إنّ العمرة عبادةٌ عظيمةٌ، وشعيرةٌ من شعائر الله -سبحانه وتعالى-، يؤدّيها المسلم؛ طلبًا لمرضاة الله -تعالى-، وأملًا في الفوز بالثواب العظيم الذي رتّبه الله -تعالى- عليها، وتأتي العمرة في اللغة بمعنى: الزيارة والقصد، وفي الاصطلاح الشرعيّ؛ فالعمرة هي قصد بيت الله الحرام بالزيارة، وأداء أفعالٍ مخصوصةٍ، من إحرامٍ، وطوافٍ بالكعبة المشرّفة، وسعي بين الصفا والمروة.[١]
دعاء العمرة بعد الإحرام
ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه كان يدعو بعد تجهّزه ودخوله في الإحرام للعمرة أو الحجّ بقوله: (لَبَّيْكَ عُمْرَةً وَحَجًّا)، كما روى أنس بن مالكٍ -رضي الله عنه- من قوله: (سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَهَلَّ بهِما جَمِيعًا: لَبَّيْكَ عُمْرَةً وَحَجًّا، لَبَّيْكَ عُمْرَةً وَحَجًّا)،[٢] فإنّ المسلم إذا وصل إلى ميقات الإحرام، تجهّز واغتسل، يصلي الفريضة إن كان وقت فريضةٍ، وإن لم يكن وقت فريضةٍ؛ فإنّه يُسنّ له أن يصلّي ركعتين سنّة الوضوء، ثمّ يحرم بالعمرة، ويشرع بعدها بالتلبية، وهي قوله المحرم كما في الحديث الشريف: (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لكَ وَالْمُلْكَ، لا شَرِيكَ لكَ)،[٣] ويستحبّ للمحرم بالعمرة أن يُكثر من التلبية أثناء طريقه إلى البيت الحرام، وخاصَّةً إذا علا مرتفعًا، أو نزل منخفضًا، أو عند حلول الليل أو النهار وهو في طريقه، ويرفع الرجل صوته بالتلبية، أمّا النساء فتردّد التلبية بصوتٍ تُسمع به نفسها ومن بجوارها فقط.[٤]
مناسك العمرة
بعد أن يُحرم المعتمر من ميقات الإحرام المخصَّص للوجهة التي قدم منها، وعند وصوله إلى بيت الحرام، تبدأ مناسك العمرة بطواف سبعة أشواطٍ بالكعبة المشرّفة، ويسنّ له بعدها أن يُصلّي ركعتين تطوُّعًا عند مقام إبراهيم -عليه السلام-، ويشرب من ماء زمزم ويُكثر منها، ثمّ يتّجه إلى جبل الصفا، ويبدأ السعي بين الصفا والمروة بسبعة أشواطٍ، وبعدها يتحلّل من الإحرام بحلق الشعر أو تقصيره للرجال، وبتقيره وأخذ جزءٍ يسير منه للنساء، ويُتمّ بذلك المعتمر مناسك العمرة، ويُصبح متحلٍّلًا من إحرامه؛ فيحلّ له وضع الطيب، ولبس المخيط من الثياب، وكلّ ما كان محظورًا عليه أثناء إحرامه.[٤]
فضل العمرة
رتّب الله -سبحانه وتعالى- على أداء العمرة فضلًا عظيمًا، ومن الفضائل المترتّبة على أداء العمرة ما يأتي:[٥]
- أنّ الله -تعالى- يكفّر ذنوب المسلم ما بين العمرة والعمرة؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ).[٦]
- أنّ المعتمر والحاجّ وفد الله -سبحانه وتعالى- وضيوفه، وهما ينفيان الفقر والذنوب بإذن الله -تعالى-؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (تابِعوا بين الحجِّ والعمرةِ؛ فإنهما ينفِيان الفقرَ والذُّنوبَ، كما ينفي الكيرُ خبَثَ الحديدِ والذَّهبِ والفضةِ، وليس للحجَّةِ المبرورةِ ثوابٌ إلا الجنَّةَ، وما من مؤمنٍ يظلُّ يومَه محرمًا إلا غابت الشمسُ بذنوبِه).[٧]
مواضيع أُخرى:
المراجع
- ↑ أحمد حطيبة، آداب العمرة وأحكامها، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1251، حدبث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1184، حديث صحيح.
- ^ أ ب "العمرة وأدعيتها الخاصة والعامة"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 10/10/2022. بتصرّف.
- ↑ سعيد بن وهب القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 13-15. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1773، حديث صحيح.
- ↑ رواه النسائي، في سنن النسائي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2631، قال الألباني حسن صحيح.