هل يوجد طواف وداع للعمرة؟

يشرع للمسلم بعد أن ينتهي من أداء العمرة ويتحلل منها، ويعزم على الخروج من مكة المكرمة أن يطوف بالبيت توديعاً؛ إلا أنه ليس واجباً عليه؛ إذ إن طواف الوداع مستحبٌ في حقّ المعتمر، وليس واجباً باتفاق جماهير أهل العلم؛[١] لعدم ثبوت دليل يذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يطوف طواف الوداع بعد عمره، فقد اعتمر النبي -عليه الصلاة والسلام أربع مرات، ولم يُنقل أنه طاف للوداع فيهنّ، كما لم يُنقل عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه أمر أصحابه أن يطوفوا طواف الوداع بعد أن يعتمروا، فدلّ ذلك على أنه إذا لم يؤد المسلم طواف الوداع في عمرته صحّت عمرته ولا شيء عليه، سواء خرج من مكة مباشرة بعد انتهاء من عمرته، أو أقام بعدها أياماً في مكة المكرمة. [٢][٣]


للعمرة طواف واحد (طواف العمرة)

أجمع جماهير أهل العلم أنه ليس للعمرة إلا طواف واحد، وهو طواف العمرة، ويسمى طواف الركن أو طواف الفرض، حيث إنه ركن من أركان العمرة وواجبٌ من واجباتها، لا تصح العمرة بتركه، وما سواه من الأطوفة، وزاد عنه في العمرة تعدّ نفلاً وسنةً، ويؤدى طواف العمرة فور وصول المعتمر إلى بيت الله الحرام، فهو أول عملٍ يؤديه المعتمر بعد أن يحرم، فيطوف بالبيت الحرام سبعة أشواط، جاعلاً البيت على يساره، ثم يسنّ له بعد أن ينتهي من الطواف أن يصلي ركعتين خلف مقام سيدنا إبراهيم -عليه السلام-، ثم يشرع بعد ذلك بالسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط؛ مبتدئاً بالصفا ومنتهياً بالمروة، ثم يحلق الرجل شعره أو يقصّره؛ ليتحلل من إحرامه للعمرة، وكذا المرأة فيشرع في حقها التقصير، وبذلك تكون انتهت أعمال العمرة، وتمّ أداء العمرة.[٤]


طواف الوداع واجبٌ من واجبات الحج

يعد طواف الوداع أحد الأعمال الذي يؤديه الحاج في حجه؛ إذ إنه من مناسك الحج وشعائره، وقد ذهب جمهور الفقهاء خلافاً للمالكية إلى القول أنه واجبٌ من واجبات الحج التي يجب على الحاج فعلها، لما جاء في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: "كانَ النَّاسُ ينصرِفونَ في كلِّ وجهٍ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : لا ينفِرنَّ أحدٌ حتَّى يَكونَ آخرُ عَهْدِهِ الطَّوافَ بالبيتِ"،[٥] ومن ترك طواف الوداع فهو آثم، ويجبر تركه بالفدية وهي الذبح، وذهب المالكية إلى سنية طواف الوداع في حقّ الحاج؛ ولا شيء عليه إن تركه.[٦]


وطواف الوداع عبارة عن سبعة أشواط يؤديه الحاج بعد أن ينتهي من جميع أعمال الحج ومناسكه، ويعزم أن يفارق مكة المكرمة ويخرج منها، فيكون آخر عمل يؤديه من أعمال الحج، ولذلك سمّي بطواف الوداع؛ لكونه توديعاً للبيت الحرام، حيث يكون آخر عهدهم بالبيت.[٧]


المراجع

  1. "الفصل الأوَّل: حُكْمُ طوافِ الوَداعِ للحاجِّ والمُعتَمرِ"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 7/12/2022. بتصرّف.
  2. "طواف الوداع مستحب للمعتمر"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 7/12/2022. بتصرّف.
  3. محمدأحمد واصل، حكم طواف الوداع في الحج والعمرة، صفحة 19-25. بتصرّف.
  4. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2201-2203. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2002، حديث صحيح.
  6. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2206. بتصرّف.
  7. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 87. بتصرّف.