متى يفك الإحرام في الحج؟
يفكّ إحرام الحاج بالتحلّل الأصغر والأكبر، حيث اتفق الفقهاء على أن في الحج تحلّليْن؛ تحلّل أصغر أو أول، وتحلّل أكبر أو ثاني، وبالتحلّل الأصغر والأكبر يفكّ إحرام الحاج، ويحّل له كل ما كان محظوراً من محظورات الإحرام في إحرامه، ويصبح رجلاً أو امرأة حلالاً؛ أي غير محرم، ويحصل التحلل الأصغر والأكبر بفعل أعمال من مناسك الحج؛ فالتحلل متعلق بثلاثة أعمال من الحج؛ رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة،[١][٢] وآتياً التفصيل في ذلك:
ما يحصل به التحلل الأصغر (الأول)
يحصل التحلل الأول بفعل اثنين من ثلاثة أعمال؛ رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة، فإن فعل اثنيْن من هذه الثلاثة، فقد تحلّل التحلل الأول من إحرامه بالحج، وقد دلّ على ذلك ما جاء في حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (طَيَّبْتُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدَيَّ هَاتَيْنِ حِينَ أحْرَمَ، ولِحِلِّهِ حِينَ أحَلَّ قَبْلَ أنْ يَطُوفَ. وبَسَطَتْ يَدَيْهَا)،[٣] حيث أخبرت السيدة عائشة أنها قامت بوضع الطيب على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدما تحلّل من إحرامه قبل أن يطوف الطواف الإفاضة، فدل ذلك أن حصل التحلل الأول قبل الطواف، وذلك برمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير.[٤][٥]
وقال بعض أهل العلم أن التحلل الأول يحصل بفعل رمي جمرة العقبة فقط، حيث جاء في الحديث: (إذا رمى أحدُكم جمرةَ العقَبةِ ، فقد حلَّ له كلُّ شيءٍ إلا النساءَ)،[٦][٤]ويترتب على هذا التحلل إباحة كل محظورات الإحرام؛ من طيبٍ، وقصّ الأظافر، وصيدٍ، ولباسٍ، وتغطية الرأس، ولبس النقاب والقفازين، ونحوه، وحلّها باستثناء الجماع ودواعيه، فإنه يبقى محظوراً حتى التحلّل الثاني.[٥]
ويستحب فعل هذه الأعمال مرتبة؛ اقتداءً بفعله -صلى الله عليه وسلم-، فجاء عنه أنه رمى، ثم نحر، ثم حلق، ثم طيّبته عائشة، ثم طاف طواف الإفاضة، كما يستحب للحاج بعد تحلله الأول أن يغتسل ويتنظف ويتطيب ويلبس ثيابه، ثم يتوجه إلى الحرم ليطوف طواف الإفاضة، ومن الجدير بالذكر أن على المتمتع والقارن نحر الهدي؛ لأنه واجب عليهما؛ خلافاً للمفرد فهو سنة في حقه، ويكون ترتيبه بعد النحر كما تم بيانه.[٧]
ما يحصل به التحلل الأكبر (الثاني)
يحصل التحلل الثاني بفعل العمل الثالث من الأعمال الثلاثة السابقة، فإذا رمى جمرة العقبة وحلق أو قصّر، يكون قد بقي عليه طواف الإفاضة، وبإتمامه فقد تحلّل التحلل الثاني، ويحلّ له الجماع ودواعيه، ومما تجدر الإشارة إليه أنه يلزم على الحاج أن يسعى بين الصفا والمروة بعد طواف الإفاضة، إذا لم يكن قد سعى بعد طواف القدوم، أو كان عليه سعي، وبذلك يكون الحاج قد تحلّل تحللاً كاملاً من إحرامه، وأصبح حلالاً وأبيح له جميع المحظورات بلا استثناء.[٤][٥]
المراجع
- ↑ أحمد حطيبة، شرح كتاب الجامع لأحكام العمرة والحج والزيارة، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ "الفصل الخامس: التحلُّل الأوَّل"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 24/11/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1754، حديث صحيح.
- ^ أ ب ت وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2289-2290. بتصرّف.
- ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 175. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:578 ، حديث صحيح.
- ↑ "التحلل الأول والثاني في الحج"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 24/11/2022. بتصرّف.