التعريف بميقات قرن المنازل
يعد ميقات قرن المنازل أقرب المواقيت المكانية إلى مكة المكرمة، حيث يبعد عنها 78 كيلو متراً تقريباً، أي سفر يومين بمسير الإبل،[١] ويعرف الآن باسم السيل الكبير أو وادي محرم، وهو عبارة عن وادٍ طويل له طرفان يمتد من الشمال إلى الجنوب؛ طرفٌ من جهة الشمال يسمى السيل الكبير، وطرفٌ من جهة الجنوب يسمى وادي محرم.[٢]
ميقات قرن المنازل لأهل نجد
بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه أن ميقات قرن المنازل هو ميقاتٌ لأهل النجد تحرم منه للحج والعمرة، فجاء في الحديث: (وَقَّتَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأهْلِ المَدِينَةِ ذا الحُلَيْفَةِ، ولِأَهْلِ الشَّأْمِ الجُحْفَةَ، ولِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنازِلِ، ولِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، فَهُنَّ لهنَّ، ولِمَن أتَى عليهنَّ مِن غيرِ أهْلِهِنَّ لِمَن كانَ يُرِيدُ الحَجَّ والعُمْرَةَ، فمَن كانَ دُونَهُنَّ، فَمُهَلُّهُ مِن أهْلِهِ، وكَذاكَ حتَّى أهْلُ مَكَّةَ يُهِلُّونَ مِنْها).[٣]فيحرم من قرن المنازل أهل نجد والطائف وأهل المشرق من أهل الخليج العربي وإيران والعراق، ومن يجاورهم ويحاذيهم، ومن يمرّ عليه من غيرهم.[٤]
المواقيت المكانية الأخرى
بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث السابق أربعة مواقيت مكانية أخرى غير ميقات قرن المنازل، وآتياً ذكرها مع ذكر من يحرم منها:[٥][٦]
- ميقات ذو الحليفة؛ وهو ميقاتٌ يحرم منه أهل المدينة المنورة، ومن يمرّ منها في طريقه من غير أهلها، وهو أبعد المواقيت المكانية؛ حيث يبعد عن مكة المكرمة حوالي (420 كيلو متر)، ويعرف الآن باسم ميقات آبار أو أبيار علي، وهو الميقات الذي أحرم منه النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوادع.
- ميقات الجحفة؛ وهو ميقات أهل الشام الذين لا يمرّون في طريقهم من المدينة المنورة، وأهل المغرب العربي وأهل مصر، ومن يحاذيهم من الوراء ومن يجاورهم، وقد سمي بذلك لأن السيول قد أصابته في الزمن الماضي؛ فجحفته ومحيت آثاره ومعالمه، وأصبحت خراباً، ويحرم البعض الآن من قرية قريبة منه تسمى رابغ.
- ميقات ذات عرق؛ وهو ميقات أهل العراق وإيران، ومن يجاورهم من جهة المشرق؛ وقد سمي بذلك لوجود عِرقٍ فيه؛ أي جبل صغير، وهذا الميقات مهجور في الوقت الحاضر، وأهله يحرمون من ميقات ذي الحليفة، أو من ميقات قرن المنازل.
- ميقات يلملم؛ وهو ميقات لأهل اليمن ومناطق جنوب آسيا، كأهل الهند وأهل الصين، ويعرف الآن باسم السعدية، وهو عبارة عن واد عظيم يبعد عن مكة المكرمة حوالي 120 كيلو متر.
مواقيت أخرى:
المراجع
- ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 25. بتصرّف.
- ↑ عبد الله بن مانع الروقي، كتاب الحجمن بلوغ المرام، صفحة 57. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1526، حديث صحيح.
- ↑ سعيد القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 173. بتصرّف.
- ↑ سعيد القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 172-173. بتصرّف.
- ↑ محمد إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 242. بتصرّف.