الدعاء عند شرب ماء زمزم

ماء زمزم ماءٌ مبارك، وقد قال أهل العلم إنّ الدعاء بعد شربه تُرجى إجابته بإذن الله، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ماءُ زمزمَ لما شُربَ له)،[١] ولم يثبت عن النبيّ الكريم صيغة دعاءٍ معيَّنٍ عند شرب ماء زمزم، ولكن يُشرع للمسلم عموماً أن يدعو بحاجته عند شربه للحديث السابق، فينوي نيةً صالحة ويدعو الله بما أحبّ من الأدعية المأثورة وغيرها.[٢]


أدعية مأثورة مختارة وجامعة

يجوز للمسلم أن يدعو الله -تعالى- عند شربه من ماء زمزم بما شاء من الأدعية المأثورة الجامعة لخيريّ الدنيا والآخرة، ونذكر بعض الأدعية المختارة فيما يأتي:

  • (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٣]
  • (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا).[٤]
  • (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي).[٥]
  • (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ).[٦]
  • (اللهم إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى).[٧]
  • (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي).[٨]
  • (اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحزَن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضَلَع الدَّين، وغلَبة الرجال).[٩]
  • (اللَّهمَّ أَصْلِحْ لِي دِيني الَّذي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتي الَّتي فِيها مَعَادي، وَاجْعلِ الحيَاةَ زِيادَةً لِي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الموتَ راحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍ).[١٠]


أدعية أخرى عامّة

يُشرع للمسلم عند شرب ماء زمزم أن يدعو الله -تعالى- بما شاء من حاجاته وبأيّ صيغةٍ مناسبة، فباب الدعاء واسع، فيذكر حاجته، ويوقن بالإجابة، ويُحسن الظنّ بالله -تعالى-، ومن الأدعية العامّة المختارة في هذا الباب ما يأتي:

  • اللهمّ إنّه قد بلغني أنّ نبيّك الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم- قال إنّ هذا الماء لِما شُرب له، اللهمّ فاقضِ حاجتي، وآتِني سؤلي، وحقّق لي فيما يُرضيك مُناي، وأجب دعواتي.
  • اللهمّ إنّي أسألك أن توسّع علي في رزقي، وتُبارك لي فيه، وترزقني الرزق الحلال الواسع الطيّب الكثير من حيث لا أحتسب.
  • اللهم يا مَن جعلت في هذا الماء شفاءً وخيراً وبركة اشفِني وعافني شفاءً لا يُغادر سقماً.
  • اللهم ارزقني الحجّ والعمرة مراتٍ عديدة، وسنواتٍ مديدة.
  • اللهمّ يا رحمن يا رحيم فرِّج همّي، ويسِّر أمري، واقضِ حاجتي، وألهمني الصواب والرُّشد.
  • اللهمّ يا واسع يا حفيظ إنّي استودعتك أدعيةً فاض بها قلبي، فأجِبها يا كريم، وأعطني ما تمنّيت.
  • اللهمّ احفظ لي أهلي وذريّتي وأحبّتي، ولا تُريني فيهم بأساً يُحزنني، وارزقهم دوام الصحة والعافية.
  • اللهمّ إني أسألك أن تُنير دربي بالهداية، وتثبّتني على دينك.
  • اللهم زدني علماً بك، وتقرُّباً إليك، وارزقني حبّك، وحبّ كلّ عملٍ يُقرّبني إليك.


مشروعية الدعاء عند شرب زمزم وفضله

يُسنّ للمسلم عند الشرب من ماء زمزم أن ينوي حاجته، ولا يُشترط الدعاء بلفظٍ معيّن، فإذا دعا بشيءٍ معيَّنٍ يُريده فلا بأس، وقد عمل بذلك العديد من السلف والعلماء والأئمة، ودليل مشروعيّته الحديث النبوي: (ماءُ زمزمَ لما شُربَ له)،[١] وقد قال النووي -رحمه الله-: "معناه: من شربه لحاجة نالها، وقد جربه العلماء والصالحون لحاجات أخروية ودنيوية، فنالوها بحمد الله -تعالى- وفضله".[١١]


ويُستحبّ أيضاً للحاجّ أو المعتمر إذا فرغ من الطواف أن يتوجّه إلى ماء زمزم بقصد الشرب منه والتضلّع، ويدعو عند ذلك ويذكر حاجته، وبالرغم من أنّ الحديث السابق قد اختلف المحدّثون في حُكمه بين تصحيحٍ وتضعيفٍ إلا أنّ أهل العلم يعملون به ويحثّون عليه، لِما جاء في شأن هذا الماء من الأحاديث العامّة أيضاً، ونذكر بعض الأمثلة على عمل السلف به فيما يأتي:[١٢]


  • رأى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- رجلاً يشرب ماء زمزم، فقال له: "هل تدري كيف تشرب من ماء زمزم"؟ فسأله الرجل عن صفة ذلك، فقال: "إذا أردت أن تشرب من ماء زمزم فانزع دلوا منها ثم استقبل القبلة، وقل: بسم الله، وتنفس ثلاثا حتى تضلّع، وقل: اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء".


  • قال الحسن بن عيسى -رحمه الله-: "رأيت ابن المبارك دخل زمزم، فاستقى دلواً واستقبل البيت ثم قال: اللهم إن عبد الله بن المؤمل حدثني عن أبي الزبير عن جابر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ماء زمزم لما شرب له» اللهم إني أشربه لعطش يوم القيامة فشرب"، وهذا يدلّ على مشروعية شربه لأي حاجة، سواء كانت دنيوية أم للآخرة، لعموم الحديث النبوي في شأن هذا الماء، فصيغة "لِما شُرب له" تدلّ على العموم.


  • شَرِب الكثير من الصحابة والتابعين والعلماء من هذا الماء للعديد من الحاجات والمقاصد الحسنة، فمنهم من كان يشربه بنية حفظ القرآن، ومنهم مَن شربه ليرزقه الله الذريّة الصالحة، أو لزيادة الفهم والعلم، أو لتفريج الهمّ، وغير ذلك من الحاجات، وقُضِيت لهم بفضل الله -تعالى-.

المراجع

  1. ^ أ ب رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:2502، صححه الألباني.
  2. "الدعاء عند شرب ماء زمزم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 10/5/2023. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:201
  4. سورة الفرقان، آية:74
  5. سورة طه، آية:25-28
  6. سورة النمل، آية:19
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن مسلم، الصفحة أو الرقم:2721، صحيح.
  8. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن طارق بن أشيم الأشجعي، الصفحة أو الرقم:2697 ، صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6369، صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2720، صحيح.
  11. "هل يدعو عند الشرب من زمزم سرا أم جهرا؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 10/5/2023. بتصرّف.
  12. "أثر شرب ماء زمزم في خدمة السنة النبوية"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 10/5/2023. بتصرّف.