المقصود بالركن اليماني

هو الركن الجنوبيّ الغربيّ للكعبة المشرفة، وهو يوازي الركن الجنوبيّ الشرقيّ الذي يقع به الحجر الأسود، فيكون في الطواف سابقاً للحجر الأسود، وسمّي الركن بهذا الاسم؛ لأنّه يقع باتجاه اليمن،[١] وقيل لأنّ رجلاً من اليمن بناه،[٢] ويتميّز الركن اليمانيّ بأنّه على القواعد التي بناها إبراهيم -عليه السلام- للبيت الحرام، مع ابنه إسماعيل -عليه السلام-.[١]


لهذا شرع الله -تعالى- استلام هذا الركن، وقد أجمعت جماهير علماء هذه الأمة على استحباب استلام الركنين اليمانيين -الركن اليمانيّ والركن الذي فيه الحجر الأسود-؛ لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك، كما اتفقوا على أنّ استلام غيرهما، أو مسحهما لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى القول بأنّ استلام الركن اليمانيّ لا يصاحبه التكبير أو نحوه من الذكر، كما لا يُشار إليه باليد لمن تعذّر عليه استلامه.[٣]


بعض الحوادث التي وقعت للركن

ذكرت العديد من الكتب التاريخية بعض الأحداث التي حصلت للكعبة المشرفة، وما وقع على إثرها من تصدّع أو إعادة ترميم؛ فذكر ابن الأثير في كتابه الكامل بالتاريخ أنّ الركن اليمانيّ كان قد تفرّق وتصدّع سنة أربعمئة وسبع للهجرة،[٤] وفي سنة خمسمئة وخمسة عشر تصدّع مجدداً نتيجة زلزلة، كما انهدم بعضه بسببها.[٥]


كما وقع من الركن اليمانيّ بعض أجزائه سنة خمسمئة واثنين وتسعين، وقد تحرّكت الكعبة المشرّفة مراراً بسبب الحوادث الطبيعيّة التي وقعت في البلد الحرام، وكانت هذه الحوادث والتغيرات غير معهودة من قبل، أيّ منذ أن بنى عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- الكعبة المشرّفة.[٦]


ما ورد في فضائل الركن اليماني

شرّف الله -سبحانه- الكعبة المشرفة بأن جعلها قبلة للناس، يُؤتى إليها من البقاع كلها، وتُشدّ إليها الرحال على سبيل القصد والتوجّه، وقد جعل الله -تعالى- كل ما في الكعبة مباركاً ذا مكانةٍ تزيد من هيبة وتعظيم هذه المقدسات؛ ومن ذلك ما جعله الله -تعالى- للركن اليمانيّ من فضائل، وما اختص به من الأجر والثواب؛ وندلل على ذلك بما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضائل هذا الركن؛ التي نوردها على النحو الآتي:[٧]

  • قوله -صلى الله عليه وسلم- في فضل مسح الركن اليمانيّ: (إنَّ مسحَ الحجرِ الأسودِ، والركنَ اليمانيَّ، يحُطَّان الخطايا حطًّا).[٨][٩]
  • قوله -صلى الله عليه وسلم- في فضل استلام الركن اليمانيّ: (إنَّ استِلامَ الرُّكنَينِ يَحُطَّانِ الذُّنوبَ).[١٠]
  • قوله -صلى الله عليه وسلم- في شهادة الركن اليمانيّ لمن استلمه بحق: (يأتي الرُّكنُ اليماني يومَ القيامةِ أعظمَ من أبي قُبَيسٍ؛ له لسانان وشَفتان).[١١]
  • قوله -صلى الله عليه وسلم- في بيان عظمة ومكانة الركن اليمانيّ: (الرُّكنُ والمقامُ ياقوتَتانِ مِن يواقيتِ الجنَّةِ، ولولا أنَّ اللهَ طَمس نورَهُما لأضاءَتا ما بين المشرِقِ والمغرِبِ).[١٢]


كما ورد في فضل الركن اليمانيّ بعض الأحاديث الضعيفة التي ذكرها بعض أهل العلم في هذا الباب؛ من ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- في فضل استجابة الدعاء عند الركن اليمانيّ: (بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ مُلْتَزَمٌ مَا يَدْعُو بِهِ صَاحِبُ عَاهَةٍ إِلَّا بَرَأَ).[١٣][١٤]


وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (وُكِلَ بِه -أي الرُّكنُ اليمانِيُّ- سبعونَ ملَكًا من قالَ: "اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ ربَّنا آتِنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرةِ، حَسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ"؛ قالوا آمينَ).[١٥][١٦]

المراجع

  1. ^ أ ب "الركن اليماني"، بوابة الحرمين الشريفين، اطّلع عليه بتاريخ 25/4/2023. بتصرّف.
  2. التقي الفاسي، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، صفحة 233، جزء 1. بتصرّف.
  3. سليمان بن محمد اللهيميد، شرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين، صفحة 509، جزء 1. بتصرّف.
  4. ابن الأثير، أبو الحسن، الكامل في التاريخ، صفحة 640، جزء 7. بتصرّف.
  5. ابن الأثير، أبو الحسن، الكامل في التاريخ، صفحة 672-673، جزء 8. بتصرّف.
  6. ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة، صفحة 139، جزء 6. بتصرّف.
  7. أحمد حطيبة، شرح كتاب الجامع لأحكام العمرة والحج والزيارة، صفحة 10، جزء 17. بتصرّف.
  8. رواه الطبراني، في المعجم الكبير، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:13438، صححه السيوطي.
  9. سعيد بن وهف القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 385. بتصرّف.
  10. رواه الإمام أحمد ، في المسند، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4585، صححه الألباني.
  11. رواه الإمام أحمد، في المسند، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:6978، قال المنذري إسناده حسن.
  12. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:878 ، قال الألباني صحيح لغيره.
  13. رواه الطبراني، في المعجم الكبير، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:11873، ضعفه الألباني.
  14. الشوكاني، تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين، صفحة 73. بتصرّف.
  15. رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2957، قال القاري إسناده ضعيف لكن يعمل به في فضائل الأعمال.
  16. محمد محيي الدين حمادة، الركن الخامس، صفحة 171. بتصرّف.