تعريف السعي بين الصفا والمروة وحكمه
السعي لغةً هو المشي، والصفا هو مكانٌ مرتفعٌ يبدأ المسلم منه بالسعي، ويقع في طرف المسعى الجنوبي، أم المروة فهو جبلٌ مرتفعٌ في طرف المسعى الشمالي، وإليه ينتهي السعي، فيكون السعي بين الصفا والمروة شرعاً: المشي وقطع المسافة بين الصفا والمروة سبع مراتٍ في مناسك العمرة أو الحجّ.[١]
ويجدر بالذّكر أنّ السعي بين الصفا والمروة ركنٌ من أركان العمرة والحجّ، لقول الله -تعالى-: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ)،[٢] فقد صرّح الله -سبحانه- بأنّ الصفا والمروة من الشعائر، وهذا يدل على أهمية السعي بينهما، ويدلّ على ركنيّة السعي بينهما أيضاً فعل النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان يفعل ذلك ويأمر المسلمين أن يأخذوا المناسك عنه.[١]
واجبات السعي بين الصفا والمروة
إنّ للسعي بين الصفا والمروة عدّة واجباتٍ لا يصحّ سعي المسلم إلا بفعلها، وهي:[٣]
- قطع جميع المسافة
يجب على المسلم أن يقطع جميع المسافة بين الصفا والمروة دون نقص، فلو بقي من سعيِه بضع خطواتٍ أو خطوة لم يصحّ سعيه، ويجب أن يستوعب جميع المسافة المطلوبة.
- الترتيب
يجب على المسلم أن يبدأ من الصفا وينتهي إلى المروة، فإن بدأ من المروة إلى الصفا لم يُحتسب شوطه هذا.
- السعي سبعة أشواط
يجب أن يُكمل المسلم في سعيه بين الصفا والمروة سبعة أشواطٍ كاملة، فيبدأ من الصفا إلى المروة، وهذا شوط، ثمّ من المروة إلى الصفا، وهذا شوطٌ ثانٍ، وهكذا إلى أن يُكمل سبعة أشواط.
- أن يكون بعد طواف
يجب أن يكون السعي بين الصفا والمروة بعد طوافٍ صحيح.
- الموالاة بين أشواط السعي
ذهب المالكية والحنابلة إلى اشتراط الموالاة بين أشواط السعي بين الصفا والمروة، فلا يفصل المسلم بينهما إلا فصلاً يسيراً للصلاة ونحو ذلك، بينما ذهب الحنفية والشافعية إلى عدم اشتراط الموالاة بين أشواط السعي.[٤]
سنن السعي بين الصفا والمروة
يُسنّ في السعي بين الصفا والمروة عدّة أمورٍ يُستحبّ أن يحرص المسلم على فعلها جميعاً حتى ينال الأجر والثواب ويقتدي بالنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وهذه السنن هي:[٥]
- أن يكون على طهارةٍ من الحدث الأكبر والأصغر.
- أن يستقبل الحجر الأسود ويستلم الركن قبل البدء بالسعي.
- إذا وصل إلى الصفا يقول: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)،[٦] ثمّ يقول: "أبدأ بما بدأ الله به".
- يُكبّر الله ويوحّده على الصفا ويقول: (لا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهو علَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، لا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ)،[٧] ثمّ يدعو الله -تعالى- بما شاء، ويفعل ذلك ثلاث مرات.
- أن يُسرع الرجال بالسعي عند وصولهما بين العلمين الأخضرين.
- أن يدعو الله -تعالى- بين الصفا والمروة بما شاء، ويذكره، ولا يقول إلا خيراً.
- أن يفعل على المروة مثلما فعل على الصفا، فيُكبّر الله ويوحّده ويدعو بالذّكر المأثور عن النبي الكريم، ثمّ يدعو بما شاء.
المراجع
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 198-201، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:185
- ↑ أحمد حطيبة، آداب العمرة وأحكامها، صفحة 12، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 208-209، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ كمال ابن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 239-240، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:158
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1218، صحيح.