معلومات عن يوم التروية

التعريف بيوم التروية

يعدّ اليوم الثامن من شهر ذي الحجة هو يوم التروية، وقد سمي بذلك -على المشهور عند أهل العلم- لأنّ الحُجّاج كانوا يتروّن فيه من الماء، ويحملونه معهم من مكة المكرمة إلى عرفات؛ إذ لم يكن الماء متوفراً في جميع الأماكن كما هو الحال في هذا الزمان، كما سُمّي يوم التروية بيوم النُّقْلَةُ؛ لانتقال الحُجّاج إلى منى؛ ففي حديث جابر -رضي الله عنه-: (فَلَمَّا كانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ تَوَجَّهُوا إلى مِنًى، فأهَلُّوا بالحَجِّ، وَرَكِبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَصَلَّى بهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، وَالْفَجْرَ).[١][٢]


أعمال يوم التروية

يُستحب للحاجّ في هذا اليوم الاغتسال، والتطيّب لمن كان متمتعاً وذلك قبل الإحرام، ومن بعدها يعقد نيّة الإحرام، أمّا المفرد والقارن فهما على إحرامهما باقيان؛[٣] ومن بعد ذلك تبدأ أعمال يوم التروية، والتي تتلخص بما يأتي:

  • التلبية؛ يُستحب للحاجّ بعد الاغتسال أن يلبي للحجّ بصوت مسموع، قائلاً: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، لبيك"، وبالنسبة للمرأة فتلبي بصوت تُسمع نفسها فيه، فلا ترفعه كالرّجال.[٤]
  • الخروج إلى منى، مع قصر الصلاة والمبيت فيها؛ إذ من السنة الخروج من مكة المكرمة، والنزول بمنى؛ ويصلي فيها الحاجّ الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، وفجر اليوم التالي؛ ويستحب له قصر الصلاة الرباعية فيها، دون الجمع إذ لا حاجة فيه، وكل ذلك من السنن لا من واجبات الحج ولا من فرائضه؛ لأنّ من الحجاج من ينطلق إلى عرفات مباشرة دون المبيت بمنى خشية الزحام، ولكنّ الأفضل والأكمل القيام بها على النحو الذي قام به النبي -صلى الله عليه وسلم-.[٥]


فضل يوم التروية

إنّ فضل يوم التروية يدخل ضمن فضل العشر الأوائل من ذي الحجة؛ إذ لم يردّ فضل خاص لهذا اليوم؛ ومن أفضال العشر الأولى من ذي الحجة ما يأتي:[٦]

  • أفضل أيام العمل الصالح؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها -يقصد أيام العشر من ذي الحجة- في هذه، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ).[٧]
  • يباهي الله -سبحانه- بعباده في هذه الأيام المباركة أمام ملائكته وأهل السماء؛ حيث قال -صلى الله عليه وسلم- عن يوم عرفة: (هذا يومُ مُبَاهَاةٍ).[٨]


تنبيهات في يوم التروية

تجدر الإشارة إلى أنّ بعض حُجّاج بيت الله الحرام قد يقعون في عدد من الأخطاء والالتباسات؛ فوجب التنبيه عليها لمزيد من الفائدة، ويمكن ذكر بعضها على النحو الآتي:[٩]

  • يحرص بعض الحجّاج على الإحرام من المسجد الحرام؛ حيث يتكلّفون في عودتهم إليه للإحرام؛ بينما يجوز لهم الإحرام من مكانهم، لما فعل بعض الصحابة -رضي الله عنهم- عندما أمرّهم النبيّ بالتحلل من العمرة، والإحرام للحجّ يوم التروية؛ فلم يعد أحدٌ منهم إلى المسجد الحرام للإحرام، بل أحرموا من مكانهم.
  • يظنّ بعض الحجّاج أنّ عليهم غسل أو تبديل ثياب الإحرام التي أحرموا فيها سابقاً، إذ ليس من شروط الإحرام تبديل هذه الملابس أو غسلها، وإن كان الأفضل والأحسن الحرص على نظافتها وحسن مظهرها، ولكن دون اشتراط أو تكليف.

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1218، صحيح.
  2. محيي الدين حمادة، الركن الخامس، صفحة 295. بتصرّف.
  3. ابن جبرين، فتاوى الشيخ ابن جبرين، صفحة 45، جزء 60. بتصرّف.
  4. محمد حسن عبد الغفار، دروس الشيخ محمد حسن عبد الغفار، صفحة 4، جزء 32. بتصرّف.
  5. أحمد حطيبة، كتاب الجامع لأحكام العمرة والحج والزيارة، صفحة 10، جزء 10. بتصرّف.
  6. سعيد حوى، الأساس في السنة وفقهها العبادات في الإسلام، صفحة 2847-2848، جزء 6. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:969، صحيح.
  8. رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:420، إسناده حسن ورجاله ثقات.
  9. محمد صالح المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 4049، جزء 5. بتصرّف.