ما هو الإحرام في العمرة؟

الإحرام هو أحد أركان العمرة الثلاثة عند جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة، وهو شرطٌ للعمرة عند الحنفية، والإحرام هو نية الدخول في العمرة عند جمهور الفقهاء، ويتم الإحرام من خلال عقد النية في القلب مع النطق بها، بأن يقول: نويت العمرة أو أحرمت بالعمرة لله -تعالى- أو اللهمّ لبيك عمرة، وزاد الحنفية على كيفية الإحرام اقتران التلبية فيه لانعقاده، فيجب عندهم أن يقوم المُحرم بالتلبية أو ما يقوم مقامها مع نية الإحرام، والتلبية هي أن يقول: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ"، أما الجمهور فلم يشترطوا التلبية لانعقاد الإحرام وإنما هي مستحبة عندهم.[١][٢]


شروط الإحرام في العمرة

شروط الإحرام في العمرة هي نفسها شروط الإحرام في الحج، فالإحرام هو نية الدخول في مناسك الحج أو العمرة،[٣] وقد اشترط الفقهاء لصحة الإحرام شرطين اثنين، هما: الإسلام، والنية، فلا يصح الإحرام من غير المسلم، لأنه غير مطالب بالأوامر الشرعية، فهو غير داخل في خطاب المؤمنين ولا تقبل منه العبادة، ولا يصح الإحرام بدون نية، لأن الإحرام عبادة، والنية شرطٌ لصحة العبادة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى"،[٤] وقد زاد الحنفية شرطاً ثالثاً وهو التلبية أو ما يحل محلها، وقد اتفق الفقهاء على أنه لا يشترط تعيين النية في حجة الفرض أو عمرة الفرض عند من يقول بفرضيتها، فإذا أطلق النية ولم يكن قد قام بالفريضة من قبل فتقع النية عنها.[٥]


واجبات الإحرام للعمرة

تنحصر واجبات الإحرام للعمرة في أمرين اثنين، هما: الإحرام من الميقات، وعدم فعل شيء من محظورات الإحرام، وفيما يأتي بيان كل منهما.[٦]


الإحرام من الميقات

ينقسم الميقات إلى قسمين وهما:[٧]

  • الميقات الزماني: والمقصود به الوقت الذي يجوز فيه الإحرام بالعمرة، فالميقات الزماني للعمرة هو جميع أيام السنة، فيجوز للمسلم أن يفعلها في أي وقت من الأوقات باستثناء المحرم بالحج، وهي في شهر رمضان أفضل من غيره، وانفرد الحنفية خلافاّ للجمهور بالقول بكراهة العمرة في يوم عرفة والأيام الأربعة التي بعده كراهةً تحريمية.
  • الميقات المكاني: وهو المكان الذي حدده الرسول -صلى الله عليه وسلم- للإحرام وابتداء العبادة تعظيماً لله -تعالى- ولبيته الحرام، وتختلف المواقيت باختلاف مواقع الأشخاص المريدين للحج أو العمرة، فهناك ميقات للآفاقي وهو الشخص الذي يسكن خارج منطقة المواقيت في أي بقعة من بقاع الأرض، وميقات للميقاتي وهو الشخص الذي يسكن في منطقة المواقيت وما بعدها باتجاه مكة، وميقات للحَرَمي والمكي وهما من يسكن في منطقة الحرم ومن يسكن خارج الحرم في مكة.


اجتناب محظورات الإحرام

وهي أمور يحرم على المحرم فعلها حتى تنتهي العمرة أو الحج، ومنها:[٨][٩]

  • لبس المخيط للرجال فقط.
  • حلق الشعر.
  • قص الأظافر.
  • وضع العطر.
  • تغطية الرأس للرجال فقط.
  • ستر الوجه للمرأة.
  • لبس القفازات للمرأة.
  • قتل الحيوانات البرية المأكولة، أو المساعدة في قتلها.
  • الجماع ومقدماته.
  • الحديث عن الجماع وهو الرفث.
  • الغيبة والنميمة والكلام الآثم وهو الفسوق.
  • الجدال.


المواقيت المكانية للحج والعمرة

المواقيت المكانية للحج والعمرة خمسة، وهي لكل من كان يسكن خارج مكة وخارج منطقة المواقيت وهو من يسمى بالآفاقي، وأما من كان يسكن ضمن منطقة المواقيت وهو من يسمى بالميقاتي فيجوز له أن يحرم من أي مكان فيها، وأما بالنسبة لمن يسكن في مكة والحرم وهما المكي والحرمي فيحرمان من مكة من أي مكان خارج الحرم ولو بخطوة واحدة، ولا يجوز للحاج أو المعتمر تجاوز المواقيت دون إحرام، فإذا تجاوزها بدون إحرام فيجب عليه الرجوع إليها والإحرام منها، والمواقيت الخمسة لأهل الآفاق هي:[٧][١٠]

  • ذو الحُليفة: وهو ميقاتٌ لأهل المدينة ولكل من مرّ بها، وهو يبعد عن مكة المكرمة حوالي 420 كيلو متر.
  • الجُحفة: وهو ميقاتٌ لأهل الشام ومصر وتركيا والمغرب وما حولها ولكل من مر بها، وهو يبعد عن مكة حوالي 186 كيلو متر، وفي الوقت الحاضر يُحرم الناس من منطقة رابغ بالقرب منها.
  • يَلَمْلَم: وهو ميقاتٌ لأهل اليمن وما حولها ولكل من مر بها، وهو يبعد عن مكة حوالي 120 كيلو متر، ويسمى حالياً بالسعدية.
  • قرن المنازل: وهو ميقاتٌ لأهل نجد والطائف وما حولها ولكل من مر بها، وهو يبعد عن مكة حوالي 75 كيلو متر، ويعرف حالياً بالسيل الكبير.
  • ذات عِرْق: وهو ميقاتٌ لأهل العراق وما حولها ولكل من مر بها، ويبعد عن مكة حوالي 100 كيلو متر، ويسمى الضريبة.


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 318-319. بتصرّف.
  2. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2182. بتصرّف.
  3. عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 578. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1، حديث صحيح.
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 130. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 319. بتصرّف.
  7. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 319-320. بتصرّف.
  8. عبد الرحمن السعدي، منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين، صفحة 130. بتصرّف.
  9. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 320-321. بتصرّف.
  10. محمد بن إبراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 655-656. بتصرّف.