شروط حذاء العمرة للرجل


اشتراط لبس النعليْن

اتفق الفقهاء على أنه يجب على الرجل المحرم بالعمرة أن يلبس في قدميْه النعليْن؛[١] وهي التي تكون على قدر أسفل القدم، بحيث يكون ما دون الكعبيْن، فينكشف ظاهر القدم، والعقبيْن، والكعبيْن، استدلالاً بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لِيُحرِمَ أحدُكم في إزارٍ ورداءٍ ونعْلَينِ)،[٢][٣] وتسمى النعال في بعض الدول (شبشباً، أو صندلاً، ونحوه).[٤]


حرمة لبس الخفين

اتفق الفقهاء على عدم جواز لبس الخفين وما كان في معناهما للرجل المحرم إن كان قادراً على لبس النعلين، ويقصد بالخفّ الحذاء الذي له رقبة عالية تتجاوز الكعبيْن، بحيث يستر كامل القدم، ( كالكندرة، والجزمة، ونحوه) حتى ولو لم يستر الكعبيْن، سواء ستر جميع الأصابع في الأمام، أو ستر كامل العقبيْن، أو ستر ظهر القدم، أو كان صحيحاً، أو مخرّقاً، كل ذلك لا يجوز لبسه؛[٥] استدلالاً بالحديث الصحيح: (أنَّ رجلاً سألَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم ما يلبَسُ المحرمُ منَ الثِّيابِ ؟ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم : لاَ تلبَسوا القُمُصَ ولاَ العمائمَ ولاَ السَّراويلاتِ ولاَ البرانِسَ ولاَ الخفافَ...).[٦][٧]


فإن لبس الخفّ مختاراً عامداً وكان قادراً على لبس النعال أثم بذلك، ولزمه المبادرة إلى إزالته، ووجبت عليه الفدية؛ سواء طال زمن لبسه أو قصُر، وهي صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين، أو ذبح شاة والتصدق بها على فقراء الحرم.[٨]


جواز لبس الخفين عند تعذر لبس النعلين وحكم قطعها

ذهب الفقهاء إلى جواز لبس الخفين للرجل المحرم، في حال لم يقدر على لبس النعلين؛ واضطر على لبس الخفين، كأن يكون مصاباً بمرضٍ في قدمه، أو لم يكن معه ثمن النعل، ونحو ذلك من الأعذار، مستدلين على ذلك بالحديث الصحيح الذي رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: (قامَ رَجُلٌ فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ماذَا تَأْمُرُنَا أنْ نَلْبَسَ مِنَ الثِّيَابِ في الإحْرَامِ؟ فَقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَلْبَسُوا القَمِيصَ، ولَا السَّرَاوِيلَاتِ، ولَا العَمَائِمَ، ولَا البَرَانِسَ، إلَّا أنْ يَكونَ أحَدٌ ليسَتْ له نَعْلَانِ، فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ، ولْيَقْطَعْ أسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ).[٩][١٠]


وقال الحنفية، والمالكية، والشافعية أن على المحرم إذا لبس الخفين أن يقطع الجزء الذي يغطي الكعبين منه؛ للحديث المذكور سابقاً، بينما ذهب الحنابلة إلى القول أنه لا يجب عليه قطعهما، ويلبسهما كما هما؛ لورود عدة أحاديث مطلقة لم تنص على قطعهما؛ كالحديث الصحيح الذي رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: (سَمِعْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ بعَرَفَاتٍ: مَن لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ، ومَن لَمْ يَجِدْ إزَارًا فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ. لِلْمُحْرِمِ).[١١][١٢]


شروط حذاء العمرة للمرأة

تلبس المرأة المحرمة ما شاءت من الأحذية، بخلاف الرجل، فيجوز أن تلبس الخفين، أو الجوربين، أو النعلين، بشرط عدم كشف شيءٍ من قدمها أمام الرجال الأجانب.[١٣]


المراجع

  1. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2292-2293. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1096، صحيح.
  3. "ما الأحذية التي يجوز للمحرم بالحج أو العمرة أن يلبسها ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 8/8/2022. بتصرّف.
  4. " هل يجوز لبس الحذاء الطبي في العمرة للحاجة؟"، الإفتاء الأردني، اطّلع عليه بتاريخ 8/8/2022. بتصرّف.
  5. أحمد حطيبة، شرح كتاب الجامع لأحكام العمرة والحج والزيارة، صفحة 4. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2668، صحيح.
  7. "حكم لبس المحرم للحذاء"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 8/8/2022. بتصرّف.
  8. أحمد حطيبة، آداب العمرة وأحكامها، صفحة 9. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1838، صحيح.
  10. "المبحثُ السادسُ: لُبْسُ المَخِيطِ"، الدرر السنسة الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 8/8/2022. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1841، صحيح.
  12. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 153. بتصرّف.
  13. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 280. بتصرّف.