أدعية طواف القدوم

أدعية طواف القدوم

إنّ الأدعية المأثورة في الطواف عموماً هي نفسها الأدعية المستحبّة في طواف القدوم، إذْ لم يؤثر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تخصيص طواف القدوم بأدعيةٍ معيَّنةٍ غير أدعية الطواف بشكلٍ عام، ويُشرع للمسلم أيضاً أن يدعو الله -تعالى- بما شاء وأحبّ من الأدعية الجامعة من القرآن والسنة، وبما يفيض به لسانه من الأدعية المشروعة، فباب الدعاء واسع.

ونذكر فيما يأتي الأذكار والأدعية المأثورة التي يُسنّ للمسلم أن يُحافظ عليها في طواف القدوم، بالإضافة إلى بعض الأدعية المختارة الجامعة لخيريّ الدنيا والآخرة:

(بسم الله والله أكبر)

ثبت عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: (طَافَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالبَيْتِ علَى بَعِيرٍ، كُلَّما أَتَى الرُّكْنَ أَشَارَ إلَيْهِ بشيءٍ كانَ عِنْدَهُ وكَبَّرَ)،^[١] فيُسنّ للمسلم عند استلام الحجر الأسود أو المرور بمحاذاته في الطواف أن يُكبّر،^[٢] وله أن يقول: "بسم الله والله أكبر"، فقد أُثِر ذلك عن ابن عمر -رضي الله عنه-.^[٣]

وزاد بعض أهل العلم على ذلك فقالوا: "يُستحبّ أن يقول عند استلام الحجر الأسود وعند ابتداء الطواف أيضاً: بِسمِ اللهِ واللهُ أكْبَرُ، اللَّهُمَّ إيمَاناً بِكَ وَتَصدِيقاً بِكِتابِكَ، وَوَفاءً بِعَهْدِكَ وَاتِّباعاً لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم".^[٤]

(ربنا آتنا في الدنيا حسنة...)

كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يدعو بين الركن اليماني والحجر الأسود فيقول: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)،^[٥] فيُسنّ المحافظة على هذا الدعاء كلّما مرّ الحاجّ أو المعتمر بين الركن اليماني والحجر الأسود.^[٦]

أدعية أخرى عن السلف

إنّ الذّكر والدعاء المذكورَيْن سابقاً هما الثابتان في السنة النبوية في الطواف، إذْ لم يثبت عن النبي الكريم أدعيةٌ أخرى كان يُخصّصها في الطواف،^[٦] ولكن أُثِر عن بعض السلف الصالح أنّهم كانوا يزيدون على الأدعية السابقة، ومن ذلك:

ومن الأدعية المأثورة بعض الصحابة وأهل العلم ما يأتي:

• كان ابن عمر -رضي الله عنه- يقول في الطواف: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، ثُمَّ قَالَ: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ".^[٧]

• استحبّ الشافعية أن يقول المسلم في الأشواط الثلاثة الأولى في رمله: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حجا مبرورا وذنْباً مَغْفُوراً، وَسَعْياً مَشْكُوراً"، ويقول في الأشواط الأربعة الباقية: "اللَّهُمَّ اغْفِر وَارْحَمْ، وَاعْفُ عَمَّا تَعْلَمْ وَأنْتَ الأعَزُّ الأكْرَم، اللَّهُمَّ رَبَّنا آتنا في الدُّنْيا حسنة وفي الآخرة حسنة وَقِنا عَذَابَ النَّارِ".^[٨]

أدعية أخرى مختارة في طواف الإفاضة

من الأدعية المختارة التي يُمكن للمسلم أن يدعو بها في طواف القدوم ما يأتي:

• (رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا).^[٩]
• (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ).^[١٠]
• (اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ).^[١١]
• (اللَّهُمَّ أَعِنَّا على ذِكرِكَ وشُكرِكَ وحُسنِ عِبادتِكَ).^[١٢]
• (اللَّهُمَّ إنَّا نَسألُكَ مُوجباتِ رَحمتِكَ، وعزائمَ مَغفرتِكَ، والسَّلامةَ مِن كُلِّ إثمٍ، والغَنيمةَ مِن كُلِّ بِرٍّ، والفوزَ بالجنَّةِ، والنَّجاةَ بعَونِكَ مِنَ النَّارِ).^[١٣]
• (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ النَّارِ وعَذابِ النَّارِ، وفِتْنَةِ القَبْرِ وعَذابِ القَبْرِ، وشَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى وشَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ قَلْبِي بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ، والمَأْثَمِ والمَغْرَمِ).^[١٤]
• (اللَّهُمَّ إنِّي أَسألُكَ مِنَ الخيرِ كُلِّهِ عاجِلِه وآجِلِه، ما عَلِمتُ منه، وما لمْ أَعلَمْ، وأَعوذُ بكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّه عاجِلِه وآجِلِه، ما عَلِمتُ منه، وما لمْ أَعلمُ، وأَسألُكَ الجنَّةَ، وما قَرَّبَ إليها مِن قَولٍ أوْ عَملٍ، وأَعوذُ بكَ مِنَ النَّارِ، وما قرَّبَ إليها مِن قولٍ أوْ عَملٍ، وأَسألُكَ خيرَ ما سَأَلَكَ عبدُكَ ورسولُكَ مُحمَّدٌ، وأَعوذُ بكَ مِن شرِّ ما استعاذَكَ منه عبدُكَ ورسولُكَ مُحمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَسألُكَ ما قَضيتَ لي مِنْ أمرٍ أنْ تَجعلَ عاقبتَهُ رُشدًا).^[١٥]