أعمال الميقات المستحبة للعمرة

هناك العديد من الأعمال التي يُسنّ للمعتمر فعلها عند وصوله إلى الميقات، ويُستحبّ أن يفعلها اقتداءً بالنبيّ -صلى الله عليه وسلم- ولنيل الأجر والثواب، وهذه الأعمال هي:[١]

  • التنظّف

يُستحبّ لمن أراد العمرة أن يحرص على النظافة قبل إحرامه، فيُقلّم أظافره، وينتف إبطه، ويحلق عانته، ويقصّ شاربه، وكلّ هذه من سُنن الفطرة التي ثبتت في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الفِطْرَةُ خَمْسٌ: الخِتانُ، والِاسْتِحْدادُ، ونَتْفُ الإبْطِ، وقَصُّ الشَّارِبِ، وتَقْلِيمُ الأظْفارِ).[٢]


  • الاغتسال

يُسنّ الاغتسال في الميقات قبل الإحرام، فعن زيد بن ثابت -رضي الله عنه-: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ تَجرَّدَ لإِهْلالِهِ واغتسَلَ)،[٣] ويتجرّد الرجل من ثيابه ليلبس الرداء والإزار استعداداً للإحرام، ويُستحبّ أن يكونا أبيضين، أمّا المرأة فتلبس ما شاءت من الثياب السّاترة والشرعية، والاغتسال قبل الإحرام سُنَّةٌ للرجال والنّساء.


بل إنّ الحائض والنفساء تغتسلان أيضاً رغم أنّ ذلك لا يرفع عنهما الحدث، بدليل ما ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (نُفِسَتْ أَسْمَاءُ بنْتُ عُمَيْسٍ بمُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ بالشَّجَرَةِ، فأمَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ، يَأْمُرُهَا أَنْ تَغْتَسِلَ وَتُهِلَّ).[٤]


  • التطيّب للرجال

يُسنّ للرجل أن يُطيّب بدنه بالطّيب قبل إحرامه؛ كدهن العود أو غيره، ولا حرج إن بقي الطيب على بدنه بعد إحرامه، ولكن لا يجوز له أن يُطيّب ثياب إحرامه أبداً، لأنّ الرائحة تلتصق وتبقى به بخلاف البدن، ويدلّ على استحباب التطيّب قبل الإحرام قول عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا أَرَادَ أَنْ يُحْرِمَ، يَتَطَيَّبُ بأَطْيَبِ ما يَجِدُ، ثُمَّ أَرَى وَبِيصَ الدُّهْنِ في رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ، بَعْدَ ذلكَ).[٥]


  • أن يكون الإحرام بعد صلاة

يُستحبّ لمن أراد الإحرام أن يُحرم بعد صلاة الفريضة، فإن لم يكن الوقت وقت صلاة فريضة توضّأ ونوى أن يُصلّي ركعتين سنّة وضوء، ثمّ يُحرم بعدهما.


  • التلبية بعد الإحرام

يُسنّ للمحرم بعد إحرامه التلبية، فيقول: (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لكَ والمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ)،[٦] وهو قول الشافعية والحنابلة.[٧]


أعمال الميقات الواجبة للعمرة

بعد الانتهاء من أداء الأعمال المستحبّة في الميقات يجب على مَن أراد العمرة أن يفعل ما يأتي:[٨]


الإحرام من الميقات

الإحرام هو نيّة الدخول في النّسك، ولا يصحّ الإحرام بدون نية، فيعقد المسلم نيّة الإحرام بالعمرة، ويجب أن يكون موضع ذلك من الميقات، فإن تجاوز الميقات ثمّ رجع إليه وأحرم منه صحّ إحرامه ولا شيء عليه، أمّا إن تجاوز الميقات دون إحرام ثمّ أحرم ولم يرجع إليه فقد ارتكب محظوراً من محظورات الإحرام، وتجب عليه الفدية بذبح شاة وتوزيع لحمها على فقراء مكّة، ويأثم إن كان متعمِّداً فعل ذلك.[٨]


التجرّد من المخيط للرجال

يجب على الرجل أن يتجرّد من المخيط بعد إحرامه، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: (يَا رَسولَ اللَّهِ، ما يَلْبَسُ المُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ؟ قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَا يَلْبَسُ القُمُصَ، ولَا العَمَائِمَ، ولَا السَّرَاوِيلَاتِ، ولَا البَرَانِسَ، ولَا الخِفَافَ إلَّا أحَدٌ لا يَجِدُ نَعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، ولْيَقْطَعْهُما أسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ، ولَا تَلْبَسُوا مِنَ الثِّيَابِ شيئًا مَسَّهُ الزَّعْفَرَانُ أوْ ورْسٌ).[٩][٨]


والتجرّد من المخيط قبل الإحرام سُنّة، أما بعد الإحرام فهو واجب، وإذا نوى الرجل الإحرام وهو لابسٌ للمخيط صحّ إحرامه، ووجب عليه أن ينزع المخيط مباشرةً،[١٠] أمّا المرأة فتمتنع عندما تُحرم عن لبس النقاب والقفّازين، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَتَنَقَّبِ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ)،[١١] ولكن يجوز لها أن تُسدل على وجهها شيئاً إذا مرّت من جانب الرجال.[١٢]

المراجع

  1. سعيد بن وهف القحطاني، العمرة والحج والزيارة في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 38-40. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6297، صحيح.
  3. رواه ابن خزيمة، في صحيح ابن خزيمة، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم:274، أخرجه في صحيحه.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1209، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1190، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1549، صحيح.
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 88، جزء 2. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 30، جزء 4. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1543، صحيح.
  10. صالح الفوزان، الملخص الفقهي، صفحة 415، جزء 1. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1838، صحيح.
  12. مصطفى العدوي، دروس للشيخ مصطفى العدوي، صفحة 62، جزء 37. بتصرّف.