شروط الوقوف بعرفة

اشترط أهل العلم للوقوف بعرفة عدّة شروط، منها ما اتفق عليها، ومنها ما اشترطها بعض أهل العلم دون غيرهم، وفيما يأتي بيانها:[١]

  • اشترط الفقهاء لصحة الوقوف بعرفة أن يكون ذلك على أرض عرفات وهذا باتفاق الجمهور.
  • أن يكون الوقوف عرفة في الزمن المحدد له؛ وهو اليوم التاسع من ذي الحجة -يوم عرفة-، وليلة العاشر من ذي الحجة إلى طلوع الفجر، فمن طلع عليه الفجر ولم يقف بعرفة شيء فقد فاته الحج.
  • اشترط الشافعية أن يكون المُحرم أهلاً للعبادة؛ إذ لا يكفي عندهم الحضور لغير العاقل أو البالغ؛ كالمجنون والمغمى عليه والسكران، وقالوا بأنّ حجّ الصبي والمجنون يقع منهما من باب النافلة لا الفريضة.


أحكام الوقوف بعرفة

يعدّ الوقوف بعرفة الركن الأعظم في الحجّ؛ لذا لا بدّ من التعرّف على أحكامه على نحوٍ من التفصيل، وذلك بما يأتي:

حكم الوقوف بعرفة

أجمع الفقهاء على أنّ الوقوف بعرفة ركن من أركان الحج؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (الحجُّ عَرفاتٌ، الحجُّ عَرفاتٌ، الحجُّ عَرفاتٌ..ومن أدرَكَ عرفةَ قبلَ أن يطلُعَ الفجرُ فقد أدرَكَ الحَجَّ)،[٢] ولهذا عدّه أهل العلم الركن الأساسي للحج.[٣]


وقت بدء الوقوف بعرفة

يبدأ وقت الوقوف بعرفة من الزوال في اليوم التاسع يوم عرفة إلى طلوع فجر اليوم العاشر -أول أيام التشريق وهو أول أيام عيد الأضحى المبارك-، وذلك لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من أدرَكَ عرفةَ قبلَ أن يطلُعَ الفجرُ فقد أدرَكَ الحَجَّ)،[٢] ويُجزئ الوقوف بأيّ وقت كان ضمن هذين الزمنين، إلا أنّ الوقوف بعرفة في النهار يلزم منه استمرار الوقوف إلى ما بعد الغروب، اقتداء بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، وخروجاً من موضع الخلاف عند الفقهاء.[٤]


حدود عرفة

لجبل عرفة أربعة حدود؛ وهي:[٥]

  • الأول: ينتهي إلى حافة طريق المشرق.
  • الثاني: ينتهي إلى حافات الجبل الذي وراء أرض عرفة.
  • الثالث: ينتهي إلى البساتين التي تلي قرية عرفة.
  • الرابع: ينتهي إلى وادي عرنة؛ أمّا وادي عرنة ذاته فلا يُعدّ من عرفات، ولا يُجزئ الوقوف فيه.[٣]


وينبغي التنبيه إلى أنّ عرفة كلها موقف؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ)؛[٦] فأينما وقف الحاج في عرفة تحقق هذا الركن، وتجدر الإشارة إلى أنّ الممكلة السعودية قامت بوضع علامات تميز عرفة عن غيره، حتى يتنبّه الحجاج إلى ذلك، ولا يقع وقوفهم خارج حدوده.[٥]


سنن يوم عرفة

إنّ الناظر في هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- يجد سنناً كثيرة وردت عنه في يوم عرفة، ومن هذه السنن:[٧]

  • الاغتسال ليوم عرفة.
  • السير إلى عرفة بعد طلوع الشمس ليوم عرفة.
  • النزول بنمرة إن أمكن ذلك.
  • حضور خطبة يوم عرفة.
  • جمع صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم، مع قصرهما.
  • التوجه إلى جيل عرفة بعد الصلاة ليتحصل المكوث بأطول فترة ممكنة.
  • الفطر للحاج -عدم الصيام-؛ حتى يكون أقوى على أداء العبادات في هذا اليوم.
  • الطهارة من الحدث.
  • استقبال القبلة والتفرغ للدعاء.
  • الوقوف عند الصخرات التي وقف عندها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
  • الإكثار من التلبية والتكبير، والدعاء والاستغفار، وقراءة القرآن الكريم.
  • النزول من عرفة بعد غروب الشمس.
  • تجنب التدافع والإضرار بالآخرين.

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 317-318، جزء 45. بتصرّف.
  2. ^ أ ب رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالرحمن بن يعمر الديلي، الصفحة أو الرقم:2975، حسن صحيح.
  3. ^ أ ب وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 233، جزء 3. بتصرّف.
  4. عبد الله الخياط، ما يجب أن يعرفه المسلم عن دينه، صفحة 112. بتصرّف.
  5. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 224، جزء 2. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1218، صحيح.
  7. عبد الله طيار، الفقه الميسر، صفحة 65-66، جزء 4. بتصرّف.