، لقوله -تعالى-: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ}،[٤] ومن المحظورات ما يؤدي إلى إفساد الحج والعمرة، وهو الجماع، فإذا فعله المُحرم فقد فسد حجه وفسدت عمرته فيجب عليه إكمال المناسك بالرغم من فساد العبادة، ثم يجب عليه قضاء الحج في السنة المقبلة وتجب عليه الفدية أيضاً، ومحظورات الإحرام هي كالآتي:[٥]
- حلق الشعر أو تقصيره أو إزالته أو نتفه، سواءٌ شعر الرأس أو الوجه أو الجسم.
- قص الأظافر، وفاعله آثم ولكن لا تجب عليه الفدية.
- استعمال العطر ووضعه على الجسم أو على الثياب.
- أن يغطي الرجل رأسه بشيء ملاصق له، كالطاقية أو العمامة وما شابه ذلك، أما إذا لم يكن ملاصقاً للرأس كالشمسية فهو جائز.
- أن يلبس الرجل المَخيط من الثياب، والمخيط هو كل لباس تم تفصيله وخياطته على قياس الجسم كالقميص والبنطال وغير ذلك، أو على قياس عضو من أعضاء الجسم الجوارب والقفازات وغير ذلك.
- أن تغطي المرأة وجهها بالنقاب وما شابهه، وأن تغطي يديها بقفازين.
- قتل الحيوان البري الجائز أكل لحمه، أو الإعانة على صيده.
- مقدمات الجماع ودواعيه، كالقبلة بشهوة، والمباشرة فيما دون الفرج.
- خطبة وعقد الزواج، فلا يجوز للرجل أن يخطب امرأة أو يعقد عليها أثناء الإحرام.
- الجدال والفسوق، والتحدث بكل ما يؤدي إلى الإثم كالغيبة والنميمة وغير ذلك.
الحكمة من تحريم بعض المباحات على الحاج والمعتمر
ذكر أهل العلم أن الحكمة من تحريم بعض المباحات أثناء الإحرام بالحج أو العمرة بعد التعبد لله -تعالى- وامتثال أمره، هي تذكير المُحرم بما هو مُقدمٌ عليه من مناسك، وتربية نفوس المؤمنين على الزهد في الدنيا والتقشف، وهذا من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضاً، حيث إنه لم يكن في كل حياته على حال واحد في العيش، فقد كان حاله يتغير بين وقت وآخر، فتارةً يكون في شدة وتقشف، وتارة يكون في رخاءٍ وترفه، ومن الحكمة في ذلك أيضاً؛ أن يراقب المؤمن نفسه في شؤون حياته ويعرف مدى إنعام الله عليه وإكرامه له، وأن يدخل في مقام التذلل والافتقار لله -تعالى- ويعرف أنه المنعم والمعطي والمتفضل عليه، ومن الحكمة أيضاً كما ورد في بعض الآثار؛ أن الله -تعالى- يباهي ملائكته بعباده يوم عرفة وقد أتوه شُعثاً غُبراً طائعين متضرعين، والله -تعالى- أعلم.[٦]
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 33-34. بتصرّف.
- ↑ النووي، الإيضاح في مناسك الحج والعمرة، صفحة 157. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 34. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:196
- ↑ محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 260-265. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 151. بتصرّف.