دعاء نية العمرة
صيغة الدعاء بنية العمرة
لا يصحّ الإحرام بالعمرة إلا بالنيّة، ومكان النيّة هو القلب، واستحبّ الكثير من العلماء النطق بها، ويُمكن الدّعاء عند نيّة العمرة بأي صيغةٍ تدلّ على ذلك، ومنه قول:[١]
- "نويت العمرة وأحرمت بها لله تعالى".
- أو "لبّيك اللهمّ عمرة خالصةً لوجهك الكريم".
- أو "اللهم إني أريد العمرة، فيسِّرها لي وتقبّلها مني".
- إذا نوى المرء العمرة عن غيره فإنّه يدعو ويقول:
- "نويت العمرة عن فلان وأحرمت بها لله تعالى".
- أو "لبّيك اللهم عمرةً عن فلان خالصة لوجهك الكريم"، ونحو ذلك.
أحكام تتعلّق بنية العمرة ودعائها
هناك العديد من الأحكام المهمّة المتعلّقة بنيّة العمرة ودعائها، وتوضيح ذلك فيما يأتي:[١]
- لا ينعقد إحرام المسلم إلا بالنيّة، لأنّ الإحرام عبادةٌ مَحْضة، ولقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى).[٢]
- اتّفق الفقهاء على أنّ مَن نوى العمرة وقرنها بفعلٍ أو قولٍ من خصائص الإحرام فإنّه يصير مُحرِماً بذلك.
- ينعقد الإحرام بالنيّة وحدها عند جمهور الفقهاء، بينما لا ينعقد بها وحدها عند الحنفية، بل لا بُدّ أن يقرنها صاحبها بقولٍ أو فعلٍ من خصائص الإحرام؛ كالتلبية، أو لبس ملابس الإحرام والتجرّد من المخيط، ونحوها من الأفعال.
- مكان النيّة هو القلب، واستحبّ الكثير من أهل العلم النّطق بما يدلّ عليها، لأنّه أبعد عن السّهو، ولقول أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (خرَجنا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إلى مَكَّةَ، فسَمِعْتُهُ يقولُ: لبَّيكَ عُمرةً وحجَّةً).[٣]
حكم من نوى الإحرام بالعمرة دون دعاء
فرّق أهل العلم بين نيّة الإحرام بالعمرة والتلفّظ بها أو التلبية معها، فالنيّة مكانها القلب، وهي الجزم بالإحرام والدّخول في نسك العمرة، أمّا التلفّظ بها فهو كقول: "لبّيك اللهم عمرة" أو ما سبق ذكره من الأدعية في النقاط السابقة، فمَن عقد في قلبه نيّة الدّخول في نسك العمرة دون أن يتلفّظ أو يدعو بها صحّ إحرامه، ولا شيء عليه عند جمهور الفقهاء -كما أسلفنا-، لأنّ التلفّظ والتلبية عندهم مستحبّة لا واجبة.[٤]
التلبية بعد نية العمرة
صيغة التلبية بعد نية العمرة
يُستحبّ لمن أراد الإحرام بالعمرة أن يقول بدايةً قبل التلبية: "لبّيك اللهمّ عمرة"، ثمّ يُلبّي فيقول: "لبيكَ اللَّهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إن الحمد والنعمة لك والمُلْك، لا شريك لك"،[٥] فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: (أنَّ تَلْبِيَةَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لكَ والمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ)،[٦] ويُستحبّ الإكثار منها بعد الإحرام طول الطريق إلى حين دخول مكّة ورؤية الكعبة، ويُسنّ للرجل أن يرفع صوته بها، أمّا المرأة فتُخفض صوتها بالتلبية.[٧]
حكم التلبية في إحرام العمرة
تعدّدت آراء الفقهاء في حكم التلبية في الإحرام، وتوضيح أقوالهم فيما يأتي:
- القول الأول: التلبية سُنَّةٌ في الإحرام
ذهب الشافعية والحنابلة إلى القول بأنّ التلبية من سنن الإحرام، ومن تركها لا شيء عليه، واستدلّوا بقول ابن عمر -رضي الله عنه-: (سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُهِلُّ مُلَبِّدًا يقولُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لكَ والمُلْكَ، لا شَرِيكَ لكَ)،[٨] فقالوا إنّ التلبية ذِكرٌ، فلم تجب كسائر أذكار العمرة.[٩]
- القول الثاني: التلبية واجبةٌ في الإحرام
قال ابن حجر العسقلاني -رحمه الله- في فتح الباري في معرض ذكره لأقوال أهل العلم والفقهاء في حكم التلبية: "... ومنها أنّها وَاجِبَةٌ، وَيَجِبُ بِتَرْكِهَا دَمٌ، حكاه الْخَطَّابِيُّ عَنْ مَالِكٍ وَأَبِي حَنِيفَةَ".[١٠]
المراجع
- ^ أ ب وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2181-2183، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1، صحيح.
- ↑ رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2420، صححه الألباني.
- ↑ "الفرق بين الإحرام الذي هو نية الدخول في النسك والتلفظ والتلبية به"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 14/5/2023. بتصرّف.
- ↑ النووي، الأذكار، صفحة 192. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1549، صحيح.
- ↑ "مواضع وصيغ الدعاء في العمرة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 14/5/2023. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5915، صحيح.
- ↑ "التلبية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 14/5/2023. بتصرّف.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، صفحة 411، جزء 3.