كيف تكون طريقة الإحرام للنساء في الحج؟

كيف تكون طريقة الإحرام للنساء في الحج؟

يكون إحرام المرأة بعقد نية الدخول في نسك الحج في قلبها، فعند وصول المرأة أحد المواقيت المكانية المحددة للإحرام منها؛ كذي الحليفة والجحفة ونحوهما، وجب عليها أن تنوي فعل الحج، وتحرم به، ويستحب أن تتلفظ النية بلسانها؛ فتقول إن كانت تريد الإفراد بالحج: "لبيك حجّاً"، أو "لبيك اللهم حجّاً"، وإن كانت تريد القران في الحج؛ بأن تجمع بين نسكي الحج والعمرة معاً، فتقول: "لبيك عمرة وحجًّا"، أو "اللَّهم لبيك حجًّا وعمرةً"، أو "لبيك اللهم عمرةً في حجَّةٍ"، وإن كانت تريد التمتع في الحج؛ بأن تحرم العمرة أولاً، ثم تحرم بالحج بعد التحلل من العمرة، فتقول: "لبيك عمرة"، أو "لبيك اللهم عمرة".^[١]

ويستحب للمرأة أن يكون إحرامها للحج وعقد نيتها وهي مستقبلة القبلة بعد أداء الصلاة، فإن كان في وقت صلاة الفريضة، كصلاة الظهر مثلاً، فإنها تصلي الظهر ثم تحرم، وإذا لم يكن إحرامها في وقت الفريضة، فيجوز لها أن تصلي ركعتيْ نافلة تنوي بهما سنة الوضوء، أو تحية المسجد، ثم تحرم، ويفضل أن تتلفظ وتهلّ بإحرامها بعد ركوبها الدابة أو الراحلة؛ كالسيارة ونحوها؛ اقتداءً بفعله -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث جاء عن ابن عمر-رضي الله عنهما: (ما أَهَلَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إلَّا مِن عِندِ الشَّجَرَةِ حِينَ قَامَ به بَعِيرُهُ).^[٢][٣]

ويستحب للمرأة بعد الانتهاء من إحرامها أن تلبّي وتكثر منها، دون أن ترفع صوتها بها؛ فتسمع نفسها فقط، فالتلبية شعار الحج والعمرة، ومن صيغتها: (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لكَ وَالْمُلْكَ، لا شَرِيكَ لكَ).^[٤][٥]

أمور يسنّ فعلها قبل الإحرام (سنن الإحرام)

يسنّ للمرأة فعل عدة أمور قبل أن تعقد نيتها وتدخل في نسك الحج، وهي من باب التهيؤ لهذه العبادة العظيمة، وتُعرف بسنن الإحرام؛ حيث يستحب لها عند وصولها الميقات أن تتنظف؛ وتغتسل، فتقلم أظافرها، وتأخذ من شعر الإبط والعانة، إن احتاجت لذلك، وتطيّب بدنها دون ثيابها، فتقبل على العبادة بطهارةٍ ونظافةٍ.^[٦]

لباس المرأة بعد إحرامها

يجوز للمرأة بعد أن تحرم أن تلبس ما شاءت من الثياب المباح لبسها، فليس هناك لباس خاص للإحرام لها كالرجل، إلا أنه يشترط أن يكون لباسها لباساً شرعياً ملتزمة به بالضوابط والشروط الشرعية في اللباس؛ فيكون ساتراً محتشماً، واسعاً فضفاضاً، لا يصف جسمها ولا يكشف عورتها، فلا يكون شفافاً أو فيه زينة تلفت أنظار الرجال.^[٧]

كيفية إحرام المرأة الحائض أو النفساء

تحرم الحائض والنفساء من النساء كما تحرم المرأة الطاهرة؛ لأن الإحرام لا يشترط له الطهارة، كما يسنّ لها التنظف والاغتسال، فقد أمر -عليه الصلاة والسلام- أسماء بنت عميس -رضي الله عنها- عندما كانت نفساء بعد ولادتها ابنها محمد في ذي الحليفة أن تغتسل للنظافة، فجاء في الحديث: (حتَّى أَتَيْنَا ذَا الحُلَيْفَةِ، فَوَلَدَتْ أَسْمَاءُ بنْتُ عُمَيْسٍ مُحَمَّدَ بنَ أَبِي بَكْرٍ، فأرْسَلَتْ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: كيفَ أَصْنَعُ؟ قالَ: اغْتَسِلِي، وَاسْتَثْفِرِي بثَوْبٍ وَأَحْرِمِي)،^[٨] وتبقى المرأة على إحرامها، وتؤدي مناسك الحج وأعماله إلا أنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر، لاشتراط الطهارة لأدائه، فإذا طهرت واغتسلت تطوف وتكمل نسك الحج به.^[٩]

ما يترتب على المرأة بعد إحرامها

يلزم المرأة عند إحرامها أن تجتنب محظورات الإحرام، فيجب أن تكشف وجهها وكفيها، فلا تلبس النقاب والقفازين، حيث جاء في الحديث: (ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ)،^[١٠] كما يحرم عليها التطيب والتعطر، والجماع ومقدماته، والصيد، وعقد النكاح، وتقليم الأظافر، وأخذ شيء من الشعر من جميع أجزاء بدنها، فكل ذلك من محظورات الإحرام التي يجب على المحرمة اجتنابها فترة إحرامها حتى تتحلل.^[١١]