أدعية طواف الإفاضة

يُشرع في طواف الإفاضة من الأدعية والأذكار ما يُشرع في غيره من أنواع الطواف عموماً، إذْ ليس لطواف الإفاضة أدعيةً مخصَّصةً عن غيره، ونذكر فيما يأتي الأدعية والأذكار المأثورة التي يُسنّ الدعاء بها في طواف الإفاضة أو غيره من أنواع الطواف:


التكبير عند استلام الحجر الأسود

يُسنّ عند استلام الحجر الأسود التكبير، فقد كان عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- يقول: "بسم الله والله أكبر"،[١] ويفعل المسلم ذلك كلّما استلم الحجر الأسود أو مرّ بمحاذاته، فقد ثبت عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: (طَافَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالبَيْتِ علَى بَعِيرٍ، كُلَّما أَتَى الرُّكْنَ أَشَارَ إلَيْهِ بشيءٍ كانَ عِنْدَهُ وكَبَّرَ).[٢][٣]


وكان الإمام الشافعي -رحمه الله- يزيد على ذلك عند التكبير، إذ قال: "يُستحبّ أن يقول عند استلام الحجر الأسود وعند ابتداء الطواف أيضاً: بِسمِ اللهِ واللهُ أكْبَرُ، اللَّهُمَّ إيمَاناً بِكَ وَتَصدِيقاً بِكِتابِكَ، وَوَفاءً بِعَهْدِكَ وَاتِّباعاً لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم".[٤]


الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود

يُسنّ في الطواف إلى وصل المسلم بين الركن اليماني والحجر الأسود أن يقول: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)،[٥] ويفعل ذلك كلّما مرّ بين هذيْن الركنين اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته.[٦]


ولم يثبت عن النبي الكريم أنّه كان يدعو بغير ذلك في الطواف، فيُشرع للمسلم أن يدعو الله -تعالى- بما شاء وأحبّ من الأدعية الجامعة لخيريّ الدنيا والآخرة، ويدعو لنفسه ولأهله ولأحبته وللمؤمنين، ويُكثر من ذكر الله -سبحانه-، فكلّ ذلك حسن.[٦]


ومن الأدعية المأثورة بعض الصحابة وأهل العلم ما يأتي:

  • استحبّ الشافعية أن يقول المسلم في الأشواط الثلاثة الأولى في رمله: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حجا مبرورا وذنْباً مَغْفُوراً، وَسَعْياً مَشْكُوراً"، ويقول في الأشواط الأربعة الباقية: "اللَّهُمَّ اغْفِر وَارْحَمْ، وَاعْفُ عَمَّا تَعْلَمْ وَأنْتَ الأعَزُّ الأكْرَم، اللَّهُمَّ رَبَّنا آتنا في الدُّنْيا حسنة وفي الآخرة حسنة وَقِنا عَذَابَ النَّارِ".[٧]


  • يقول أبو شعبة البكري -رحمه الله-: رَمَقْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، وَهُوَ يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، ثُمَّ قَالَ: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ".[٨]


أدعية أخرى مختارة في طواف الإفاضة

يُشرع للمسلم أن يدعو الله -تعالى- في طواف الإفاضة بسائر الأدعية الشرعية، ومن أفضل الأدعية ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة،[٩] ونذكر من الأدعية الجامعة ما يأتي:

  • (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).[١٠]
  • (رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا).[١١]
  • (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي).[١٢]
  • (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ).[١٣]
  • (رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا).[١٤]
  • (اللَّهُمَّ أَعِنَّا على ذِكرِكَ وشُكرِكَ وحُسنِ عِبادتِكَ).[١٥]
  • (اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا).[١٦]
  • (اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ).[١٧]

المراجع

  1. مجدي فتحي السيد، الصحيح من دعاء الحاج والمعتمر، صفحة 9. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1613، صحيح.
  3. "من أدعية الطواف والسعي"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 12/7/2023. بتصرّف.
  4. النووي، الأذكار للنووي، صفحة 194.
  5. سورة البقرة، آية:201
  6. ^ أ ب "ما يقول أثناء الطواف؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 12/7/2023. بتصرّف.
  7. النووي، الأذكار للنووي، صفحة 194.
  8. مجدي فتحي السيد، الصحيح من دعاء الحاج والمعتمر، صفحة 12.
  9. حسين آل الشيخ، مختصر منسك شيخ الإسلام ابن تيمية، صفحة 21. بتصرّف.
  10. سورة البقرة، آية:127-128
  11. سورة الإسراء، آية:80
  12. سورة طه، آية:25-27
  13. سورة إبراهيم، آية:41
  14. سورة الكهف، آية:10
  15. رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1862، صحيح.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم، الصفحة أو الرقم:2722، صحيح.
  17. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2720، صحيح.