العمرة عبادةٌ عظيمة القدر والأجر والأثر في الدنيا والآخرة، وهي شعيرةٌ من شعائر الله، وتعظيم العبد لها من تعظيمه لربه؛ وذلك لقول الله تعالى: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)،[١] والعمرة زيارة بيت الله الحرام، على وجهٍ مخصوصٍ؛ لتأدية مناسكها من الإحرام والطواف والسعي بين الصفا والمروة والحلق أو التقصير؛ تقُّربًا إلى الله عزّ وجلّ.[٢]


عظم أجر العمرة في رمضان

العمرة في رمضان تعدل حجَّةً مع النبيّ عليه الصلاة والسلام؛ وذلك لما رُوي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِامْرَأَةٍ مِنَ الأنْصَارِ، -سَمَّاهَا ابنُ عَبَّاسٍ فَنَسِيتُ اسْمَهَا-: ما مَنَعَكِ أنْ تَحُجِّينَ معنَا؟ قالَتْ: كانَ لَنَا نَاضِحٌ، فَرَكِبَهُ أبو فُلَانٍ وابنُهُ، لِزَوْجِهَا وابْنِهَا، وتَرَكَ نَاضِحًا نَنْضَحُ عليه، قالَ: فَإِذَا كانَ رَمَضَانُ اعْتَمِرِي فِيهِ، فإنَّ عُمْرَةً في رَمَضَانَ حَجَّةٌ أوْ نَحْوًا ممَّا قالَ[٣] ففي الحديث يروي ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّ النّبي -عليه الصلاة والسلام- سأل أم سنان الأنصاريّة رضي الله عنها، عن سبب عدم حجّها وذلك بعد عودته من حجّة الوداع؛ فأخبرته أنّ زوجها منعها؛ لأنّهما كانا لا يملكان إلا بعيرين فحجّ زوجها على بعيرٍ، وترك الآخر لسقيا أرضهما، فأخبرها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- مواسيًا لها عن عملٍ يعدل الحجّ في ثوابه، وهو العمرة في شهر رمضان، وليس المراد هنا أنّها تُسقط فرض الحجّ، وإن كان الظاهر ذلك، وإنّما المراد أنّها تعدل ثواب الحجّ أو ثواب حجَّةٍ مع النبيّ عليه الصلاة والسلام، وهذا دليلٌ على أنّ ثواب العمل يزيد بشرف الوقت، وهو فضلٌ من الله تعالى على عباده.[٤]


أهمية العمرة وفضلهما

وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة صحيحةٌ ثابتةٌ تدل عظم أجر العمرة نذكر منها ما يلي:[٥][٦]

  1. المتابعة بين العمرة والحج تنفيان الفقر والذنوب، وقد روي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: "تابِعوا بين الحَجِّ والعُمْرَة؛ فإنَّهما ينفيانِ الفقرَ والذُّنوبَ كما ينفي الكِيرُ خبَثَ الحديدِ والذَّهَبِ والفِضَّةِ، ولَيسَ للحجَّةِ المَبرورةِ ثَوابٌ إلَّا الجنَّةُ".[٧]
  2. العمرة إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما، وقد روي عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عنه- أنَّ رسولَ الله -عليه الصلاة والسلام- قال: "العُمْرَةُ إلى العُمْرَة كفَّارةٌ لِما بينهما، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ".[٨]
  3. فيها إكرام من الله تعالى لضيوفه؛ لما رُوي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: "الغازي في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، والحاجُّ والمعتمِرُ، وفْدُ اللهِ دعاهم فأجابوهٌ، وسألُوهُ فأعطاهم".[٩]
  4. ما ورد في أجر نفقة العمرة فيما روته أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال لها في عمرتها: "إنَّ لك من الأجرِ على قدرِ نصَبِك ونفقتِك".[١٠]

المراجع

  1. سورة الحج، آية:32
  2. "تعريف العمرة وحكمها"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2021. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، الصفحة أو الرقم:1782.
  4. "شرح حديث إن عمرة في رمضان تعدل حجة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 26/11/2021. بتصرّف.
  5. "تعريف الحج والعمرة وفضلهما"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 25/11/2021.
  6. "فضل العمرة وثوابها"، إسلام أون لاين. بتصرّف.
  7. رواه الالباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2901، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1773، صحيح.
  9. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4171، صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1211، صحيح.